عمان - بترا
تضمن كتاب "حكايات بين جعبة وأخرى" للكاتب التشيكي كارِل تْشابِك، والصادر حديثا عن منشورات المتوسط بالقاهرة، على مسارين من الاحداث التشويقية التي تنهج الادب البوليسي، وهو من بين اشهر إبداعات تشابك القصصية الذي يتبوأ مكانة مرموقة في الأدب العالمي .
ويأتي الكتاب الذي صدرت طبعته للمرة الاولى العام 1928، مليئا بتلك القصص والحكايات التي تتجاوز كشف الجريمة الى تقديم نظرة كاتبه الى دواخلِ مُرتكبي الجرائم العاديين، ومن جهةٍ أخرى هُناك الرجال الطيبون من حرّاس القانون، يتناولها المؤلف في جمل ومفردات مقتصدة وقصيرة بأسلوبية سلسة أصيلة وهي تنثر قيم التسامح حيال الضعفِ الإنساني والمحملة بالمواقف والدعابات الآسرة.
قُدّمَت بعضُ هذه الحكايات في أفلام وأعمال تلفزيونية لافتة، وهي تَدعو للتفكير، برع في نقلها من اللغة التشيكية إلى اللغة العربية قلم المترجم البرهان قلق، بمناسبة بدء احتفالات التشيك بذكرى ميلاد اديبهم الشهير تشابك.
ويعتبر كارل تشابك المولود في التاسع من كانون الثاني العام 1890 من بين اشهر الكتاب العالميين، فهو مفكر وكاتب مسرحي وصحفي ومترجم ورسام، ويعد من أشهر الكتاب التشيك في القرن العشرين الذين تُرجِمَت إبداعاتهم ولا تزال إلى اللغات الأجنبية وحازوا تقديراً في الخارج.
وفي كتاباته القصصية والمسرحية تبدو عناصر الدراما الانسانية المجبولة بالدعابة والاشارات البليغة ذات الدلالات الفلسفية أيضاً، كما تبدو الثقة بالجانب الطيّب في الناس وهَواجس التحذير من المَخاطر التي يحملها العالم المُعاصر في طيّاته.
يشار الى ان كارل تشابك رشح سبع مرات لجائزة نوبل، وكان أول من أدخل كلمة "روبوت – الإنسان الآلي" إلى اللغة، وهي الكلمة المشتقة من كلمة تشيكية تعني الاستعباد، وذلك في مسرحيته الشهيرة (أر او أر) وهي العمل الأدبي الوحيد المترجم لتشابِك إلى العربية والصادر ضمن سلسلة "من المسرح العالمي" تحت عنوان "إنسان روسوم الآلي"، إضافة إلى استشرافه اختراع القنبلة الذرية واستعمالاتها كما في روايته الشهيرة المعنونة "كراكاتيت".