القاهرة -صوت الإمارات
يواصل الطبيب المصري حازم الشاذلي نسج خيوطه الابداعية في الرواية ويقدم للحياة الثقافية المصرية والعربية روايته الخامسة بعنوان :"الفالح" والتي تفاعل فيها المؤلف مع ثورتي 25 يناير-30 يونيو .
ونظم نادي روتاري سقارة مؤخرا احتفالية ثقافية لتوقيع رواية " الفالح" للروائي الدكتور حازم الشاذلي، استشاري جراحة المسالك البولية، والصادرة عن دار بيت الياسمين للنشر والتوزيع، وحضر الاحتفالية لفيف من مثقفي مصر وأعضاء الروتاري ونادي الجزيرة، بينهم ثلة من الأكاديميين البارزين مثل الدكتور صديق عفيفي رئيس المجلس العربي للأخلاق والمواطنة، والدكتورة سامية العزب والدكتورة نرمين أحمد السعيد.
ورواية "الفالح" التي تقع في 375 صفحة من القطع الصغير هي الخامسة للدكتور حازم الشاذلي، بعد رواياته "مفترق طرق"، و"عودة من هناك" و"دقائق بعد الثالثة" و"البحث عن أحياء".
وبصيغة التساؤل يقدم المؤلف روايته الجديدة قائلا: "هل السعداء في هذه الحياة هم الذين يصدقون أوهامهم؟ مستشهدا في ذلك بأبيات من رباعيات الشاعر الكبير صلاح جاهين، ومختتما بقوله: "لا يوجد فارق بيني وبين الذي تريدون إعدامه، كلانا لم يستطع الإمساك بالدفة، كلانا اختلت عجلة القيادة بين يديه بل إن كلنا -في قليل أو كثير- نشبه هذا الرجل.
وأدار الاحتفالية الناقد والناشر زياد إبراهيم عبد المجيد ، وأبدى الحاضرون إعجابهم بما تميزت به الرواية من ربط بين الواقع والخيال وتجريد العديد من الأحداث وتناول صور وملامح من الواقع، وخاصة ما شهدته مصر في السنوات الماضية مثل غرق العبارة السلام عام 2006 وما ترتب عليها من آثار وتأثيرات تجلت ضمن غيرها من الظواهر في ثورة يناير ومسارها التصحيحي في الثلاثين من يونيو 2013.
والرواية الجديدة تتناول طرفا من الأحداث التي أفضت للثورة ووقائع انطوت على ظلم وتعمد إخفاء الحقائق، وذلك في قوالب فنية وحكي وحوار قصصي جمع بين التناول البلاغي والصياغة القوية واللغة البسيطة وأيضا وروح الفكاهة المصرية.
واعتبر الدكتور حازم الشاذلي ما تناوله في روايته من أحداث ومنها حادث العبارة السلام وغيرها من الأحداث التي كانت محرك أبطال روايته بمثابة المقدمات الطبيعية والحياتية التي قدمت لثورة 25 يناير 2011 وما تلاها في 30 يونيو 2013.
وقال الشاذلي : "انطلقت في تناولي لشخوص الرواية على الانتقال من العام إلى الخاص في تأصيل يعكس عدم وجود شخصية بعينها من الواقع ولكن تتوافر معالم شخصية تحدد وتقيس وتتفاعل مع الواقع أو تعكس بعضا من صفحاته وملامحه".
من جانبه، قال الناقد والناشر زياد إبراهيم عبد المجيد إن رواية "الفالح" تطرح آفاقا جديدة من الإبداع والرصد ودقة التصوير في أعمال الروائي حازم الشاذلي، وتثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه مثلما أنه لكل كاتب تجربته الفريدة والمميزة، فإن الشاذلي استطاع وبنجاح كبير وتناول مميز التعبير عن فكرة الرواية من خلال بناء قوي وتناول إبداعي ملموس، وجعل الصفحات تتسع لرصد حقب زمنية وأحداث وحوادث من الواقع عبر تطورات لا يسهل الإمساك بها بقدر ما يتيسر العيش معها والإندماج التام مع شخوصها وأشخاصها خصوصا في تناول رجال أصحاب مناصب في مشروع وهمي.
وشهدت احتفالية التوقيع نقاشا واشتباكا إبداعيا حميما بين الحضور، وأثني المناقشون على ما تضمنته الرواية من سرد يستكمل به الدكتور حازم الشاذلي ما سبق من إبداعات في رواياته الأربع السابقة، وحرص بعض المشاركين على قراءة أجزاء من الرواية للتدليل على قدرات الروائي على جذب من يتابع صفحات روايته عبر سياق سردي يجمع بين الإبحار في الواقع والارتكاز على عوالم من الخيال وفي ذات الوقت تقديم وجبة إبداعية دسمة من الرأي والرؤية كما في الرواية مثل قوله : "لا تقل شيئا ولا تخف، أنت تعلم أنني غير متفائل ولكن كما اتفقنا علينا أن نسعى وليس علينا إدراك النجاح".