بيروت - أ.ش.أ
"غرفة أبي" عنوان رواية "تجريبية للشاعر والكاتب الصحافي اللبناني عبده وازن صدرت مؤخرا عن داري منشورات الضفاف في بيروت ومنشورات الاختلاف في الجزائر، وهي رواية سيرذاتية. يسرد الراوي في هذه الرواية التجريبية سيرة مزدوجة.. سيرته الذاتية متقاطعة مع سيرة أبيه الذي يكاد يجهله، والذي يسعى إلى التعرف إليه ورسم صورة له، من خلال ذكريات الآخرين عنه ومروياتهم، ثم عبر الأثار الصغيرة التي تحكي عنه ومنها الصور بالأسود والأبيض. وسيرة الأب هنا لابد لها أيضا من أن تتقاطع مع سيرة المكان الذي هو بيروت وضاحيتها الشرقية منذ الستينات حتى الحرب الأهلية وما تلاها من مآس، والراوي إذ يستعيد هذا الماضي فإنما يمعن في رثائه ومديحه بصفته زمن الأب الغائب، إلا أن المفارقة تتبدى هنا في كون الإبن أصبح أكبر من أبيه الذي رحل في ريعان شبابه.. إنه الآن الإبن الذي يبحث عن أب بات أصغر منه عمرا. وترسيخا لهذا النوع من السرد السير- ذاتي، يعتمد الكاتب تقنيات عدة مثل: مخاطبة الأب عبر رسالة يكتبها إليه، المونولوغ، التقطيع المشهدي، السرد داخل السرد، وسواها. وخلال هذه السيرة الذاتية المتعددة المرجعيات، يبحث الراوي عن صورة الأب كما تجلت في نصوص روائية وسردية عربية وعالمية، طالما شغلت الراوي، بما تحمل من ملامح مستعارة للأب المفقود والمفتقد. وعبده وازن، شاعر ومترجم وناقد، بدأ مشواره مع الكتابة الإبداعية بكتاب "الغابة المقفلة"، وصدر في عام 2982، ومن أبرز أعماله "حديقة الحواس"، و"حياة معطلة"، و"قلب مفتوح"، و"سراج الفتنة"، و"نار العودة".