القاهرة ـ وكالات
صدر مؤخرًا عن دار التنوير، الطبعة الثانية من رواية "رحلة الغرناطى" للروائى الشاب ربيع جابر (مواليد 1972 وفى رصيده 9 روايات) هى من ذلك النوع الشائق من الروايات التى تستلهم مادة التاريخ وتعيد إنتاجها من جديد، وتمارس لعبة على مستوى الدال التاريخى، والمدلول المقترح، لتنتج فى النهاية حكاية متميزة تؤكد على عبثية مفرطة فى سوداويتها، وفى معناها. تبدأ الرواية بخروج الأخوين محمد والربيع للرعى فى غابات الأندلس، وفى غضون ذلك يفقدان أحد الخراف المتميزة (الأسوَد المبقع)، فيذهب الربيع بحثا عنه فى الغابة، وسرعان ما يختفى الربيع كما الخروف، ثم تبدأ رحلة البحث من قبل محمد عن الأخ الضائع، انطلاقا من غابات غرناطة لتنتهى فى أنطاكية!! وتستغرق الرحلة كل المدن الواقعة على ضفتى البحر المتوسط، ويظل محمد الغرناطى هكذا حتى يكتشف أن ما يبحث عنه غير موجود، وأنه مات عبر مونولوج تختتم به الرواية. وبهذا المعنى تنطوى الرواية على مفارقة صارخة، تبدأ بضياع الأخ، لتتهاوى بعد ضياعه أو بالتزامن معه مدن الأندلس الواحدة تلو الأخرى، وما هى إلا سنوات قليلة حتى يسقط قلب المشرق فى يد الصليبيين - تاريخيا ثمة فاصل زمنى هائل بين هذا السقوط وذلك - ليجد محمد نفسه هو الآخر فى ضياع.