القاهرة-أ ش أ
تنطلق "كلاب الراعي"، الرواية الخامسة للكاتب أشرف العشماوى من مفهوم غير قاصر على السياسة، حيث يتعرض أيضا إلى الحياة الاجتماعية والانسانية لشخوص الرواية التى تدور احداثها فى ربوع المحروسة فى فترة حكم المماليك، قبيل تولى محمد على باشا بسنوات معدودة.
ولم يكتف العشماوي في هذه الرواية الصادرة حديثا عن الدار المصرية اللبنانية بالحديث عن الحياة السياسية بشكلها السطحى، لكنه غاص فى مؤامرات المماليك ومحمد على للاستيلاء على الحكم.
"كلاب الراعي"؛ الاسم الذى بدا كلاسيكيا، يشير إلى المماليك، حيث كان المصريون يهتفون: ''يا برديسى يا كلب الراعى.. روح خدلك عضمة من الوالي"، إلا ان العشماوى لم يعلنها بشكل مباشر ليفتح الباب للتأويل.
فدون أدنى حرج من الممكن اطلاق تلك المقولة على محمد علي، الذى تمنع فى البداية، وما ان اعتلى العرش حتى قام بتثبيت حكمه، بشتى الوسائل التى لا تختلف كثيرا عن وسائل المماليك.
وما بين الواقع والثورة، الجنون والعقل، العاطفية والواقعية، ينهى العشماوى روايته بناجى الذى أرسل فى بعثة تعليمية من بعثات محمد علي، التي تعتبر أهم انجازاته، ورسالة من العشماوي ان التعليم هو الحل، بينما يقبع ابوه المملوكى خلف التراب بلا رأس، وعمه فى سجن العرقانة ينتظر مصيرا مجهولا، ليصنع الكاتب المفارقة التى تزيد الرواية عمقا، وتوضح الفجوة الكامنة فى النفس البشرية، والتى تشبه الفجوة بين مذبحة القلعة وارسال البعثات للخارج.