معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية

زين التراث جنبات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية (أبوظبي 2015) في دورته الـ13 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وعمت أرجاء المكان كذلك رائحة القهوة العربية الأصيلة والبخور، إذ لا يخطو الزائر من قسم إلى قسم أو من جناح إلى جناح حتى يتسابق «المعزِّبون» لتقديم فناجين القهوة العربية للزائر كتعبير حقيقي عن الترحيب به والاحتفاء بزيارته.

ورائحة القهوة العربية الأصيلة التي يفخر الإماراتيون بإتقانها وتنوعها وعطورها الفواحة، لفتت نظر الزوار الأجانب قبل العرب، وظهر واضحاً تفاعلهم مع تقديم القهوة العربية وحبة التمر معها، التي تعد الضيافة التقليدية الترحيبية بأي ضيف أو زائر.

وينظر الإماراتيون إلى القهوة العربية الأصيلة بصفتها من أهم التقاليد الأصيلة والعريقة التي خلفها الأجداد ومازال يعتز بها الأبناء، ورمز الضيافة والكرم والاحتفاء بالزوّار والضيوف.

وتسابق أصحاب الأجنحة في المعرض على تقديم القهوة العربية الأصيلة وتلك التي تضاف لها نكهات وبهارات من الهيل والزنجبيل والمضاف لها أحياناً بعض قطرات من الحليب الطازج، أو الشاي المُعطّر بالقرفة والياسمين، قبيل دخول الضيوف إلى الجناح أو خلال تجولهم واستكشافهم له، وهو تعبير عربي أصيل على الترحيب بالضيف والكرم والجود، والاستعداد للاستقبال بأحسن طريقة ووجه.

ودارت فناجين القهوة بين الضيوف في أغلبية أجنحة المعرض، لتُضفي رائحة عبقة فواحة، وتصاحبها أحياناً روائح عطرية منبعثة من أعواد البخور وأحجاره، تلك التي يُعطّر بها أصحاب الأجنحة أجواء أجنحتهم.

ويعود هذا التقليد التراثي العريق في الإمارات ودول الخليج العربي عموماً لقرون طويلة، ومازال مستمراً حتى يومنا هذا بنفس الزخم والاهتمام والحب، ما يعكس رغبة كبيرة لدى الأجيال لاستمرار ودوام هذه العادات الأصيلة التي تُعبّر عن الكرم وتدل على أصحابه.

ويزداد ألق هذه العادة بوجود المسنين الإماراتيين، إذ يحضر بعضهم مع قهوته التي لا تُقاوم والتي أتقن صنعها لدرجة عالية، ولا يكتفي البعض بإحضار القهوة المُعتّقة بل يقوم بصناعتها وتحضيرها داخل المعرض.

ونظمت خلال المعرض فعاليات حول القهوة وأفضل طرق تصنيعها، إذ تنافس مهرة يُتقنون صنع التراث واستعادة دقائقه في صناعة قهوة لا تُقارن بطعمها ورائحتها الفواحة المميزة.

ويأتي هذا الاهتمام الواسع بهذه العادة بهدف إحياء التراث الإماراتي وصون العادات والتقاليد الأصيلة والتعريف بها، وشارك المسنون إلى جانب الرجال وحتى الشباب اليافعين، من المواطنين والمُقيمين.

وشارك كثيرون في عرض مراحل إعداد القهوة كمرحلة القلي والدق والتحميص وطهي القهوة، وكيفية التقديم للضيوف وتقييم طعمها.

وتعد القهوة العربية رمزاً من رموز الضيافة والكرم عند العرب، فهي أول ما يقدم للضيف، وتقدم في أوانٍ خاصة تسمى «الدلة» وفي فنجان بقاعدة صغيرة، وللقهوة عادات وتقاليد متعارف عليها بين القبائل، منها أن يكون مُقدّم القهوة واقفاً، وأن يمسك الدلة باليد اليسرى والفنجان باليد اليمنى، كما يجب أن تقدم للضيوف بدءاً من اليمين اقتداء بالسنة الشريفة، ولا يتوقف المضيف عن صب القهوة إلا عندما يقوم الضيف بهز الفنجان دلالة على اكتفائه.

وحظيت هذه العادة التراثية باهتمام واسع من زوار المعرض الذين استمتعوا بكيفية إعداد القهوة العربية بالطريقة التقليدية التي طالما كانت رمزاً للضيافة الأصيلة عند العرب.