الدوحة - صوت الإمارات
افتتح بالحي الثقافي "كتارا" مساء اليوم معرض المصور الفوتوغرافي الفرنسي عمار عبد ربه "حلب لهم ولهن السلام".
واستطاع الفنان عمار عبد ربه من خلال هذا المعرض نقل مأساة مدينة حلب السورية وواقعها الأليم تحت الحرب والحصار، كما نجح في تسليط الضوء على المعاناة اليومية لأهلها وسكانها، محاولاً كسر النمطية التي باتت تسود الحدث السوري عبر وسائل الإعلام، حيث تقدم صوره مساحة للتأمل وتظهر مشاعر الناس وإنسانيتهم، وهو ما يسعى إلى إظهاره في المدينة المنكوبة ، وذلك من أجل الوصول إلى الغد الأفضل لسوريا، باعتبار أن المدينة السورية تشكل رمزاً ومختبراً لما يمكن أن تكون عليه سوريا في المستقبل . وفي هذا الاطار قال الفنان عمار عبد ربه في تصريح لوكالة الانباء القطرية " قنا" ان هذا المعرض يحمل بين طياته رسالة عميقة الى العالم ، رسالة مضمونها ان الغد سيكون احسن والحياة مستمرة رغم الموت والدمار الذي تشهده سوريا ، واضاف "لقد التقطت بعض الصور التي تجسد الحياة اليومية للشعب السوري وتحديدا في مدينة حلب حيث نجد الاطفال حاملين حقائبهم ومتوجهين للمدرسة بالرغم من القصف والرصاص اصروا على متابعة الحياة متمسكين بأمل سيأتي". ولفت إلى وجود صور أحرى داخل المعرض لبعض البنايات التاريخية المهدمة الا ان بعض الفنانين جعلوا منها مكانا لعروضهم سواء كانت مسرحية او اماكن للتصوير السينمائي ، مشيرا الى أن المعرض يصور المقاومة اليومية للشعب السوري من أجل الحياة بصورة غير نمطية ، فلا يشترط ان تكون المعاناة بالسلاح او الدبابات ولكنها المقاومة من أجل أبسط الحقوق. من جانبه قال سعادة السفير السيد ايريك شوفالييه سفير الجمهورية الفرنسية لدى الدولة الذي حضر افتتاح المعرض، ان المعرض يتزامن مع مع أيام الثقافة الفرانكفونية التي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة حاليا بالمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، بمشاركة عدة دول أوروبية وأفريقية وعربية. وأوضح سعادته أن المعرض يسلط الضوء على المعاناة التي يتكبدها الشعب السوري من أجل العيش الكريم ، مشيرا الى أن المعرض رغم ما يحمله من صور مؤلمة الا انه يتضمن رسالة جسدت في بعض صور الاطفال والشباب وهم مفعمون بالامل ومصرين على الحياة . تجدر الاشارة الى ان المعرض يسجل الذكرى الخامسة للثورة السورية ويقام تكريما للمدينة التاريخية العريقة وشهدائها، وتظهر في الصور ال31 المعروضة مدينة حلب والحياة اليومية فيها أثناء الحرب من أنقاض وشوارع تعترضها أكوام من أغطية الأسرة والسجاد لحماية الناس من القناصين وبخاصة الأولاد العائدين من المدارس . الجدير بالذكر ان المعرض افتتح ابوابه مساء اليوم للزوار في مبنى 22 معرض 2، و تنظمه كتارا بالتعاون مع السفارة الفرنسية لدى الدولة والمعهد الفرنسي في قطر ، ويتزامن المعرض مع الأيام الفرنكفونية التي تقام حتى 31 مارس الجاري . يشار إلى ان المصور الفتوغرافي عمار عبد ربه ولد في دمشق وتنقل للعيش في ليبيا ولبنان قبل ان يستقر في فرنسا منذ ان كان في الثانية عشرة من العمر ، وقد بدأ مسيرته الفنية في عام 1990 مع وكالات صحفية. وقد أقيم المعرض من قبل في عدة مدن فرنسية منها باريس و النسون وماندوليو، كما عرض ببرلين في المانيا.