جانب من الافتتاح

افتتح في قاعة غاليري "Exode" في الأشرفية المعرض الجماعي "Eventail de Talents" لستة فنانين تشكيليين هم: آمال زيادة، رانيا شيبان، باسكال نمري داود، عدوية ديوب وماري نصار وفيكان أغيان. ويتيح تعدد الأساليب والتقنيات المعروضة في أعمال هؤلاء فرصة مهمة لجمهور اللوحة التشكيلية.

تخوض الفنانة زيادة في لوحاتها المشغولة بتقنية الأكريليك عالم الحرية في التعبير عن الحياة وعن الرؤى التي تواجه مخاطر التابوات، بريشة مطواعة سيالة الألوان والأفكار وفوارة الأحاسيس التي تؤدي في نهاية المطاف إلى إكتشاف الذات.

أما الفنانة شيبان فنجد في لوحاتها تلك البنية الهندسية التشكيلية البارعة الدلالة، فدراستها للهندسة المعمارية الداخلية والتصميم، منحها تلك التشكلات التعبيرية والتصويرية العميقة للصورة المبتغاة وللهدف المرصود، وذلك بشفافية جمالية عالية.

بدورها، تتيح لنا الفنانة داود من خلال أعمالها المعروضة أن نطلع على نماذج راقية وقيمة من مخزونها الفني الذي خصصت منه حوالى أربعين لوحة لقصر الرئاسة في مالي. إقامتها في ابيدجيان سنحت لها فرصة إكتشاف حبها للرسم، واكتشفنا معها تلك الرهافة الجميلة في التعاطي مع الخط واللون والرمز والدلالة.

أما الفنانة ديوب فترفدنا ريشتها بمزيج رائع بين البيئة الأوكرانية الفاتنة، وبين بيئة الشرق الغنية بالعاطفة والجمال. ويزداد هذا الرفد أهمية من خلال الألوان المائية الساحرة التي تسكبها الفنانة في تكوين اللوحة ضمن تصميم إندخالي وخارجي متناغم المعنى والغاية معا، الأمر الذي يعطي العمل هوية خاصة يحمل بصمة ديوب.

وتشكل لوحات الفنانة نصار إكتنازا تصويريا وتعبيريا للتراث اللبناني، فبها قدمت للمتلقي أعمالا مشغولة بتقنيات الأكريليك وسواروفسكي واستطاعت أن تمزج الماضي بآثاره وملموساته، مع الرؤية المعاصرة للأصالة، وذلك عبر جذورالحنين ومفهوم الوفاء.

وتغدو لوحة الفنان أغيان عالما خاصا منزويا عن عاديات المجتمع والحياة، فتوحا في الوقت نفسه على اللغة الحسية والتواصلية للتعبير والدلالة. لذلك تبدو ريشته أشبه ببساط الريح الذي ينتقل عبر الآفاق للاستراحة عند الوجه الآخر الصافي في الوجود.

إشارة إلى أن المعرض يستمر حتى  10 ديسمبر/كانون الأول المقبل.