الشارقة ـ صوت الإمارات
ضمن فعاليات صيف الفنون في دورته الخامسة، افتتح مساء الاثنين، هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، المعرض التشكيلي الدولي «حوار اللون» الذي تُنظمه الإدارة في الجناح الشرقي من متحف الشارقة للفنون في قلب الشارقة، وذلك بحضور حشد من المهتمين والفنانين والصحفيين والنقاد.
يلتقي الجمهور عبر هذا المعرض تجارب فنية معاصرة لتسعة فنانين دوليين عرب وأجانب، تحكي قصص تيارات واتجاهات فنية راهنة تصرح بها بعض الأنواع الفنية من رسم ونحت وتجهيز، فيعرض الفنانون الضيوف الذين جاؤوا من دول عدة نتاج تجاربهم الجديدة من خلال 104 من الأعمال الفنية، ما يمنحنا فرصة الوقوف عند المراحل الأحدث من الحياة الفنية لديهم، ليشكل عرضهم هذا مرآة تعكس خطابهم، وإرهاصات دواخلهم، واشتغالهم الفني بما في محتواه من انعطافات ومسارات، والأهم أنه يشكل مؤشراً حقيقياً لبعض الاتجاهات التشكيلية الدولية.
والفنانون المشاركون هم بيرناند بوهمان (النمسا)، يانج نا (الصين)، فابيان أوفنر (سويسرا)، جيمس كلار (أميركا)، جومانة مدلج (لبنان)، شيرين جرجس (مصر)، مانويل روس (إسبانيا)، كاثي كلاين (أميركا)، كارين روشيه (فرنسا).
وقال المظلوم حول المعرض: «يتصدر هذا المعرض فعاليات صيف الفنون كسابقة في هذه الدورة لنواكب من خلاله نموذجاً من التعددية الفنية البصرية على الساحة الدولية، فنتذوق جماليات متنوعة عبر أساليب وطرق تقنية، لا بل مرجعيات فكرية ورؤى مفاهيمية مختلفة، ويُعد هذا العرض فرصة أمام الجيل الشاب، خاصة الفنانين منهم للاطلاع على بعض مسارات التشكيل الدولي المعاصر وثقافة الفنون البصرية الراهنة، غير أن العرض يشكل تجلياً للحالة الفنية التي تختزل حياة كل فنان من العارضين، واللغة التعبيرية المتفردة لديهم المنسجمة وإيقاع العصر».
وقد تعددت المواضيع وتنوعت لتتناول قضايا إنسانية وذاتية وبيئية ومستقبلية عبر اتجاهات تجريدية وسريالية ومفاهيمية، فها هو بيرناند بوهمان في تركيزه على حركة الشخصية، يقدم مشاهد متخيلة لآلات وأشخاص في تحوير وتأليف لافت دون تركيز على المشاعر، بينما تذهب يانج نا في كشفها عما يتوارى في الحياة من تشوه، عبر تعبير مبالغ وشرح مسهب عن الذات لترمز هيئة المنحوتة بعنف لواقعية من التجارب الحياتية، يعتمد الباحث والمصور فابيان أوفنر آليات عرض تخالف السائد، منقباً في الجماليات التي تفرزها قوى الطبيعة، ويقاربه في ذلك جيمس كلار الذي يبحث في ماهية الضوء عن تأثيرات وخيارات جمالية.
يبرز اهتمام جومانة مدلج في العلاقات الكامنة بين الهندسة والخط الكوفي لتعبر عن المعنى والجوهر من خلال الربط بين هذين الفنين، أما شيرين جرجس، فتخوض في دمج اللغة الغربية بالزخرفة العربية تعبيراً عن قضايا اجتماعية، ويبحث مانويل روس عن فضاءات موازية للواقع الملموس، وعن حالات عقلية تأخذ العمل أبعد من الذات عبر مشهد بصري رياضي ربما، يحققه حوار اللوحة والمشاهد، كذلك تذهب كاثي كلاين في أعمالها عبر تجربة روحانية متفردة إلى فضاء تأملي مشيرة إلى رخاء الحياة.
وتعكس كارين روشيه حالات ازدحام المدن والآثار الكارثية لذلك على البيئة بمشهدية هادئة تجمع ما بين مفردات المدينة المعمارية وعناصر طبيعية حية، فتعكس إيقاع المدينة الديناميكي بلمسة شاعرية لكنها صارخة.