يعرض أربعة خطاطين باكستانيين في غاليري “آرت كوتوريواي” في دبي،  لوحاتهم تحت عنوان “الخط العربي آسر”، وهم: أحمد خان، وعارف خان، وطاهر بن قلندر، واختار نورين، ويقدمون أعمالاً تعكس تجاربهم الفنية في التعامل مع الخط، وفلسفة إنتاج اللوحات الحروفية وعلاقتها بالثقافة الإسلامية . يكشف المعرض الذي يتواصل حتى 20 من الشهر الجاري، عن سمات المدرسة التي ينتمي إليها الخطاطون في تعاملهم مع الخط العربي، حيث يظهر تأثرهم بالفنون البصرية الهندية المستندة إلى كثافة الزخرفات، وتنوع الألوان الصاخبة في العمل الواحد، كما يظهر تأثرهم بالمدرسة الفارسية في الفنون الإسلامية من حيث أنواع الخطوط، والاعتماد على تكوين الحرف الواحد في اللوحة . يضم المعرض أكثر من عشرين عملاً، تتفاوت في تقنيات إنتاجها، وأحجامها، وتشترك في موضوعها، إذ يشتغل الخطاطون جميعهم على موضوع جماليات الخط العربي في تمثّل النص القرآني، ودمج المقدس بالجميل لإنتاج عمل فني مكتمل، يختار مساحات جديدة للكشف عن قدرات الخط . ولا يلجأ الخطاطون إلى أنماط اللوحة التقليدية في الخط، بل يختار كل منهم مساحة جديدة يستندون فيها إلى قدرة اللون على صناعة فارق جمالي في العمل، إذ تظهر عنايتهم في توظيف الألوان عبر مجموعة الألوان التي يستخدمونها، والتي تتفاوت بين درجات الأحمر، والأصفر، والأزرق، فتظهر اللوحات عبارة عن أعمال تجريدية تستند إلى التباين بين قيم الفاتح والغامق، وفي الوقت نفسه تنشغل هذه التجارب الخطيّة بنسج الحروف العربية في كتابة آيات قرآنية وألفاظ الجلالة . كما يستند الخطاطون إلى قدرة أنواع من الخطوط العربية على التشابك والتعقيد، لينتجوا بذلك علاقات بصرية بين التكوينات المتوزعة في العمل والمساحات اللونية، فتظهر بعض الأعمال مشغولة في تكثيف العبارة وتكرارها، ومضاعفة التعقيد فيها، ليصبح المتلقي لها في علاقة حوار بينه وبين اللوحة . في الوقت نفسه تزاوج بعض الأعمال بين تقنية التكثيف والتكرار، وبين المساحة والفراغ، إذ يلجأ بعض الخطاطين إلى استغلال أعلى العمل الفني لتكرار وتكثيف الخطوط فيه، فيما يترك أسفله للفراغ، أو لتكوين منفرد يحيل المتلقي بصرياً إليه، محاولاً الاستفادة من جماليات الفراغ في العمل الفني . ويستخدم الخطاطون عددا من أنواع الخطوط الحرة، وأنواعاً من الخط الكوفي القديم، إضافة لبعض أنماط من الخطوط المألوفة كالثلث، والنسخ، والديواني، ولا يكتفون بذلك . بل يدخلون بعض الأشكال الزخرفية الهندسية، والنباتية، ليصنعوا بذلك علاقة متكاملة بين الفنون الإسلامية جميعها . والخطاط أحمد خان ولد في عام ،1938 وبيعت أعماله دولياً في بيوت المزادات الرئيسة في العالم، وله أسلوب فريد في إنتاج اللوحة، ويستخدم أوراق الذهب والفضة في اللوحة، ويعيد إدارة المواد الكيميائية لتحويلها إلى ألوان مشرقة ونابضة بالحياة . الخطاط عارف خان، يعد من أبرز الخطاطين الباكستانيين، ويكشف أسلوبه عن توازن في التصميم ومهارة في الرسم، وهو محاضر في جامعة البنجاب، ويعتمد أسلوبه على استخدام الألوان المائية والزيتية في العمل الواحد، والتعامل مع الخط بعفوية للكشف عن جماليته . أما الخطاط طاهر بن قلندر فهو من مواليد لاهور عام ،1980 يتميز في ابتعاده عن الشكل التقليدي للخط العربي واستخدامه الضربات الجريئة في مساحة العمل، وهو من أنصار نظرية “الفن لأجل الفن” . والخطاط اختار نورين يعد واحداً من أصغر فناني موسوير في الباكستان، ويستخدم في أعماله قطع الورق، والنقش، والحبر، ويؤكد أن أعماله الفنية يأتي إلهامها مباشراً من اللغة العربية، لغة “القرآن الكريم” .