تونس - مصر اليوم
على غير عادته الربيعية، يقام معرض تونس الدولي للكتاب هذا العام خريفا وذلك بداية من 25 أكتوبر/تشرين الأول الحالي ليشهد حضور أكثر من 300 عارض ونحو 550 دار نشر، ويسجل في دورته الثلاثين حضور عدد كبير من الضيوف وندوات فكرية وأدبية متنوعة. وتطمح هذه الدورة، الثانية بعد ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011، إلى أن تكون مميزة رغم الوضع الاقتصادي والسياسي الذي تمر به تونس في ظل حوار وطني ما زال هشا، وتحضر السينغال ضيفة شرف ممثلة للثقافة والإبداع الأفريقي الذي يحاول المعرض الاحتفاء به. ورغم تزامن معرض تونس مع معارض أخرى منها معرض الجزائر، يحضر عدد كبير من الكتاب والأدباء العرب منهم الشاعر الفلسطيني غسان زقطان -أحد مرشحي الأدب العربي لجائزة نوبل للآداب هذا العام- والشاعر اللبناني عباس بيضون، ومراد السوداني من فلسطين، وخالد المعالي من العراق، وعدد كبير من الروائيين العرب، منهم أمير تاج السر من السودان، والحبيب السائح من الجزائر، والفائز بجائزة البوكر السنة الماضية الكويتي سعود السنعوسي، واللبناني رشيد الضعيف، واليمني علي المقري، والعراقي صاموئيل شمعون. وسيشارك في ندوات المعرض وفعالياته أيضا الأديب ألبرتو سانشيز من المكسيك والفرنسي جون كلود بينسون، وستقام لأغلب هؤلاء الضيوف لقاءات خاصة تناقش تجاربهم الإبداعية، كما سيشاركون في ندوات أخرى خلال المعرض. وقال المسؤول عن البرنامج الثقافي للمعرض الشاعر والمترجم آدم فتحي إن اللقاءات مع الكتاب ستكون في وسط المعرض وفي مكان مميز وليس في القاعات المغلقة كما جرت العادة، في محاولة لتقريب الضيوف من الجمهور، وستبقى القاعات للندوات فقط. ومن أبرز الندوات التي سيتابعها جمهور المعرض ندوة فكرية في ثلاث جلسات بعنوان "المثقف شاهدا على المرحلة"، يقدمها عدد من المثقفين التونسيين والعرب بشأن معايشتهم لمرحلة مهمة من التاريخ العربي من ضمنه ما اصطلح على تسميته "الربيع العربي"، منهم عادل حاج سالم والباحث التونسي سامي براهم والشاعر السوري هادي دانيال والمسرحي التونسي عز الدين قنون والروائي الكويتي سعود السنعوسي والأكاديمية التونسية ألفة يوسف والباحث التونسي عبد السلام الككلي والشاعرة الليبية عائشة إدريس والشاعر بحري العرفاوي. كما ستعقد ندوة دولية في ثلاث جلسات بعنوان "الرواية العربية.. حراك الواقع وأسئلة التخييل"، وهي ندوة تحاول أن تناقش ما إذا كان للحراك الشعبي والمجتمعي أثر على التخييل، وستكون هذه الندوة محاولة لرصد هذه المواضيع المحدثة والطارئة التي فرضتها الوقائع الجديدة التي عاشتها وتعيشها الساحة العربية. وسيشارك في هذه الندوة عدد كبير من الروائيين والنقاد العرب والتونسيين منهم الروائي والناقد حسين الواد وعلي المقري وأمال مختار وحسن بن عثمان وعبد القادر اللطيفي وكمال الزغباني ومحمود طرشونة وصامويل شمعون وسهير المصادفة وعزة الفلالي وعبد الجبار العش وعبد الجبار المدوري وسمير ساسي والحبيب السائح ومحمود طرشونة والأزهر الصحراوي. كما تعقد ندوة أخرى بعنوان "صورة الآخر في الرواية العربية"، وهي حلقة نقاش متحركة تبدأ في معرض الكتاب وتحط رحالها في مدينة جندوبة بالشمال الغربي التونسي، وهي أحدى مميزات هذه الدورة التي تسعى إلى الخروج ببعض تظاهرات المعرض الثقافية وضيوفه نحو أعماق تونس. وغير بعيد عن الرواية، ستعقد حلقة نقاش بعنوان "أسئلة الأجناس الأدبية المهمشة في الكتابة العربية"، وهي ندوة تعنى بالحراك الأجناسي ومستقبل وواقع بعض الأجناس الأدبية المهمشة مثل رواية الخيال العلمي والقصص البوليسي والأدب العجائبي وأدب الرحلة والتي اعتبرها بعض النقاد أدبا مصاحبا، في محاولة لطردها من دائرة الأدبية وهذا ما ستناقشه الحلقة تحت مظلة الأجناس الأدبية بين الاتساع والانحسار. ومن المواعيد المهمة بأنشطة المعرض ندوة دولية عن "الوضع الراهن لترجمة الأدب العربي إلى لغات العالم" وهي ندوة ستعنى بمراجعة "لعبة الترجمة برمتها" وستطرح أسئلة مهمة منها: أي معنى للترجمة عندما تنقطع المسافة ولا يستدعي القارئ البعيد مدونة الأدب العربي؟ وسيشارك في هذه الندوة عدد من أهل الاختصاص. ويحضر الشعر أيضا في برنامج المهرجان الذي أرادت إدارته برئاسة أستاذ الأدب الفرنسي بالجامعة التونسية كمال قحة أن يكون ثريا ومتوازنا، حيث سيكون الجمهور على موعد مع عدد من الأمسيات الشعرية يؤمنها عدد من الشعراء العرب والتونسيين.