اتسع فضاء مواقع التواصل الاجتماعي، ليأخذ الكثير من جوانب حياتنا اليومية، حتى أصبح عالمًا مصغرًا، يلتقي فيه الأصدقاء، لتبادل الأخبار، والآراء، والمواقف، والصور، وجميع ما يمكن نقله من ملفات صوتية، وفيلمية، وفوتوغرافية، وفتحت معظم المدارس، التي ينتمي إليها الأطفال، صفحات على هذه المواقع، لتتيح التعرف على أنشطتها، وفعالياتها، ومتابعة تقارير طلابها، أمام أولياء الأمور. لكن هذه المواقع لم تكن في مأمن من حيث محتواها، فالكثير منها غير مناسب لأعمار وعقول الأطفال، وتحتاج إلى الكثير من التوعية بالسبيل الآمن لاستخدام هذه المواقع، دون الوقوع في مشكلات الاستغلال، والأفكار التي لا تنسجم مع عمر الطلبة الطفولي.
ويجد الزائر لمعرض "الشارقة الدولي للكتاب"، على منصات دور النشر المختلفة، العديد من الكتب القصصية، التي تناولت مخاطبة الطفل، وطالب المدرسة، بالاستخدام الآمن لمواقع التواصل، وتعددت العناوين في هذا المجال، مثل: "آدم والهاتف الذكي"، "فيسبوك، "زيد وجاد في ورطة"، "مغامرة على فيسبوك"، وخدعة "واتس آب".
وفي تعليق لها، قالت نينا فارس، الممثلة لدار "أصالة" للنشر، عن الإصدارات المخصصة للطفل عن مواقع التواصل الاجتماعي:" نعتبر أن هذه الإصدارات علامة مضيئة على مهمة دور النشر في تعزيز توعية الطفل بكيفية التعامل الأمثل مع الوسائل المذكورة، وحرصنا على إعداد مجموعة منها، ولقيت أصداء طيبة، وفرها معرض الشارقة الدولي للكتاب، وسنواصل العمل على انتاج المزيد، في ضوء المستجدات في المستقبل".
 
وأوضح عاطف الشيخ، الممثل لدار "ينابيع"، أن هناك الكثير من الإصدارات عن هذه المواقع، لكنها مخصصة لفئات عمرية كبيرة، فكانت هناك حاجة لإصدار منتج ثقافي للطفل، ولا شك أن الفكرة ستصل بشكل أجمل للطفل، كون كتابه يحفل بالرسوم الجميلة، والطباعة الفاخرة، والألوان الزاهية، ومخاطبة الطفل بطريقة تربوية ترفيهية، تسهم في ترسيخ المعلومة، وتطبيقها، وتحقيق أهدافها".
وأكدت زينب حسين ناصر، مديرة تحرير مجلة "خالد"، المخصصة للأطفال، أن المجلة تُخصص، بشكل شبه دائم، العديد من الصفحات، التي تتحدث عن الاستخدام الآمن لوسائل التواصل الإجتماعي، وتزود الطفل بالكثير من النصائح، وتركز على أهمية عدم الحديث مع الغرباء، وعدم إعطاء أي معلومات خاصة لهم، واستخدام الموقع بإشراف والديه، للحصول على الفائدة المرجوة.
وتتلخص قصة "زيد وجاد" في ورطة يقعان فيها، بتعارفهما على صديق كاذب، أكبر منهما بكثير، مدعيًا أنه صغير، أما "خدعة واتس آب"، فيتحدث عن دور الأطفال في مساعدة الجدة للتخلص من الغرباء، وتتلخص قصة "مغامرة على فيسبوك" في أن مجموعة من الأصدقاء يتناصحون بأهمية عدم تضييع الوقت على مواقع التواصل، على حساب الدروس المدرسية، أما قصة "آدم والهاتف الذكي"، فتحدثت عن طفل أدرك خلل غلبة التواصل الإلكتروني على نظيره الطبيعي.