الرياض- صوت الامارات
ناقش مشاركون في ندوات وفعاليات ثقافية في معرض الشارقة الدولي للكتاب وفي يومه الأول قضايا متعلقة بالأدب الأميركي الأفريقي وأدب وسائل التواصل الاجتماعي، وأدب الطفل.
وفي ملتقى الكتاب تحدث كل من الأستاذ في جامعة جورجيا في ولاية جورجيا، أنطوني غرومز، والكاتب الإماراتي عبدالله النعيمي، في ندوة بعنوان "الأجيال الأدبية" في حواراتها، أدارها الباحث والمترجم، زكريا أحمد، وفي المقهى الثقافي تناول الكاتب مجدي محفوظ أدب الطفل وأثر وسائل الاتصال الحديثة.
وأكد الأستاذ في جامعة جورجيا، أنطوني غرومز، أنه للمرة الأولى يزور الإمارات، ومن ثم تحدث عن الأدب الأفريقي الأميركي، عبر القرون الماضية، لافتًا إلى أن هناك تطور طبيعي وتغييرات في الطريقة التي فهم فيها كل جيل الأدب، كما أن التكنولوجيا والإنترنت لعبا دورًا كبيرًا في تلك التغييرات، وكذلك الحال بالنسبة لمختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
وتابع: كل هذه المستجدات أثرت على نمط الكتابة، عمومًا والكتابة الخاصة بالأدباء الأميركيين من أصل أفريقي لاسيما، لكنها حافظت على ثوابتها ومضامينها الأساسية، حيث ما زالت تطرح قضايا الظلم والتمييز العنصري والعدالة الاجتماعية، ولفت إلى أن أميركا أصبح لديها منذ منتصف القرن التاسع عشر، أدب اسمه الأدب الأميركي، وليس الأدب الأوروبي كما كان سائدًا، وحينها كان هناك نقاشات متعددة بشأن الأدب، وكان هناك نقاشات كثيرة بين الأدباء الأميركيين، ومن بينهم الأدباء من أصل أفريقي، حيث كان لهم حضور فاعل في تلك النقاشات والحوارات في مختلف مواضيع وقضايا الأدب.
وأضاف: كان الأدب الأميركي الأفريقي، يميل في رواياته وقصصه إلى الطابع الرومانسي، ويركز في غالبيته على القصص التي تتضمن كيفية هروب العبد من العبودية، وتركز على العدالة الاجتماعية وأهميتها، والحديث عن الهوية، والعنصرية، وحتى الموسيقى الأفريقية، كانت حاضرة في تلك النقاشات والكتابات الأدبية.
وتابع: على الرغم من كل التطور التكنولوجي وتطور الحياة العامة في مختلف مفاصلها في أميركا، إلا أن الأدب الأميركي الأفريقي ما زال يطرح نفس القضايا تقريبًا وما زالت الصعوبات في حياتهم موجودة، حيث ما زالت العدالة الاجتماعية حاضرة في الكتابات اليوم، ولكل أديب أو كاتب أسلوبه في التعبير عن فقدان العدالة الاجتماعية.
ومن جانبه، تحدث الكاتب الإماراتي، عبدالله النعيمي، عن الكتابة الروائية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث استعرض كيف كتب روايته الأولى "اسبيريسو" من خلال تغريدات عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وأشار إلى أن هذه الفكرة جاءت بناءً على مشهد مؤذي كان لمسه في أحد معارض الكتب، حيث يجري الكاتب خلف القارئ ليقدم له كتابه، لكن القارئ كان يترك الكتاب في ركن ما من أركان وزوايا المعرض.
وأخذ النعيمي يبحث عن الفكرة والمشكلة والحل، وما الذي يريده القارئ وكيف، مشيرًا إلى أن القارئ اليوم يميل إلى مزاج مستعجل، ما يعني أن المزاج قد تغير مقارنة بمزاج الأجيال السابقة التي كانت على سبيل المثال تستمتع بأغنية لمدة ساعة أو أكثر من دون ملل، بينما أغنية اليوم قد تكون 4 إلى 5 دقائق، وينطبق هذا الأمر على القراءة، وبالتالي فإن القارئ الجديد يحتاج إلى شيء مختلف.
وتابع: ما إن ظهر موقع تويتر حتى بدت لي فكرة أن أفضل مدخل للجيل الجديد هو هذه الوسائل في التواصل الاجتماعي، وعليه هل يمكن أن نكتب رواية من خلال تويتر مثلاً، وكان الإجابات من الأصدقاء باستحالة ذلك، وكان التحدي، وبدأت كتابة الرواية من خلال تغريدات على تويتر، وجاءت تفاعلات منقطعة النظير منذ البدايات، وبعد تغريدات القراء تواصلت معي دور نشر عدة، وبالنتيجة اكتملت الرواية، واتفقت مع دار نشر محلية، وأصدرنا الرواية، وفي حفل إطلاقها تم الإعلان عن ذلك من خلال تويتر، وكان الحضور الجماهيري كثيفًا، وما إن طرحت الرواية في الأسواق حتى كانت الأكثر مبيعًا في السوق الإماراتية.
وتابع: الرواية الأولى كانت عاطفية، فالجيل الجديد هو هكذا في مشاعره، أما الرواية الثانية فهي فكرية وسارت في نفس طريق النجاح. وأضاف: سأطلق في المعرض رواية موجهة للمجتمع السعودي (القمر الرياض)، فقد تجاوزنا المحلي إلى سوق كبيرة، وهذا تحدي جديد، إصدار وبيع ومنافسة في سوق كبيرة.
ولفت إلى أن حجم المبيعات للرواية مؤشر صحيح على مكانة وأهمية الرواية لكنه ليس المؤشر الرئيس، بل يؤخذ بعين الاعتبار ولا يمكن تجاهله.
وفي ندوة بالمقهى الثقافي، تحدث الكاتب مجدي محفوظ، عن أدب الطفل وأثر وسائل الاتصال الحديثة، مشيرًا إلى أنه لا يمكن لأدب الطفل أن يبقى بعيدًا عن التفاعل مع وسائل الاتصال الحديثة.
وذكر أن موضوع أدب الطفل شيق وكبير ويحتاج وقتًا طويلًا، وكل ما نقدمه للطفل أقل مما يستحقه ويحتاجه، فالطفل مثلاً، يحتاج إلى الصورة مع الكلمة، وهو يمسك كتابًا يبحث عن الصورة، لافتًا إلى أننا نعلم الطفل خلال ورش العمل، كيف يتعامل مع المشكلة، وكيف يمكن له الاستفادة من التكنولوجيا، ومن واجبنا ألا نترك المشكلة، بل لابد من البحث عن حلول لها بما يفيد الطفل.
وذكر أن التكنولوجيا ووسائلها الحديثة لها إيجابيات ولها سلبيات بالنسبة للطفل، لكن من المهم الاستفادة من تلك الإيجابيات، حيث تعمل على تنمية خيال الطفل، وتنقله من المكان إلى فضاءات أخرى، لكن لا بد من توعيته من مخاطر وسلبيات تلك الوسائل، بدءًا من جانبها الصحي حيث أن الجلوس الكثير ولفترات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر مثلاً يؤدي إلى مشاكل صحية هو في غنى عنها، وغيرها من المشاكل على أكثر من صعيد، لكن لا ننسى أن هذه المشاكل أساسًا تأتي من الأسرة التي لا تنتبه كثيرًا إلى أهمية التوعية والتثقيف والمراقبة والمتابعة.
وتابع: الرقابة لا تكون بالمنع الإجباري، بل بتنظيم الوقت والإقناع والتوعية، بحيث يمكن للطفل أن يكون قادرًا على التمييز بين الجيد والسيء، بعيدًا عن الإجبار والإكراه، بل من خلال الحوار مثلاً، ولا نستخف بعقل أو ذكاء الطفل فهو أذكى منا.
ولفت إلى أن كاتب أدب الطفل لابد له من مجاراة الحداثة ومعرفة التطورات التقنية والكتابة بطرق يستطيع الطفل أن يستفيد منها كثيرًا.