الشمس

 صدرت خلال هذا الأسبوع تحذيرات من أن "عصرا جليديا مصغرا" سيحل قريبا في كوكب الأرض، بعد حوالي 15 عاما لا أكثر، وتم تداول هذه التحذيرات على نحو كبير في وسائل الإعلام.

وتسببت هذه التحذيرات في موجة من ردود الأفعال الواسعة بين المتابعين من العلماء والجمهور، في حين سارع العديد من علماء المناخ العالميين بنفي حقيقة هذه التحذيرات.

وقد بدأت الأخبار عن التحذيرات من العصر الجليدي المحتمل في التداول الأسبوع الماضي عندما قدمت الباحثة "فالنتينا جاركوفا"، أستاذة الرياضيات في جامعة نورثمبريا في انكلترا، بعض البحوث التي قامت بها مؤخرا عن الاضطرابات الشمسية، في اجتماع الجمعية الفلكية الوطنية في ويلز.

واستند هذه البحوث على دراسة كانت قد نشرت العام الماضي في مجلة الفيزياء الفلكية Astrophysical Journal، قدمت تقنيات جديدة لفهم الاختلافات في الإشعاع الشمسي وبعض التنبؤات حول كيفية تغيير النشاط الشمسي في المستقبل القريب. وتوقعت البحوث أن النشاط الشمسي سينخفض بشكل ملحوظ في الفترة بين عامي 2030 و 2040، مما يؤدي إلى حالة تعرف باسم "الحد الأدنى للطاقة الشمسية".

ووفقا للبحوث، ستشهد الأرض ظروفا مماثلة لما حدثت آخر مرة في منتصف القرن الثامن عشر، التي تعرف باسم Maunder Minimum، والتي شهدت عصرا جليديا مصغرا في أوروبا وأمريكا الشمالية، حيث انخفضت درجات الحرارة في هذه الفترة بشكل غير عادي، وكان الشتاء مريرا.

وبالرغم من أن الموضوع أثار اهتمام الكثير من وسائل الإعلام العالمية، إلا أن العديدين من علماء المناخ، المدافعين عن نظرية أن الاحترار العالمي سببه انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي بسبب الأنشطة البشرية، لا يعتقدون في صحة تأثير الأنشطة الشمسية على مناخ كوكب الأرض.

وقال "مايكل مان"، الأستاذ البارز في علوم الأرصاد الجوية في جامعة ولاية بنسلفانيا، في رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى صحيفة واشنطن بوست: "إن تأثير الأنشطة الشمسية على مناخ كوكب الأرض مثل تأثير قطرة ماء في دلو ملئ بالماء، أي أنه لا يكاد يُذكر، لكن التأثير الذي نخشاه بالفعل في المستقبل هو ارتفاع درجات الحرارة عالميا خلال العقود المقبلة بسبب الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، والناتجة عن الأنشطة البشرية الصناعية في مختلف أنحاء كوكب الأرض".

وكتب أيضا "جورج فيولنر" في رسالة عبر البريد الإلكتروني لصحيفة نيويورك بوست، وهو يشغل منصب نائب رئيس بحوث التغيرات المناخية في معهد بوتسدام، وشارك في تأليف دراسة عام 2011 عن تأثير الأنشطة الشمسية على مناخ الأرض، كتب قائلا إن أي انخفاض في درجات الحرارة بسبب الأنشطة الشمسية لا يمكن مقارنته بتأثير ظاهرة الاحتباس الحراري التي يتسبب فيها الإنسان.

أي أنه في حالة وجود انخفاضات في درجات الحرارة بسبب الأنشطة الشمسية، التي تنبأت بها الباحثة جاركوفا وزملاؤها، فإن الأنخفاض المتوقع في درجات الحرارة العالمية سيكون بمعدل 0.1 درجة مئوية على الأكثر، بينما يمكن أن تزيد درجات حرارة الأرض بمعدل 1.3 درجة مئوية بسبب الاحترار العالمي بحلول عام 2030.