لندن _صوت الأمارات
نجح ثلاثة من الباحثين يعملون في معهد العلوم العصبية في جامعة "نيويورك" الأميركية ، في تسجيل الكوابيس والأحلام السيئة في مخ الفئران أثناء نومهم، ووصف الباحثون الثلاثة تجاربهم، المنشورة في عدد أيلول/سبتمبر من مجلة "ناتشر نيوروساينس" الطبية، الرائدة في مجال توثيق مراحل تطوّر الكوابيس والأحلام المزعجة.
فقد استنبط الباحثون من تجاربهم، أنّ الكوابيس والأحلام السيئة، غالبًا ما تحدث بين الأشخاص الذين يواجهون أمورًا سيئة في حياتهم، على الرغم من أنّ الآليات المسؤولة عن هذه الكوابيس في المخ لا تزال غامضة حتى الآن، ولمعرفة المزيد حول كيفية عملها، قاموا بإجراء تجاربهم على عدد من "فئران التجارب"، بهدف استحضار الكوابيس والأحلام السيئة لرصد نشاط المخ لتوثيق ما يتعرض له أثناء حدوث الكوابيس.
واعتمدت التجارب على تدريب الفئران على اجتياز متاهة ومن ثم منحهم تجارب سيئة على طول الطريق، حيث شملت دفعة من الهواء الساخن في الوجه، وقام الباحثون بتسجيل نشاط المخ بين للفئران، طوال فترة التجارب، ولاحظوا أنّ منطقة "الحصين" في المخ أصبحت أكثر نشاطًا خلال الأوقات التي كانت فيها الفئران تشارك في تعلم كيفية اجتياز المتاهة.
وتمكن الفريق البحثي من متابعة وتسجيل نشاط الخلايا العصبية مع تقدّم الفئران في تحدّي المتاهة، وتوصلوا إلى أنّه عند شعور الفئران "بالخوف" الفجائيّ نتيجة تعرضهم لدفعة من الهواء الساخن، أصبحت منطقة "الأميدالاس" في المخ أكثر نشاطًا، وهو أمر لم يكن مفاجئًا، حيث أظهر عدد من الأبحاث السابقة أنّه جزء من المخ المعني بمعالجة المعلومات العاطفية.
واستمر الباحثون في مراقبة مخ الفئران أثناء النوم، الذين واصلوا في أحلامهم متابعة صراعهم من أجل النجاح في اختبار اجتياز المتاهة وفي نهاية المطاف أضاءت منطقة "الأميدالاس" في المخ مرة أخرى، ما يشير إلى أنّ الفئران عند إعادة التجربة مرة أخرى في أحلامهم لم تكن تجربة سعيدة بل شكلت كابوسًا أو حلمًا مزعجًا، ويرى الباحثون أنّ النتائج التي توصّلوا إليها تفتح الباب لإجراء المزيد من الأبحاث على الإنسان، لمعرفة المزيد من جوانب وخفايا الكوابيس.