بكين - أ ش أ
أعرب خبراء صينيون عن تخوفهم بشأن الحملة الأخيرة الخاصة بقضية تهريب الأتربة النادرة والتداول غير القانونى لهذه الأتربة فى الصين، فى وقت صادرت جمارك مدينة باوتو فى منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم بشمال الصين، أكبر قاعدة إنتاج للأتربة النادرة فى العالم، 130 طنا من منتجات الأتربة النادرة فى شهر نوفمبر الماضى، تبلغ قيمتها 14 مليون يوان (3ر2 مليون دولار أمريكى)، حيث كان يتم تهريبها على دفعات من شركة خاصة محلية إلى شركة كى أيه دى فى فيتنام منذ بداية ديسمبر 2012. وأشارت المصادر الصينية إلى أنه "قد تم ضبط العديد من قضايا تهريب الأتربة النادرة التى تبلغ قيمتها أكثر من 100 مليون يوان (5ر16 مليون دولار أمريكى) من قبل الجمارك فى مدينتى تشينغداو وشنتشن فى السنوات الأخيرة، حيث قال تشانغ تشونغ المدير العام لشركة باوتو للتربة النادرة عالية التكنولوجيا التابعة لمجموعة باوتو للصلب إن "الإنتاج والتداول غير المشروعين هما أكبر تهديد لصناعة الأتربة النادرة فى الصين". ووفقا لمعهد باوتو لبحوث الأتربة النادرة، فقد انتشرت منتجات الأتربة النادرة غير المشروعة فى الأسواق المحلية والعالمية، الأمر الذى أثر سلبا على أسعار منتجات الأتربة النادرة وعرقل نظام الصناعة، فيما أكد ما رونغ تشانغ الأمين العام للجمعية الصينية لصناعة الأتربة النادرة إن حصة إنتاج الأتربة النادرة الأيونية فى المناجم بجنوبى الصين بلغت 134 مليون طن فى عام 2012، ومع ذلك أظهرت إحصاءات لاحقة أن الناتج الحقيقى بلغ 347 مليون طن، وأنه من بين 400 نوع من منتجات الأتربة النادرة التى توفرها الصين، تم تضمين حوالى 50 إلى 60 نوعا منها فقط فى كتالوج الضرائب . فى السياق ذاته، قال الخبراء بوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية إن التعدين والإنتاج غير المشروعين يسمحان لشركات التعدين بالتهرب من الضرائب، وبالتالى تحقيق أرباح هائلة، الأمر الذى يجعل من الصعب على الشركات الملتزمة بالقانون البقاء، حيث بذلت الحكومة الصينية بعض المحاولات للحد من التعدين غير المشروع، وضبطت 14 حالة تعدين غير مشروع، كما تم إغلاق 14 منجما غير قانونى خلال العامين الماضيين . وأضافت أنها نفذت حملة لمدة ثلاثة أشهر بقيادة ثمانى إدارات وزارية لاتخاذ إجراءات صارمة ضد التعدين والإنتاج والتداول غير المشروع للأتربة النادرة انطلاقا من شهر أغسطس الماضى، ومع ذلك قال خبراء الصناعة فى الصين إنها قد لا تكون حملات فعالة إلا على المدى القصير، وسوف يعود التعدين غير المشروع للظهور على السطح مرة أخرى بعد انتهاء الحملة، مضيفا إن الآلية ينبغى أن تقضى على سلسلة التعدين والإنتاج غير المشروعين للأتربة النادرة. ووفقا لما قال ما رونغ تشانغ وخبراء غيره، ينبغى أن يتم التحكم بمصادر معادن الأتربة النادرة من قبل الدوائر المختصة، وينبغى أن تحدد أية مسئولية ذات صلة بالحكومات المحلية، وتأسيس نظام إنفاذ القانون بأسرع وقت ممكن لتنظيم هذه الصناعة . ومن المعروف أن ما يعرف اليوم بالأتربة النادرة بحسب تعريف الاتحاد الدولى للكيمياء البحتة والتطبيقية هى مجموعة من سبعة عشر عنصرا كيميائيا فى الجدول الدورى، وتحديدا السكانديوم، الإتريوم، واللانثانيدات، ويعتبر السكاندوم والإتريوم على أنها عناصر أرضية نادرة بسبب ظهورها فى الفلزات مع اللانثانيدات، وبسبب خواصها الكيميائية المشابهة لها، وأطلق اسم "نادرة" على هذه العناصر بسبب قلة الأماكن التى كانت تستخرج منها سابقا، إلا أنه مؤخرا وباستثناء البروميثيوم غير المستقر فإنه يعثر على تركيز عالٍ نسبيا من هذه العناصر فى القشرة الأرضية، مع كون السيريوم هو العنصر ذو الترتيب 25 من العناصر الأكثر وفرة فى القشرة الأرضية بتركيز 68 جزءا من المليون، وقد احتلت الأتربة النادرة دورا متزايد الأهمية فى التقنيات الحديثة على مدار السنوات الماضية. حيث إنها تستخدم فى تصنيع الهواتف المحمولة الفائقة التقنية، كما تدخل فى صناعة مكونات سيارات الهايبرد الكهربائية (البطاريات) و(الأجهزة الممغنطة)، كما أنها مستخدمة فى الإلكترونيات الضوئية وأجهزة الليزر .