اكتشفت مجموعة من العلماء البريطانيين الذين يقومون باستكشاف قاع البحر الكاريبي مجموعة "مذهلة" من فوهات الدخان والمياه الحارة التي تعد الأعمق من نوعها في العالم بأسره. وباستخدام مركبات تدار عن بعد في منطقة حوض كايمان، عثر الباحثون على الموقع الذي لم يكتشف من قبل على عمق نحو خمسة آلاف متر تحت سطح البحر. وأظهرت تسجيلات مصورة بثتها المركبة الى السفينة التي تدير عملية البحث اعمدة من الدخان والمياه الساخنة يصل ارتفاعها الى نحو عشرة أمتار. وقال احد العلماء عن الفوهات التي تطلق ماءً داكن اللون إنها "مشهد رائع"، على ما أشارت أمس (22-2-2013) الــ "بي بي سي". وفي الضغط شديد الارتفاع للبحر على عمق ثلاثة اميال، تمكنت المركبة من التقاط صور للفوهات وجمع عينات. وتعد فوهات المياه شديدة الحرارة من اغرب ما يوجد في اعماق المحيط ولم يكن وجودها معروفا حتى السبعينيات من القرن الماضي. ومنذ ذلك الحين، تم اكتشافها في نحو 200 موقع في العالم بما في ذلك المحيط الاطلسي. ولكن لم يتم اكتشاف الفوهات في حوض كايمان الا منذ ثلاث سنوات. وتصل درجة حرارة المياه المندفعة من الفوهات في حوض كايمان نحو 410 درجة مئوية، مما يجعلها من اكثر الفوهات حرارة في العالم. وتدار الرحلة الاستكشافية، التي يمولها مركز الابحاث البيئية الطبيعية، من على متن سفينة الابحاث البريطانية "جيمس كوك"، التي سميت باسم المستكشف البريطاني الذي بدأ استكشاف منطقة المحيط الهادي. وتستخدم السفينة أحدث التقنيات لاستكشاف اعماق المحيط وما يعج به من صور عجيبة للحياة. وقال الدكتور جون كوبلي كبير الباحثين في المركز الوطني لعلم المحيطات إن "رؤية الاعمدة كان مدهشا للغاية". وأضاف "اعتقدنا في بادئ الامر إننا في منطقة شاهدناها من قبل ولكننا ادركنا لاحقا إننا في منطقة جديدة تماما". واضاف أن المثير في العمل في اعماق المحيط هو العثور على ما هو جديد وما لم يكتشف من قبل. عالم عجيب وقال "إنه يعلمنا اننا لا نعلم سوى القليل وانه لبعض دقائق لا يصبح الامر محض بحث علمي بل انبهار بما يحتويه كوكبنا والاشياء التي كانت مختفية من قبل". وبالنسبة لعلماء الاحياء على متن السفينة البحثية، تمثل الفوهات بيئة طبيعية جديدة تماما مع الاختلاف الضخم في درجات الحرارة بين الفوهات التي تبلغ درجة حرارة المياه فيها 400 درجة مئوية والمياه المجاورة التي تبلغ حرارتها اربع درجات مئوية. ويمثل الحيز الضيق بين درجات الشاسعة الاختلاف، والذي يبلغ في بعض الاحيان عدة سنتيمترات، بيئة فريدة لمجموعة من المخلوقات. فيمكن رؤية تجمعات القريدس (الروبيان) الابيض التي يبدو انها فاقدة لحاسة البصر لان اعينها مدمجة. وقال فريتي ناي احد العلماء الذين يدرسون الروبيان فاقد البصر إنه جلب صناديق ممتلئة به من قاع المحيط. وقال "لا نعتقد ان اعينهم تعمل، ولكن يوجد عضو غريب على ظهورهم يعمل كنظام انذار ينبههم الى ارتفاع درجة الحرارة بصورة كبيرة حتى لا يقتربوا من المياه شديدة الحرارة".