القدس المحتلة - صوت الامارات
أثار كشف قناة عبرية النقاب عن "نهر سري" ومشروع "سري" بالقرب من البحر الميت، ضجة في إسرائيل.
والبداية مع ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية "كان"، في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء الماضي، أنه تم الكشف عن مشروع إسرائيلي "سري" قد يسبب كارثة بالقرب من البحر الميت، فضلا عن الكشف عن نهر/مجرى مائي سري بالقرب من البحر الميت، شرق إسرائيل، محاطا بصخور على ارتفاعات متفاوتة.
النهر السري
استدعى الكشف عن "النهر السري" إصدار سلطة المياه الفلسطينية، اليوم الخميس، بيانا على ضوء ما أثير مؤخرا في وسائل الإعلام المحلية والعربية، حول وجود "نهر جديد -سري- في البحر الميت"، وهو ما نشره الموقع الإلكتروني "دنيا الوطن".
وأكد البيان الفلسطيني أن القناة العبرية "كان"، أو التقرير الإسرائيلي لم يحدد موقع النهر ولا أية معلومات دقيقة، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن الجهات الرسمية الإسرائيلية والمختصة (البيئية) ليس لديها علم بذلك، وهو ما ذكرته القناة بالفعل من أن المنظمات البيئية الإسرائيلية ليس لديها علم بوجود "نهر سري" بالقرب من البحر الميت.
وأوضحت سلطة المياه الفلسطينية، أنه نظرا لأهمية وخطورة ما يثار حول هذه القضية، أصدر رئيس سلطة المياه، المهندس مازن غنيم، تعليماته للطواقم المختصة بالبحث والتحري؛ للتأكد من صحة ما ورد من خلال بيانات واضحة، سيتم الإعلان عنها بشكل رسمي حال توفرها.
وكانت القناة العبرية "كان" قد أضافت أن النهر أو المجرى المائي يقع في منطقة أعمال لـ"شركة البحر الميت" الإسرائيلية، بالقرب من مدينة أريحا الفلسطينية، بالقرب من البحر الميت، موضحة أنه لهذا السبب يجري التعتيم على النهر السري، في ظل وجود مخاوف من تضرر المنطقة بيئيا، وعدم معرفة المنظمات البيئية الإسرائيلية بوجوده.
جرى التعتيم عليه
وأجرت القناة حوارا مع عدد من متخصصي الجيولوجيا أو علم الأرض والمنظمات البيئية الإسرائيليين، حيث نفى بعضهم عدم معرفته بما يسمى بـ"النهر السري" الذي يقع في مدينة أريحا بالقرب من البحر الميت، رغم نشرها فيديو للنهر ممتدا لحوال 10 كم.
وأضافت القناة العبرية أن النهر السري يقع في منطقة امتياز شركة "البحر الميت" الإسرائيلية، ولهذا السبب جرى التعتيم عليه، وبأن هناك مخاطر محدقة به، رغم أن المنظمات البيئية الإسرائيلية لا تعرف بوجود هذا النهر، إذ تنفي معرفتها أو صلتها بالنهر نفسه.
ونقلت على لسان ليئور إينمار، المتخصص في علم الجيولوجيا، أن المنطقة تشبه "وادي غراند كانيون" الشهير في الولايات المتحدة من ناحية التضاريس والشكل، كما أن المنطقة التي يسير فيها النهر تحتوي على ألغام مزروعة منذ سنوات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
حقول ألغام
وشددت القناة على عدم الاقتراب من تلك المناطق خشية انفجار الألغام، بحسب تحذيرات أو بيانات صادرة عن وزارة الدفاع الإسرائيلية.
وفتح تقرير هيئة البث الإسرائيلية "كان" حوارا ومساحة للحديث عن ماهية هذا النهر، وهل هو مخر او مجرى مائي فحسب، وليس نهرا، وكذلك دهشة بعض الإسرائيليين من نفي المنظمات البيئية علمها بهذا الأمر من قبل.
وكتب الموقع الإلكتروني "كيكار/الميدان"، مساء أمس الأربعاء، أن الحديث عن "نهر سري" يثير الاهتمام والفضول، متسائلا ما هي حقيقته، وهل هو بالفعل نهر طبيعي أم منتج صناعي لمصانع البحر الميت بالمنطقة (البحر الميت).
وأوضح الموقع أنه بناء على مسح جيولوجي سابق، فإن هذا المصب يعود إلى نتاج صناعي لمصانع البحر الميت في المنطقة، وبأن هذه المصانع موجودة منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولكن يزداد المجرى أو النهر السري" عمقا بمرور الوقت، وبأنه عبارة عن ماء مالح، ناتجة عن برك مالحة صادرة عن تلك المصانع الإسرائيلية والأردنية معا.
انهيارات أرضية
وأضاف الموقع الإلكتروني، الذي يحمل صبغة دينية، أن وزارة الدفاع الإسرائيلية حذرت من التواجد بالمنطقة لوجودها ضمن حقول ألغام، مشددة على أنها ليست منطقة سياحية، وإنما منطقة خطرة مليئة بالانهيارات الأرضية، وهو ما اتفقت معه هيئة المسح الجيولوجي من أن المنطقة ليس مطروحة على خريطة السياحة الإسرائيلية، وإنما مجرد منطقة غمرتها المياه
وأوضح الموقع الإلكتروني "سروجيم" - ذو الصبغة الدينية، أيضا ـ أنه من الأفضل معرفة الشعب الإسرائيلي بالمكان الرائع هذا، وتفضيل التجوال فيه، باعتباره من أفضل الأماكن روعة في بلاده، منددا بوجود حقول ألغام في هذه المنطقة، رغم معرفته المسبقة بأنها تابعة لشركة البحر الميت الصناعية الإسرائيلية.
ولفت الموقع الإلكتروني إلى أن هذا المكان، تحفة رائعة، يجب الاهتمام بها، وضرورة إطلاع الشعب الإسرائيلي عليها، كونها منطقة جيولوجية مختلفة.
ظواهر طبيعية
ومن جانبها، حسمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أول أمس الثلاثاء، الجدل، وكشفت حقيقة هذا النهر، مؤكدة أنه ليس ظاهرة طبيعية، وبأنه معروف مسبقا منذ عقود، نتاج صناعي لشركة البحر الميت الصناعية في المنطقة، وبأنه من الصعب الوصول للمنطقة، كونها منطقة خطرة وصعبة على السياحة، كما أنها منطقة مخاطر طبيعية.
واتفقت القناة العبرية الـ"13"، مساء اليوم الخميس، مع ما ذكرته "يديعوت أحرونوت"، من أن هناك لغطا كبيرا حول "النهر السري" وبأن هذه المنطقة بالفعل منطقة صناعية وبأن هذا المجرى جزء من نتاج المصانع في البحر الميت.
وطالبت القناة العبرية بضرورة فتح المكان أمام الجمهور والمواطنين العاديين للتنزه، خاصة وأنه سبق أن تم إخلاء منطقة تقع بغور الأردن، شمال البحر الميت، من الألغام، وهي منطقة كانت ملغمة منذ حرب الخامس من يونيو/حزيران 1967، وذلك بمشاركة من وزارة الدفاع، حيث استغرق تفريغ المنطقة من الألغام حوالي عامين كاملين.
مياه صرف المصانع
وتعمل شركة "البحر الميت" الإسرائيلية في مجال البوتاسيوم والمغنسيوم، وبأن المسار المائي، مخر أو مجرى ناتج عن استخراج أنواع من أملاح البوتاسيوم والمغنیسیوم من میاه البحر أو صرف ھذه المیاه بعد عملیات الاستخراج.
مع إشارة هيئة البث الإسرائيلية "كان" إلى وجود عمال أردنيين في المنطقة، منوهة إلى أن الجيش الإسرائيلي سمح بدخول هؤلاء العمال للعمل في المنطقة، دون ذكر تفاصيل أخرى.
ومن جانبها، نشرت مدينة رام الله الفلسطينية بيانا عبر "الفيسبوك"، أكدت من خلاله أن "نهر صحراء البحر الميت الذي نشر عنه موخراً عبر وسائل إعلام الاحتلال، وهي قناة وادي عربة في المنطقة المجففة التي تفصل أحواض مصانع البحر الميت، وهو مكون من المياه التي يتم تصريفها في أغلب الأحيان من أحواض التبخر بعد استخراج معدن البوتاسيوم بالإضافة إلى مياه الأودية وبعض الينابيع الجوفية عادت إلى الجريان عبر القناة نحو الحوض الشمالي".
وتابعت المدينة الفلسطينية: "يعد المشي على الأقدام في المنطقة خطرا وذلك بسبب الأحواض والانهيارات الأرضية واحتمال وجود ألغام. بسبب التراجع الكبير في البحر الميت، كان الوادي يتراجع ويتعمق في السنوات الأخيرة".
بحيرة ملحية
وتقع شركة "البحر الميت" على الجانب الشرقي من إسرائيل، والغربي للأردن.
البحر الميت هو بحيرة ملحية مغلقة تقع في أخدود وادي الأردن ضمن الشق السوري الأفريقي، على خط الحدود الفاصل بين الأردن وفلسطين التاريخية (الضفة الغربية وإسرائيل). ويشتهر البحر الميت بأنه أخفض نقطة على سطح الكرة الأرضية، حيث بلغ منسوب شاطئه حوالي 400 متر تحت مستوى سطح البحر حسب سجلات عام 2013.
كما يتميز البحر الميت بشدة ملوحته، إذ تبلغ نسبة الأملاح فيه حوالي 34%، وهي ما تمثل تسعة أضعاف تركيز الأملاح في البحر المتوسط، وواحدة من أعلى نسب الملوحة بالمسطحات المائية في العالم. وقد نتجت هذه الأملاح لأن البحيرة هي وجهة نهائية للمياه التي تصب فيه، حيث أنه لا يوجد أي مخرج لها بعده.
قد يهمك ايضا
علماء يُوضّحون ضرورة القضاء على فصيل مِن البعوض لتخفيض "الملاريا"
دراسة توضح كيفية نجاة البشر من التغيرات المناخية قبل 8200 سنة