دبي - صوت الامارات
أولت دولة الإمارات العربية المتحدة القدر الكبير من الاهتمام بالبيئة وذلك من خلال تبنيها المفاهيم البيئية في مختلف المجالات منذ تأسيس الاتحاد بفضل وعي المؤسس وباني النهضة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه بأهمية حماية البيئة وثروات الدولة.
ومنذ السنة الثانية للاتحاد شاركت الامارات في مؤتمر ستوكهولم الدولي للبيئة والإنسان وأثبتت الدولة اهتمامها بالحفاظ على البيئة من خلال توالي عضويتها في العديد من المنظمات الدولية التي تهتم بالبيئة فقد بدأ مشوار حماية البيئة في الدولة منذ عام 1972 وذلك بعضوية في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة " الفاو " وفي المنظمة العربية للتنمية الزراعية في العام التالي كما تم الانتقال لجانب آخر بالبيئة وهو الحفاظ على الثروة الحيوانية من خلال المصادقة على الاتفاقية الدولية الخاصة بالاتجار في بعض أنواع الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض "السايتس" في عام 1974 وتم تشكيل اللجنة العليا للبيئة في عام 1975.
كما نجحت دولة الإمارات في انضمامها إلى الاتفاقية الدولية للأراضي الرطبة المعروفة باسم - رامسار - عام 2007 من خلال إدراج 5 محميات تزيد مساحتها الإجمالية على 20 ألف هكتار إلى قائمة الاتفاقية لتصبح الأولى على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي في مطابقتها للنسب العالمية للاتفاقية كما أصدرت خلال الفترة نفسها تشريعات ونظم بيئية عديدة للحفاظ على الأراضي الرطبة وإدراجها في منظومة الخطط الوطنية المعنية باستخدامات الأراضي.
والمحميات عبارة عن مناطق برية أو بحرية ذات معالم جغرافية خاصة وأنظمة بيئية فريدة ومتنوعة يتم الإعلان عنها أو إنشائها للحفاظ على الأنظمة البيئية والمعالم الجغرافية المتميزة فيها ومنع تدهورها أو تعرضها لأضرار الاستخدام غير السليم ..ولعبت الإمارات دورا كبيرا في مجال حفظ التوازن البيئي عبر التركيز على المحميات الطبيعية وحظيت الجهود العربية المبذولة باهتمام بالغ ومبكر وأصبح الاعتناء بالحياة الفطرية والبحرية من أوائل القضايا المحلية من خلال إنشاء العديد من المحميات الطبيعية البرية والبحرية ووضع الخطط والبرامج التي تتلاءم مع مشروع حماية بعض الأنواع المهددة بالانقراض وإصدار التشريعات والقوانين التي تهدف إلى المحافظة على البيئة.
وترجع أهمية المحميات إلى أنها تقوم بـ"حماية الأنواع الفطرية النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض وتنميتها وإعادة التوازن البيئي المفقود في المنطقة المحمية والمناطق المحيطة بها.. فالمعروف أنه كلما زاد التنوع البيئي نما الثبات البيئي في المناطق الطبيعية وقلت بشكل تدريجي الفيضانات أو الجفاف وهو ما يؤدي لحماية التربة من الانجراف" وكذلك "حماية وتنوع الأنواع الحيوانية والنباتية ذات القيمة الاقتصادية الفعلية أو المحتملة سواء في مجال الزراعة أو في مجال تصنيع الدواء أو السياحة البيئية" وكذلك "تنمية أعداد حيوانات الصيد بشكل يتيح لهواة الصيد ممارسة هواياتهم باعتدال بعيدا عن الخوف من تعرض الحيوانات النادرة إلى خطر الانقراض" اضافة الى "إتاحة الفرصة للعلماء والباحثين لإجراء الدراسات الميدانية بالأخص حول تلك الأنواع المهددة بالانقراض وأخيرا "تنشيط حركة السياحة البيئية والتي تعد مصدرا كبيرا للدخل في الكثير من دول العالم".
وتزخر دولة الامارات بعدد من المحميات الطبيعية من ضمنها خمس محميات أدرجت في المعاهدة الدولية - رامسار - عام 2007 هي محمية رأس الخور في دبي وتقع في نهاية خور دبي الذي يمتد بطول 14 كيلومترا ضمن المنطقة التي تربط الخليج العربي بصحراء العوير وتغطي المحمية مساحة قدرها 6,2 كيلومتر مربع وتوجد بها حوالي "450" نوعا من الحيوانات منها "270" نوعا من الطيور كما تحوي قرابة "47" نوعا من النباتات وتشتهر المحمية بكثرة طيور النحام "الفلامنجو" وأشجار القرم.
**********----------********** وتعتبر محمية رأس الخور للحياة الفطرية منطقة رطبة فريدة نظرا لوجود أعداد كبيرة من اللافقاريات والطيور الخواضة والشاطئية وتوجد أعداد من الطيور المائية المهددة بالانقراض عالميا مثل الغاق السقطري وهو اللوهة وأيضا اللقلق الأبيض وأبوملعقة والنحام أو الفنتير وطائر الزرقاي الأحمر البط الصديئي والطيطوي أحمر الساق المنقط.
ومحمية وادي الوريعة بالفجيرة ادرجت في قائمة رامسار عام 2010 وتصنف في المركز 127 من ضمن 200 منطقة عربية تقع ضمن المرتفعات الجبلية المغطاة بالشجيرات وحسب الصندوق العالمي لصون الطبيعة تعتبر هذه المناطق الأغنى والأندر والأكثر موائل من حيث الطبيعة المتميزة في الوطن العربي وكذلك يعد وادي الوريعة المجرى المائي الوحيد الذي بقي سليما في إمارة الفجيرة.
ويضم وادي الوريعة ثلاثمائة نوع من النباتات ومنها زهرة الأوركيد الفريدة والنادرة ويؤوي الوادي 12 نوعا من الثدييات ومنها الأنواع المهددة بالانقراض دوليا مثل الطهر العربي والنمر العربي والغزال الجبلي ويعد الوادي ثالث مكانين في الدولة يضمان الطهر العربي كما توجد طيور مهددة بالانقراض من ضمن 74 نوعا تم اكتشافه في الوادي مثل الرخمة المصرية والنسر الأوذن والشاهين المغربي والعويسق والحباري.
كما يوجد 14 نوعا من الزواحف والثدييات والبرمائيات ومنها خمسة أنواع مستوطنة في جبال الإمارات وشمال سلطنة عمان مثل السحلية ذات الذيل الأزرق وأبوبريص مخطط الذيل وأبوبريص الشريطي وأفعى السجاد العمانية والضفدع العربي كما تعيش في برك الوادي أسماك جارا بريمي التي تصنف ضمن الأنواع المعرضة للانقراض وفقا للاتحاد الدولي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية.
وخلال عام 2013 أدرجت محميات الحفية وخور كلباء في الشارقة الى قائمة رامسار وتقع محمية الحفية على بعد 11 كيلومترا الى الجنوب الغربي لمدينة كلباء ما بين البحر والجبال تمتد من وادي الحلو وصولا إلى البحر ناحية خور كلباء المطل على ساحل سلطنة عمان وتتميز بتكوين طبيعي فريد ففيها الجبال الشاهقة ذات الصخور الملونة والمتموجة تمتد امامها سهول مترامية الاطراف وهذا التنوع الطبيعي في التضاريس يشكل لوحة فنية طبيعية وتتميز المحمية ايضا بوجود انواع عديدة من الكائنات البرية والبحرية والنباتات النادرة إضافة الى طبيعتها حيث تشمل امتداد قمة جبال الحجر نزولا الى غابات السمر والأحراش في السهول الفيضية وصولا إلى السهول المالحة وتشمل أشجار المانغروف والشاطئ وتمتد أخيرا ميلين بحريين عبر البحر.
كما تم إدراج محمية جزيرة صير بونعير في الشارقة في الاتفاقية الدولية للأراضي الرطبة "رامسار" عام 2013 اضافة الى ادراجها في قائمة يونيسكو التمهيدية لمواقع التراث العالمي وهي من المواقع المهمة في الخليج العربي لتعشيش سلاحف منقار الصقر كما تمثل إحدى أهم المحميات البحرية المهمة في دولة الإمارات ومنطقة الخليج العربي لما تحويه من عناصر بيئية مهمة مثل تكويناتها الجيولوجية المدهشة ونباتاتها الطبيعية وطيورها البحرية بالإضافة إلى الشعاب المرجانية الزاخرة بأندر أنواع الحياة البحرية كما تتميز الجزيرة بطبيعتها الخلابة وشواطئها الرملية كما تتضمن طبقات جيولوجية ونباتات طبيعية وطيور بحرية وتتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة.
ويتميز نظامها البيئي بالوجود الكثيف لأعشاش السلاحف البحرية والطيور المستوطنة والمهاجرة التي تعيش على شكل مستعمرات إلى جانب الأنواع الأخرى كالغزلان وسحلية الضب كما يتميز بتكاثر الطيور البحرية كأم صنين والخشاش.
كما تم إدراج محمية الوثبة في أبوظبي بالاتفاقية الدولية للأراضي الرطبة "رامسار" عام 2013 وتقع في منطقة المفرق على طول طريق شاحنات العين وعلى بعد حوالي 40 كيلومترا جنوب شرق جزيرة أبوظبي وتضم عددا من البحيرات الطبيعية والاصطناعية التي تغطي معظم مساحات المحمية وتعتبر موطنا للكثير من الطيور التي تعتمد على المنطقة في التعشيش والتغذية والتكاثر ما يجعلها مركزا للتنوع البيولوجي في الإمارة.
وتكونت بحيرة الوثبة في عام 1982 نتيجة تجمع المياه الفائضة من محطة معالجة مياه الصرف الصحي بالمفرق وكذلك مياه الأمطار ومياه الري التي تسربت من حقول الأعلاف القريبة وتقع البحيرة في حوض منخفض يسمى السبخة ويتأثر مستوى المياه فيها بمنسوب اللمياه الجوفية وحركة المد والجزر.
**********----------********** وتعتبر محمية الوثبة للأراضي الرطبة في أبوظبي من ضمن الأراضي الرطبة التي تكونت بفعل الإنسان فهي منطقة متميزة وذات خصوصية كبيرة وتوفر ملاذا آمنا للعديد من الكائنات الحية النباتية والحيوانية.
وتعكس هذه المحميات تنوع وغنى الموارد الطبيعية لدولة الإمارات وتشكل مركزا ضخما لتجمع الطيور المهاجرة وتتضمن المناطق الجبلية ذات المخزون الجوفي من المياه العذبة وبيئة الأراضي الرطبة لأشجار المنجروف والأراضي ذات الأهمية البيئية والسياحية التي تتنوع مصادرها المائية بين البحيرات الطبيعية والصناعية وبيئة الشعاب المرجانية والجزر ذات البعد التاريخي والتراثي.
كما تعد محمية جزيره صير بني ياس أحد معالم ارث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وجهوده لحمايه البيئة والتزامه بتحويل هذه الجزيره الى محميه أمنه للسلالات النادره من طيور وحيوانات ونباتات الجزيره العربيه وتعتبر موطنا لأكثر من 23 فصيلا من الحيوانات منها الزرافات وغزال المها العربي الذي يعتبر واحدا من أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض في العالم رغم أن غزال المها العربي يعد واحدا من أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض لاتزال جزيرة صير بني ياس موطنا لأكثر من 400 رأس تجوب المكان بحرية تامة.
وتستوطن الدلافين والسلاحف البحرية وكائنات أخرى المياه المحيطة بالجزيرة كما تعتبر موطنا مثاليا للطيور البرية المستوطنة والمهاجرة حيث يتواجد فيها نحو 60 نوعا من الطيور مثل الفلامنغو ونورس البحر وطائر الغاق النادر والبط ذي الأجنحة السوداء والزقزاق البري والنكات ومالك الحزين.
وتقع محمية جزيرة جرنين على مسافة 180 كيلومترا شمال غرب مدينة أبوظبي والتي أصبحت من الواحات البحرية الأكثر أمنا وهي الملاذ لكثير من الطيور والسلاحف والكائنات الأخرى وهي أيضا من الجزر القليلة التي تقع على مسار الملاحة التقليدية وتتألف جيولوجيا من التكوينات الصخرية والقباب الملحية والتي يعود عمرها إلى العصر ما قبل الكمبري.
وتحتوي محمية جرنين على مزيج من الرمال والصخور والشعاب المرجانية شاملة بذلك الأنواع الثلاثة من البيئات البحرية الضحلة وتتميز بوجود ما يزيد على 100 نوع من الطيور وتحتضن الجزيرة مستعمرات لتكاثر خمسة أنواع من الطيور بأعداد تزيد على 1 بالمئة من العدد الكلي لها في العالم أو في المنطقة التي تتبع لها الدولة حسب تصنيف علماء الطيور في الشرق الأوسط وتستخدم الجهات المختصة هذا المعيار لتحديد أهمية المواقع المختلفة للطيور ويعتبر صغير الخرشنة ذات العرف المعروفة محليا بـ''الغواي'' بلا منازع أهم الطيور المتكاثرة في الجزيرة ويقدر عدده في ربوعها بنحو عشرين ألف زوج والأنواع الأخرى من الخراشن يعرف منها السمامة والخشاش والصر وأم صنين أو النورس الأسخم من النوارس التي ترتاد الجزيرة أما غراب البحر السقطري ''اللوهة'' فيعتبر من الأنواع الأخرى المهمة أو المهددة بالانقراض.
**********----------********** وتعد محمية الياسات البحرية التي أنشئت بمرسوم أميري في عام/2005/ بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله من المواقع التي تتميز بأهميتها البيئية حيث توفر مواطن حساسة من الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية والشواطئ الرملية فضلا عن أهميتها التاريخية والثقافية والتي أضافت لها دورا مهما في الجهود المبذولة للحفاظ على التنوع البيولوجي والتراث الطبيعي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وتعتبر مجموعة جزر الياسات والمياه المحيطة بها من المناطق البيئية المهمة كون جزر المحمية تحيطها شعاب مرجانية والتي تعتبر ملجا ومأوى للعديد من الأنواع الهامة بما في ذلك أسماك الهامور والشعرى والقرش.
وتشير المسوحات إلى دلائل خصوبة واضحة وانتشار نشط للشعاب المرجانية على امتداد منطقة المحمية حيث تم التعرف على ثمانية أنواع منها ويتميز الشريط الساحلي لجزر المحمية بوجود البيئات الساحلية الصخرية والرملية وتعتبر شواطئ منطقة المحمية من الأماكن المؤهلة لتعشيش سلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض.
وتؤوي المنطقة أعدادا كبيرة من الحيوانات البحرية الأخرى المهددة بالانقراض مثل أبقار البحر والسلاحف الخضراء وتتمتع المحمية بتنوع الغطاء النباتي والبيئات الطبيعية على جزر المحمية.
وتضم جزيرة الياسات الكبرى واحدة من مستعمرات التكاثر المهمة لطائر "الغاق السوقطري" الذي يعتبر من الطيور المهمة في دولة الإمارات حيث تمثل هذه المستعمرة واحدة من /15/ مستعمرة معروفة عالميا لتكاثر هذا النوع.
أما محمية جزيرة بوطينة فتقع في أقصى جنوب الخليج العربي وتبعد عن أبوظبي 130 كيلومترا وتمثل هذه المحمية كنزا عالميا إذ تعد الثانية بعد أستراليا في حماية أبقار البحر حيث تضم ثاني أكمبر مجموعة منها حول العالم وهي تعد امتدادا لمحمية مروح للمحيط الحيوي والتي تمثل أول محمية محيط حيوي بحرية في الشرق الأوسط يتم ضمها لشبكة محميات المحيط الحيوي التابعة لليونسكو.
وتمثل هذه المحمية إحدى آخر ملاجئ السلاحف البحرية المهددة بالإنقراض للتنوع الإيكولوجي الكبير الذي تتميز به كما أن الأبقار البحرية المدرجة ضمن القائمة الحمراء لمنظمة اليونيسكو تلقى عناية خاصة من المشرفين على المحمية.
وتعتبر موطنا مهما للعديد من الأنواع البحــــرية المعـــروفة عالميا وللكائنات البرية الأخرى حيث تضم الطيور البحرية مثل الفلامنجـــو الكبير وهو المعروف محليا بالفنتير والعقـــــاب النساري وأنواع مختلفة من الدلافين والسلاحف المهددة بالانقراض مثل سلحفاة منقار الصقر والسلحفاة الخضـــراء وتعد مياه الجزيرة موطنا لثاني أكبر تجمع لأبقار البحر بعد أستراليا وهي الثدييات البحرية التي تواجه خطر الانقراض عالميا.