الجزيرة

لم تسفر مباريات المرحلة 15 من دوري الخليج العربي عن تغيير يذكر على مستوى المنافسة على اللقب الغالي هذا الموسم، بعدما سار الثنائي الجزيرة والعين على خط الانتصار، ليضيف كل منهما 3 نقاط جديدة إلى رصيده، ليبقى العين الأقرب إلى القمة بانتظار المباراة المؤجلة التي سيخوضها أمام الفجيرة .
حقق الجزيرة الفوز على مضيفه الفجيرة بالثلاثة، بينما خرج "الزعيم" من زعبيل، وفي جعبته العلامة الكاملة بفوزه على الوصل بهدف وحيد، بينما تراجع الوحدة خطوتين إلى الخلف، بفقدان نقطتين ثمينتين عقب التعادل الخاسر مع الإمارات في دقيقتين .
سرق الشباب الأضواء بفوزه بديربي ديره دبي على جاره الأهلي، ليحرم فريق "الفرسان" حامل اللقب من فرصة الاقتراب من أهل القمة، وليوجه ضربة مؤلمة لآماله بالدخول في دائرة المرشحين للفوز بالدرع الغالية .
كان الجزيرة المرشح "الفافوري" للفوز في المباراة التي حل فيها ضيفاً على الفجيرة الطامح إلى نيل بطاقة الأمان هذا الموسم، قياساً إلى الفوارق الفنية بين الفريقين رغم انتهاء لقاء الذهاب بالتعادل 2-2 .
لم يكن الجزيرة في يومه خلال الدقائق الخمس والأربعين الأولى للجولة الثانية على التوالي، وعانى من عدم القدرة على الوصول إلى مرمى المنافس الذي دافع ببسالة، وقدم أداءً إيجابياً، قبل أن ينهار في الحصة الثانية ليلقى مرماه ثلاثية .
وتألق المونتينغري فوزينتيش الذي سجل هدف التقدم بلمسة رائعة، قبل أن يخطف علي مبخوت النجومية بتسجيل هدف رائع، حين تلقى كرة داخل المربع تلاعب بها بالدفاع بذكاء قبل أن يسدد داخل الشباك مانحاً فريقه الهدف الثاني، ليعود الظهير عبدالله موسى ويسجل الهدف الثالث بعد دربكة داخل المربع الفجراوي .
وظهرت مخالب الفريق الهجومية في الشوط الثاني، بعدما وجد مساحات في دفاعات الفريق المضيف الذي كان منافساً الند للند في الشوط الأول من زمن اللقاء، لكن عامل الخبرة والقدرات الفردية للاعبين صنعت الفارق، خاصة بعدما تراجع مردود الثلاثي الأجنبي في تشكيلة الفجيرة .
وبرهن الجزيرة مرة جديدة على القوة الهجومية المدمرة التي يمتلكها في تشكيلته، مع تألق المونتينغري فوزينتش صاحب الأرقام القياسية تهديفياً هذا الموسم، إلى جانب علي مبخوت هداف كأسي الخليج وآسيا ووصيف الترتيب المحلي برصيد 10 أهداف .
وعاد فريق النصر إلى سكة الانتصارات من جديد، بعدما حقق فوزه الأول إياباً بالتغلب على الشارقة بهدفين دون مقابل .
واستطاع النصر أن يطوي صفحة النتائج المتواضعة، مستفيداً من حالة النقص العددي في تشكيلة المنافس الذي طرد له البرازيلي وندرلي ليلعب بصفوف ناقصة، ما منح مدرب العميد يوفانوفيتش فرصة إجراء تغييرات هجومية، ساعدت فريقه على تحقيق النصر الذي جاء في الوقت القاتل من زمن المباراة .
وسجل حسين عباس في أول مشاركة له مع الفريق هذا الموسم الهدف الأول له في عالم الأضواء، قبل أن يضيف زميله بابلو هرنانديز الهدف الثاني، ليعمق من جراح الفريق الضيف الذي زاد موقفه تأزماً في جدول ترتيب المسابقة .
وفي زعبيل كان يوسف الزعابي حارس مرمى نادي الوصل نجم لقاء فريقه أمام العين الذي انتهى بفوز الزعيم بهدف من دون مقابل حمل توقيع "عجب" محمد عبدالرحمن .
وقدم العين الذي يعاني من غياب أبرز عنصرين في تشكيلته مع غياب جيان بسبب وجوده مع منتخب بلاده، وعمر عبدالرحمن المصاب أداءً هجومياً مميزاً في الشوط الأول، حين دك مرمى الإمبراطور بوابل من الهجمات الذي تكفل الحارس يوسف الزعابي في التعامل معها بنجاح ليخطف الأضواء، وليحرم الضيف من تسجيل فوز عريض كان بأمس الحاجة إليه في صراع اللقب المحتدم مع فخر العاصمة .
ولعب الوصل مباراة إيجابية في الشوط الثاني، خاصة بعدما لعب اللقاء للمرة الأولى بالرباعي الأجنبي، مع وجود هوغو إلى جانب ليما وكايو وايدرسون، لكن الفريق عابه الضعف الدفاعي الواضح .
وكان البرتغالي خوسيه بيسيرو ضحية جديدة في دوري الخليج العربي بعدما تمت إقالته من تدريب فريق الوحدة عقب التعادل الأخير أمام الإمارات بهدفين مقابل هدفين، بعدما شهدت المباراة تقدم العنابي بهدفي المدافع المتألق حمدان الكمالي .
وسجل الكمالي هدفين من ركلتين ثابتتين الأول بتسديدة ولا أروع من ضربة حرة مباشرة، والثاني من ركلة جزاء منح بها فريقه التقدم .
وعندما خيل للجميع أن المباراة تسير نحو فوز حاسم لأصحاب السعادة، استطاع الفريق الضيف أن يقلب الطاولة رأساً على عقب في دقيقتين فقط، حين قلص الفارق أولاً عن طريق الكسندر قبل أن يخطف الأخير هدف التعادل في الدقائق الأخيرة من ركلة جزاء .
ودفع المدرب بيسيرو ثمن ضياع النقطتين، وتلقى قرار الإقالة الذي جاء على خلفية التشكيك بقدرات أصحاب السعادة في المنافسة على اللقب، وهو ما يتناقض مع رغبات الإدارة والجماهير برؤية فريقهم يصارع على اللقب .
ولا شك أن الوحدة كان قد دخل مرحلة الشك في ظل تراجع مردود اللاعبين الأجانب، ووجود حالة من عدم الانسجام بين اللاعبين والمدرب البرتغالي المقال، ما زاد من من حدة الشائعات التي تحدثت عن أجواء سلبية كان يعيشها اللاعبون في غرفة الملابس .
ووجّه الشباب ضربة قوية إلى آمال جاره الأهلي في المنافسة على اللقب المتوج به الموسم الماضي، حين تغلب عليه بهدف من دون مقابل حمل توقيع ناصر مسعود، ليصبغ الخضراوية الديربي بلونهم الأخضر إياباً، بعدما كان لقاء الذهاب قد انتهى شبابياً أيضاً بأربعة اهداف مقابل هدفين .
كان الفوز على الأهلي يشكل "أكسير حياة" بالنسبة إلى الجوراح، خاصة أن الفوز وحده كان سيضمن لهم الحفاظ على آمال المنافسة على اللقب، وعدم الخروج من المربع الذهبي . واستطاع الشباب أن يقدم المباراة الأفضل له تكتيكياً هذا الموسم، حين أغلق منافذ الوصول إلى مرماه، وفرض الرقابة على الأوراق الرابحة والخطرة في تشكيلة المنافس الأحمر الذي عجز عن تهديد خطورة كبيرة على مرمى سالم عبد الله .
ولم يفلح وجود البرازيلي ريبيرو القادم من الدوري البرازيلي مقابل 9 ملايين يورو في صفقة عالمية، إلى جانب المغربي أسامة السعيدي في إخراج الأهلي من نفق سوء النتائج وتواضع الأداء، بعدما بدا أن الاهلي يفتقد إلى التوازن المطلوب على مستوى اللعب، خاصة مع بروز ثغرة في وسط الميدان بعد رحيل الروماني رادوي، ما دعا الإدارة إلى الإسراع في التعاقد مع اللاعب الكوري كوون .