دافعت قطر وفي وجه الانتقادات الموجهة اليها عن شرعية استضافتها لمونديال 2022، مؤكدة مجددا، امام العالم الرياضي وعلى هامش منتدى الدوحة "غولز"، تصميمها على تنفيذ مشروعها واقناع جميع المشككين. وافتتح منتدى الدوحة الرياضي الدولي "غولز" امس الثلاثاء تحت رعاية امير قطر الشيخ تميم بم حمد ال ثاني، وشارك في افتتاح النسخة الثانية اكثر من 600 شخصية تمثل نخبة من عالم السياسة والرياضة والاقتصاد، وأكثر من 400 طالب وطالبة من مختلف دول العالم. ويهدف هذا التجمع الكبير الى اعادة التفكير بموقع الرياضة في المجتمع وادارة التدفقات المالية التي تنتج عنها. لكن الاجتماع الذي عقد في الدوحة للعام الثاني على التوالي، عانى مرة اخرى لتحقيق نتائج ملموسة وتحول الان الى منتدى للقطريين من اجل الدفاع عن انتشارهم وتوسعهم العالمي في مجال الرياضة، وللدفاع بوجه خاص عن استضافتهم لمونديال 2022. وقد وضع امين عام اللجنة العليا المنظمة لمونديال 2022، حسن الذوادي، الاتحاد الدولي "فيفا" امام مسؤولياته في الجدل القائم حول الحرارة المرتفعة جدا في قطر خلال فصل الصيف والتي تصل الى اكثر من 50 درجة مئوية. وقال الذوادي "منذ البداية، قلنا دائما انه بامكاننا تنظيم كأس العالم في الصيف"، مذكرا بانظمة التبريد التي ادرجتها قطر في ملف ترشحها لاستضافة العرس الكروي العالمي. واضاف "لكن اذا كان عالم كرة القدم والفيفا يريدان لها ان تقام في فصل الشتاء، فسنكون سعداء ومستعدين. واذا ارادوها في فصل الصيف فنحن مستعدون ايضا". وعلى نطاق اوسع، اعرب الذوادي عن اسفه للكم الهائل من الانتقادات التي طالت هذه الدولة الخليجية الصغيرة منذ ان فازت بحق استضافة كأس العالم 2022. فالى جانب مشاكل درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف، وجهت الى قطر تهمة استغلال العمال الاجانب الذين يعملون في مواقع البناء. كما اثير الجدل حول كيفية تمكنت هذه الدولة الصغيرة، الفقيرة في كرة القدم والغنية بغازها، في اواخر 2010 من اقناع اللجنة التنفيذية لفيفا بمنحها شرف استضافة الحدث الرياضي الاكثر شعبية في العالم. وحتى ان لجنة الاخلاقيات في الفيفا قد فتحت تحقيقا في هذه المسألة بسبب اتهامات الرشاوى. "لماذا فزنا (بالاستضافة)؟"، هذا هو السؤال الذي طرحه الذوادي، مجيبا: "لاننا، ودون ان اكون متعجرفا، كنا نملك افضل عرض. اقترحنا كأس عالم مدمجة ودون رحلات طويلة. موقع جغرافي مثالي يسمح بثلاثة مليارات مشاهد". وشدد الذوادي على عزمه ملاحقة طموحه وطموح بلاده، مضيفا "هناك الكثير من الافكار الخاطئة عن الشرق الاوسط وكأس العالم. جميع البطولات تترك ارثا. وان نحصل على فرصة ان نظهر للعالم من نحن وماذا نحن، سيكون ارثنا المطلق". ونشطت قطر كثيرا على الساحة الرياضية في الاعوام الاخيرة وانفقت اموالا طائلة كاستثمارات في اندية اوروبية مثل باريس سان جرمان الفرنسي، كما ضاعفت ترشحها لاستضافة الاحداث الكبرى مثل كأس العالم لكرة اليد التي تحتضنها عام 2015. ومنتدى الدوحة "غولز" الذي يختتم اليوم الاربعاء، يندرج ضمن التوجه الرياضي العام لقطر من خلال استضافة وجوه وممثلين رياضيين من كافة انحاء العالم. لكن هذا المنتدى لم يتجاوز واقع انه اعلان نوايا وليس الا. وقد اعلن المنظمون عن توقيع اتفاقات مبدئية من اجل بناء ملاعب رياضية في بورت جنتيل (الغابون)، نابلس (فلسطين) ومزار الشريف (افغانستان). كما اعلنوا عن انشاء صندوق تضامن ممول من رياضيين في اوج مسيرتهم الاحترافية، بهدف مساعدة من هم بحاجة. ويهدف القطريون الى تشجيع الرياضيين على المساهمة بنسبة تصل الى 1 بالمئة من عائداتهم، بحسب ما اكد المحيطون بريتشارد اتياس، صاحب هذه الفكرة التي تدعو ايضا الاندية والرعاة الى المساهمة بنفس النسبة. وسيتم تشكيل لجنة استشارية من اجل مقاربة الرياضيين والمساهمين المستقبليين بشأن هذا الصندوق.