نيويورك ـ أ.ف.ب
سيسجل نادي نيويورك كوزموس الذي لمع نجمه في السبعينات والثمانينات مع نجوم اساطير مثل البرازيلي بيليه والالماني فرانتس بكنباور والهولندي يوهان نيسكنز، عودة "عاطفية" الى ملاعب كرة القدم مجددا اعتبارا من غد السبت بعد غيابه لحوالي ثلاثة عقود من الزمن، وذلك من بوابة دوري شمال اميركا، المسابقة الثانية من حيث الاهمية بعد الدوري الاميركي للمحترفين "ام ال اس". ولم يخض نيويورك كوزموس الذي اسس عام 1971، اي مباراة منذ حوالي 30 عاما اي منذ ان 1985 عندما حل دوري شمال اميركا قبل ان يطلق مجددا عام 2009 وهو يضم حاليا ثمانية اندية، سبعة من الولايات المتحدة وواحد من كندا، وذلك بعد قرار ممثل بورتوريكو نادي ايسلندرز الانسحاب من نسخة هذا الموسم من اجل اعادة بناء نفسه. ويأمل كوزموس الذي توج بلقب دوري شمال اميركا اعوام 1972 و1977 و1978 و1980 و1982 بقيادة نجوم كبار مثل بيليه وبكنباور ونيسكينز والبرازيلي كارلوس البرتو، ان يشق طريقه الى دوري المحترفين "ام ال اس" بحسب ما اكد رئيسه شيموس اوبراين. لم يكن كوزموس بالفريق العادي على الاطلاق فهو نجح في احدى المرات في استقطاب 691ر77 الف متفرجا (رقم قياسي لمباراة في اميركا الشمالية) خلال مباراة في الدور الفاصل عام 1977 امام فورت لودردايل سترايكرز. وشاءت الصدف ان يسجل كوزموس عودته امام فورت لودردايل سترايكرز في مباراة "عاطفية" سيكون الاسطورة بيليه حاضرا فيها لكن هذه المرة لن يكون في المدرجات اكثر من 10 الاف متفرج في ملعب "هوفسترا يونيفرسيتي ستايدوم" في احدى ضواحي نيويورك. ويقف اوبراين مؤسس مجموعة "وورلد سبورتس غروب" الترويجية لاحداث في رياضيات كرة القدم والغولف والكريكيت في جميع انحاء اسيا (مركزها سنغافورة)، خلف عودة كوزموس الى الساحة الكروية وهو اعترف انه خالف قواعده الشخصية عندما قرر رفع التحدي مع هذا الفريق في عام 2011. "لطالما قلت انه في حال سمعني احد وانا اقول ساقوم بشراء فريق رياضي، فيجب عليه ان يصطحبني الى الخارج (خارج القاعة) لكي يجلدني ويضربني ويهددني باطلاق النار علي، ثم يعيدني الى الداخل ويقول لي: +هل تريد التفكير بالموضوع مجددا+"، هذا ما قاله اوبراين لكي يبرز حجم المخاطرة التي قام بها. واشار اوبراين الى انه وضع خطة تمتد بين 5 و10 اعوام من اجل جعل كوزموس ناجحا مجددا لكنه لا يتوقع حصول معجزات في فترة سريعة، مضيفا "نملك 28 شخصا كانوا قبل ثلاثة اشهر غرباء بالنسبة لبعضهم البعض. انه (المدرب الفنزويلي جيوفاني سافاريسي) يملك المطلوب والميزانية متوفرة له من اجل بناء فريق". وبدوره اشار سافاريسي الى ان اول اللاعبين الذين انضموا الى النادي كان كارلوس منديس في كانون الاول/ديسمبر الماضي، مضيفا "في الوقت الحالي نحن راضون جدا. انها مجموعة من اللاعبين الذين يفهمون جيدا تاريخ النادي وهم ملتزمون اعتبارا من المباراة الاولى". لكن اوبراين شدد على انه وشريكه السعودي محي الدين كامل لا يقومان بانفاق 100 مليون دولار على كوزموس من اجل "المتعة الشخصية"، مضيفا "هل سنقوم باهدار الاموال بشكل غبي؟ كلا، بالطبع كلا. هل سندفع بالقارب الى الامام اذا شعرنا بان ذلك سيساعدنا في مصالحنا في الوقت المناسب. نعم دون ادنى شك. نحن لسنا مهتمين باهدار مئات الملايين نتيجة غرورنا في السعي الى الفوز بشيء ما". وسيكرم كوزموس غدا السبت الاسطورة بيليه بمنحه منصب الرئيس الفخري للنادي، لكن في ارضية الملعب سيكون الاسباني ماركوس سينا (37 عاما) النجم الابرز بالنسبة للفريق الذي يضم في صفوفه لاعبين من ايطاليا والبرازيل والكاميرون وفنزويلا وبلغاريا وغواتيمالا وكولومبيا اضافة الى اليابان الممثلة فيه بساتورو كاشيواسي (20 عاما) الذي اصبح اصغر لاعب من بلاده يوقع مع فريق اميركي. ما هو مؤكد ان كوزموس سيعاني في فرض نفسه "ترفيهيا" ضمن مدينة تتوزع انديتها على ثماني رياضات احترافية وتضم برودواي والعديد من الاستقطابات المغرية الاخرى. اما بالنسبة لكرة القدم، فان فريق نيويورك ريد بولز مع نجمه الفرنسي تييري هنري قد خطف المركز الاول من ناحية الاهمية، كما ستشتعل المنافسة الكروية بشكل اكبر في حزيران/يونيو بانضمام النادي العشرين الى دوري المحترفين "ام ال اس" وسيكون نتيجة "التزاوج" بين مانشستر سيتي الانكليزي ونيويورك يانكيز المشارك في دوري البايسبول. ورأى اوبراين انه في حال انطلاق مشروع مانشستر-يانكيز نيويورك سيتي اف سي في 2015 كما هو مخطط له، فهناك متسع في المدينة لثلاثة اندية، مضيفا "لست قلقا على الاطلاق لوجود مانشستر سيتي في نيويورك. الامر ذاته بالنسبة لريد بولز. اذا قمنا جميعنا بعملنا كما يجب فكرة القدم ستكبر فعلا". وستكون طيران الإمارات الراعية الرسمية لنيويورك كوزموس، وبموجب اتفاق الرعاية سيوضع شعار طيران الإمارات على قمصان لاعبي الفريق الأسطوري المميزة ذات اللونين الأخضر والأبيض اعتبارا من المباراة الافتتاحية. ومما لا شك فيه ان الفضل في صعود نجم كرة القدم في الولايات المتحدة يعود الى كوزموس. فعندما كان متوسط عدد الجمهور عام 1974 في مباريات نادي نيويورك يبلغ 3578، استقطب النادي في العام التالي الاسطورة بيليه بعد اعلانه الاعتزال، وما كان من ذلك إلا أن ألهب حماسة عشاق المستديرة الساحرة في بلاد العم سام. أجبر ذلك النادي على تغيير ملعبه مرتين لاستيعاب العدد المتزايد من الجماهير. وكان الانتقال الثاني إلى ملعب "جاينتس ستاديوم". نجح كوزموس بتهديد المكانة التي كانت تتربع عليها كرة القدم الاميركية "ان اف ال" من حيث الشعبية. ففي حزيران/يونيو 1977، حضر عدد قياسي من الاشخاص مباراة في الدوري الأميركي لكرة القدم بلغ 62394 وذلك لمشاهدة فريق المدرب إيدي فيرماني الذي تغلب على تامبا باي راوديز. وعندما حل نادي فورت لاوندردايل سترايكرز ضيفا على نيويورك بعد شهرين، تم تسجيل رقم قياسي جديد بلغ 77691 متفرج.