برلين - صوت الإمارات
قبل عام واحد، مر نجم كرة القدم الألماني توماس مولر مهاجم بايرن ميونخ، بمنعطف خطير في مسيرته الكروية بعدما استُبْعِدَ من حسابات يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني (مانشافت) من ناحية، كما بدا أن مستواه غير مقنع للمدرب الكرواتي نيكو كوفاتش، المدير الفني لبايرن، ولكن الأمور تغيرت من النقيض إلى النقيض في الفترة الحالية، وأصبح مولر مجددا من الأوراق الرابحة للفريق التي يستطيع هانزي فليك، المدرب الحالي لبايرن، الاعتماد عليها في التحدي المثير بعد غد الأحد أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا.
وعاد مولر إلى سابق عهده واستعاد مستواه العالي تحت قيادة فليك الذي تولى مسؤولية الفريق في نوفمبر الماضي خلفا لكوفاتش، ويسعى مولر الآن إلى تتويج هذه العودة القوية لمستواه عبر الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في رابع ظهور له بالنهائي مع بايرن، ولم يكن 2019 العام المثالي لمولر على الإطلاق، حيث استبعده لوف من حساباته، للمرة الأولى، في المانشافت، كما قال كوفاتش إنه سيستعين بمولر "في حالات الطوارئ فقط".
وخلال هذه الفترة الصعبة لمولر في بايرن، بدأ اللاعب يفكر في مستقبله مع بايرن الذي التحق به وهو في الحادية عشرة من عمره، والآن، دفع المستوى المميز لمولر تحت قيادة فليك أسطورة كرة القدم الألماني فرانز بيكنباور إلى مطالبة لوف بإعادة النجم إلى صفوف المانشافت لأنه "قائد حقيقي".
وشهدت مسيرة مولر /30 عاما/ ومستواه طفرة حقيقية منذ تولى فليك المسؤولية في بايرن، وكان مستوى مولر جيدا للدرجة التي ينطبق عليه مقولة المدرب الهولندي الشهير لويس فان جال سابقا :"مولر يلعب دائما". وكان فان جال هو من استعان بمولر في الفريق الأول لبايرن في عام 2008، وجدد مولر عقده مع بايرن حتى 2023 كما فاز مع الفريق في الموسم المنقضي بلقب الدوري الألماني (بوندسليجا) للموسم التاسع على التوالي.
وخلال هذا الموسم، حقق اللاعب رقما قياسيا للبوندسليجا وأصبح أول لاعب في تاريخ المسابقة يصنع 21 هدفا لزملائه في موسم واحد، كما سجل مولر الهدف الأخير لبايرن في البوندسليجا هذا الموسم وهو الهدف رقم 100 لبايرن في المسابقة هذا الموسم، وساهم مولر بفعالية في تتويج الفريق البافاري بلقب كأس ألمانيا ليكون السادس له مع بايرن في هذه المسابقة، حيث يستطيع اللاعب بعد غد الأحد استكمال الثلاثية (دوري وكأس ألمانيا ودوري الأبطال الأوروبي) للمرة الثانية مع الفريق، وكانت الأولى في 2013 تحت قيادة المدرب يوب هاينكس.
وأقيمت الأدوار النهائية لدوري الأبطال هذا الموسم بنظام دورة مجمعة في العاصمة البرتغالية لشبونة بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد، وخلال البطولة المجمعة، أصبح مولر أكثر لاعب ألماني يشارك في مباريات دوري الأبطال على مدار التاريخ، ورفع رصيده إلى 114 مباراة في البطولة حتى الآن.
كما سجل مولر هدفين في مباراة الفريق التي فاز فيها على برشلونة الإسباني 8 / 2 في دور الثمانية ليرفع رصيده إلى 46 هدفا في تاريخ مشاركاته بالبطولة، وليحتل المركز الحادي عشر بقائمة أبرز هدافي البطولة على مدار التاريخ.
وقال فليك قبل خوض الأدوار النهائية للبطولة في لشبونة : "توماس مولر لاعب فريد، لا يمكن استنساخه"، ودفع فليك بلاعبه مولر في مركزه المفضل بالناحية اليمنى في هجوم الفريق، خلف رأس الحربة البولندي روبرت ليفاندوفسكي، ليعيد إليه انتعاشه مجددا من خلال التحركات غير المتوقعة للاعب، وسبق لمولر أن وصف نفسه بأنه "مستغل المساحات" وذلك من خلال كلمة جديدة دخلت إلى قاموس اللغة الإنجليزية بعدما وجد أن وصف "مترجم المساحات الخالية" لا يتناسب مع ما يفعله.
ويجيد مولر استغلال المساحات الشاغرة في الملعب وأمام منطقة جزاء المنافس بأفضل شكل ممكن كما يجيد اختيار الأماكن المناسبة للتمركز ما يساعده في هز الشباك بنفسه أو صناعة الأهداف لزملائه.
ولكن مولر، الذي يبدو مبتهجا دائما، هو بالنسبة للنادي أكثر من كونه أحد أفضل لاعبيه، ونظرا لكون مولر بافاريا، فإنه من المشجعين المتحمسين، تلقائيا، لبايرن، كما أن المباريات التي أقيمت بدون جماهير بعد استئناف فعاليات هذا الموسم عقب فترة التوقف بسبب أزمة كورونا أكدت أن مولر هو أحد أفضل المتواصلين مع باقي لاعبي الفريق خلال المباريات، ودائما ما يحث زملاءه في الفريق ويحاول الحصول على أفضل النتائج.
ويتفق هذا كثيرا مع أسلوب فليك الذي كان على دراية بإمكانيات وطبيع مولر على مدار سنوات سابقة عندما كان فليك مساعدا للوف في تدريب المانشافت حيث فاز مع الفريق بلقب كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وقال فليك : "توماس لديه خبرة هائلة، خاصة في مثل هذه المباريات (النهائية) . إنه عنصر مهم للغاية في الفريق".
واعترف مولر بعد الفوز بلقب البوندسليجا في أواخر يونيو الماضي بأن الوضع لم يكن سهلا في خريف 2019 قبل تولي فليك مسؤولية الفريق، وجدد مولر تأكيداته على أن الفضل يرجع للمدرب فليك في إعادة الاتزان والانتصارات لبايرن.
وقال اللاعب :"يكون لديك شعور مختلف على أرض الملعب عندما تشعر بالثقة"، كما يمكن للاعب ورفاقه في بايرن تتويج هذا الآن من خلال استكمال الثلاثية مثلما حدث في 2013 وعدم الاكتفاء بثنائية الدوري والكأس مثلما حدث في 2011 و2012 .
وقال مولر :"نتمتع الآن بمستوى رائع، ولكننا ندرك أننا لا نستطيع التغلب على المنافس دون تقديم كل ما بوسعنا
قد يهمك ايض
االإيطالي دانيلي أورساتو حَكَمًا لنهائي دوري أبطال أوروبا
نوير الورقة الرابحة في صفوف بايرن ميونخ في مواجهة نيمار ومبابي