ضمن مباريات اليوم الثاني من الجولة الخامسة لدور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، يستضيف يوفنتوس منافسه كوبنهاجن مساء الأربعاء بمدينة تورينو بحثًا عن انتصار يضعه في مقدمة المنافسة على المركز الثاني في المجموعة الثانية خلف ريال مدريد، وذلك في ظل اشتداد المنافسة بين طرفي المباراة المقامة على ملعب يوفنتوس أرينا من جهة وجلطة سراي من جهة أخرى. تباين كبير هذا الموسم ما بين يوفنتوس المحلي ويوفنتوس الأوروبي، ففريق السيدة العجوز في السيري آ وصل أخيرًا إلى صدارة الدوري الإيطالي، بعد أن نجح في استغلال تعثر روما بتعادلين آخرين - بعد التعادل أولًا مع تورينو بهدف لمثله - أمام ساسوولو وكالياري لينتصر أبطال إيطاليا على ليفورنو بهدفين نظيفين بعد الفوز بثلاثية دون رد على المنافس المباشر نابولي الذي خسر كذلك هذا الأسبوع من بارما بهدف أنتونيو كاسَّانو. ولذا، من المنتظر أن يظهر البيانكونيري في ملعب يوفنتوس أرينا اليوم بثقة كبيرة وحالة ممتازة مستهدفين فوزًا على الضيوف قد يقلب وضعهم المخيب في دور المجموعات، من متذيليي المجموعة الثانية بثلاث نقاط إلى أصحاب المركز الثاني في حال خسر جلطة سراي صاحب المركز الثاني بأربع نقاط - بفارق الأهداف عن كوبنهاجن الذي يحل ثالثًا - الليلة من ريال مدريد المتصدر بعشر نقاط. بالتأكيد سيعول المدرب أنتونيو كونتي على ثنائي الهجوم الناري لفريقه المتمثل في كارلوس تيفيز وفيرناندو يورينتي من أجل تحقيق أول فوز أوروبي هذا الموسم، بعد أن استطاع الأسد الباسكي إحراز ثالث أهدافه في آخر ثلاث مباريات أمام ليفورنو وصنع هدفًا في المباراة ذاتها للأباتشي الذي أنهى صيامًا دام لثلاثة أهداف. وإن كانت الأرقام تشير إلى تلقي اليوفي هدفين على الآخر في خمسة من آخر ست مباريات في دوري الأبطال، بجانب الفشل في الفوز في خمسة من أصل آخر ست مباريات في البطولة وخاصة في آخر ثلاث مباريات بتورينو، ففي المقابل لم يتعرض زملاء أندريا بيرلو لأي هزيمة في آخر 12 مباراة رسمية على أرضهم، وذلك منذ الهزيمة في ربع نهائي نسخة الموسم الماضي أمام بايرن ميونخ. على أي حال، من غير المنتظر أن يواجه كونتي أي مشاكل على صعيد التشكيل الأساسي أو التكتيك المتبع، فبخطة 3-5-2 التي اعتاد اللعب بها ستكون جميع العناصر في الوسط والهجوم حاضرة باستثناء استمرار غياب ستيفان ليختشتاينر الذي يعني مشاركة مارتين كاسيرس على الطرف الأيمن، فيما سيعوض أنجيلو أوجبونا غياب أندريا بارزاليي في قلب الدفاع.     بخلاف يوفنتوس تمامًا، وضع كوبنهاجن الأوروبي يبدو أفضل بوضوح من كوبنهاجن المحلي، ففي دوري السوبرليجا الدنماركي يبتعد أبطال الدنمارك في المركز الثالث بفارق ست نقاط عن المتصدر ميتلاند، وذلك رغم الفوز العريض على فايبورج برباعية لهدف يوم الأحد وعدم تلقي أي خسارة في آخر ست مباريات رسمية. ربما كان فريق ستالي سولباكين مفاجأة المجموعة حتى الآن بعد التعادل في الدنمارك مع اليوفي في الجولة الأولى والفوز المفاجئ على جلطة سراي بهدف نظيف في الجولة الماضية، حتى وإن كان السبب في ظهور هذا الفريق بذلك المظهر هو اكتساح ريال مدريد بجانب تواضع عروض اليوفي أوروبيًا. لذا، قد يكون حلمًا مشروعًا لكوبنهاجن نيل المركز الثاني من أجل ترشح تاريخي للأدوار الإقصائية وتوجيه صدمة مدوية للبيانكونيري، لكن الأكيد أن رفاق نيكولاي يورجنسن وكلوديمير سيبحثون عن خطف نقطة ثمينة في تورينو منتظرين الانتصار المتوقع للميرينجي على المنافس التركي، وذلك قبل الانتقال للجولة الأخيرة في مباراة حياة أو موت ضد مدريد في الدنمارك. وإن كان هناك ما يعول عليه كوبنهاجن، فلا شك أن ذلك سيكون في نتيجة الذهاب أمام الفريق الإيطالي، لكن من الواضح أن ذلك لن يكون كافيًا بالنظر للرصيد المخيب للغاية خارج الارض والمتمثل في تلقي سبعة أهداف كاملة في مباراتيه في إسبانيا وتركيا هذا الموسم. كثر من يُنتظر منهم التألق وصناعة الفارق بشكل أو بآخر .. أندريا بيرلو، فيرناندو يورينتي، كوادو أسامواه وكارلوس تيفيز جميعهم يُنتظر منهم الكثير في مباراة اليوم، لكن يبقى النجم الفرنسي الشاب هو الأنسب لتقديم الأداء الأفضل وصناعة الفارق أكثر من سواه وذلك نظرًا لنزعته الهجومية الكبيرة أمام وسط يصعب عليه إيقاف اللاعبين ذوي الاختراقات الطولية السريعة والخطيرة أكثر مما قد يصعب عليه محاصرة "المايسترو" أو احتواء "المحارب" في الجهة اليُمنى قدر المستطاع. بوجبا سيكون ورقة كونتي لمباغتة كوبنهاجن خلف تيفيز ويورينتي، فانتظروا منه الكثير .. أولوف ميلبيرج | ليس لأنه اللاعب الأكثر خبرة وحسب، وبالتأكيد ليس لأنه الأشهر، بل لأن المهمة الأصعب على الإطلاق لمنافسي البيانكونيري خلال الشهرين الماضيين تمثلت في كيفية عزل فيرناندو يورينتي عن تيفيز وبقية زملائه .. سيكون مدافع يوفنتوس الأسبق في عودته لتورينو اللاعب الأهم في صفوف الضيوف، لأنه يمتلك من الإمكانيات، التجربة والقدرة القيادية ما يؤهله تمامًا للتحكم بأداء خط دفاعه وربما الأداء الدفاعي لفريقه بشكل كامل، وهو الجزء الذي سيركز عليه المدرب سولباكين للخروج بالتعادل أكثر من تركيزه على الهجوم، إضافة بالطبع للمعركة المباشرة مع يورينتي والتي تبدو فرص ميلبيرج فيها معقولة لإيقاف الهداف الإسباني الدولي.