أكد أكاديميون وخبراء قطريون ودوليون أن "برنامج علوم الرياضة" الذي تطبقه جامعة قطر بات أحد الآليات المبتكرة والقادرة على تثقيف الطلاب وإكسابهم الخبرة الميدانية واعدادهم بصورة متكاملة لتولي الوظائف الإدارية والتسويقية في المؤسسات الرياضية خلال الأحداث الكبرى التي تستضيفها البلاد في المستقبل، خاصة كأس العالم لكرة القدم 2022. جاء ذلك خلال ندوة "حول الرياضة والتعليم في دولة قطر" التي أقيمت على هامش مؤتمر ومعرض اسباير فور سبورت في نسخته الرابعة، وتحدث فيها كل من طارق العبدالله مدير الاكاديمية الأولمبية القطرية ، والدكتور خالد بيبي مدير برنامج العلوم الرياضية في جامعة قطر، والدكتور كين ماكلويد رئيس كلية شمال الاطلنطي في قطر، واستيفان ويلسون كبير المحاضرين في جامعة كولون الألمانية. وشدد طارق العبدالله على الارتباط الوثيق بين التعليم والرياضة ومدى تأثيرهما المتبادل خاصة في خلق كوادر بشرية قادرة على إدارة الإحداث الرياضة الكبرى ، مشيرا إلى أن الإكاديمية الأولمبية تعمل مع جامعة قطر وكلية شمال الاطلنطي وإكاديمية اسباير وكذلك مختلف المؤسسات من أجل استهداف فئة المحترفين وتطويرها بالصورة التي تخدم البلد. وقال العبد الله، في عرضه خلال الندوة ، إن الإكاديمية الأولمبية لديها ثلاثة أهداف أساسية وهي : الإدارة الرياضية وتطوير الكوادر والمدربين ونشر القيم الأولمبية ، مشيرا إلى أن تحقيق هذه الأهداف ينعكس بشكل ايجابي في تقديم الأداء الأفضل في المجال الرياضي . وأشاد مدير الاكاديمية الأولمبية القطرية بـ"برنامج علوم الرياضة" الذي اعتبره أحد البرامج المهمة الحالية لتأهيل وتدريب الكفاءات الرياضية على روح المبادرة وتطوير الواقع الإداري والتنظيمي للمؤسسة الرياضية الاولمبية، مشيرا إلى أنه من شأنه خلق كوادر بشرية في مجال الإدارة والتسويق الرياضية، وهو ما تحتاجه قطر بشدة في الفترة المقبلة . وأشار العبدالله إلى أن الإكاديمية تضم 250 طالبا بحسب البرامج المخطط لها سنويا، وأن برامجها تصمم حسب طلب كل مؤسسة وليس لها قالب محدد، لافتا إلى ان الاكاديمية لديها برامج مختلفة أبرزها الإدارة الرياضية 1، والإدارة الرياضية 2 ، والأصمغ. وأوضح أن قطر ليس لديها برنامج تعليمي في الإعلام الرياضي، الأمر الذي يتطلب معالجة من خلال إنشاء برامج تعالج هذا القصور من خلال التعاون بين اللجنة الأولمبية وجامعة قطر وغيرها من المؤسسات والقطاعات ، سعيا لتلافي هذا القصور والعمل على تطور الرياضة القطرية ومؤسساتها الرياضية . من جانبه، أوضح خالد بيبي أن برنامج علوم الرياضة لديه ثلاثة مسارات هي: الإدارة الرياضية، والتمارين واللياقة البدنية ، والتربية البدنية ، مشيرا إلى ان المسارات الثلاثة تسعى لخلق قيادات وكوادر مختصة في الألعاب الرياضية والإدارة والتسويق، وتعزيز حالة صحة الإنسان، فضلا عن إعداد كوادر ومعلمين للتربية البدنية قادرين على العمل بكفاءة في المراحل التعليمية المختلفة. وقال بيبي ، في عرضه خلال الندوة ، إن برنامج علوم الرياضة بدأ عام 2011 بمشاركة 11 طالبا بواقع 6 طلاب و5 طالبات ، وان الجامعة ستشهد تخرج أول دفعة في خريف 2014، متوقعا أن يزداد إقبال الطلاب القطريين مستقبلا على البرنامج، حيث إن قطر لن تحقق النجاح إلا بتحقيق الاكتفاء الذاتي. بدوره ، أكد كين ماكلويد أن كلية شمال الاطلنطي هي ثاني أكبر مؤسسة تعليمية في قطر وهي تابعة لجامعة شمال الاطلنطي في كندا، لافتا إلى أن الكلية تضم 2800 طالب بدوام كامل و3000 طالب بدوام جزئي ، وأنها جزء من الثورة التعليمية التي تشهدها قطر حاليا. وقال ماكلويد ، في عرضه خلال الندوة ، إن التنمية الرياضية أولوية وطنية في قطر، وأن الجامعة عقدت لمدة عام كامل نقاشات مع مختلف المؤسسات الرياضية مثل اللجنة الأولمبية واسباير وسبيتار والاتحادات ، مشيرا إلى أن الجامعة وقعت مذكرة تفاهم مع اللجنة الأولمبية لتقديم المساعدة للجنة وتلبية الاحتياجات الرياضية في مختلف قطاعات الدولة. وأشار إلى أن الجامعة تتطلع إلى الشراكة مع جامعة قطر من خلال برنامج علوم الرياضة ومختلف المؤسسات من أجل إعداد كوادر بشرية قطرية قادرة على الإدارة، لافتا إلى أن الجامعة لديها برامج وآليات في هذا المجال، أبرزها تقديم شهادة دولية في إدارة الفعاليات. من جهته، شدد استيفان ويلسون على أن الاكاديميات والمؤسسات التعليمية تعد سبب النهضة الرياضية التي تعيشها ألمانيا حاليا، مشيرا إلى أن الرياضة لها مقاربات مختلفة، وأنه لابد من العمل في مجال الرياضة مع الاتحادات والأندية بصورة مستمرة من أجل الحفاظ على المنافسة. وأوضح ويلسون ، خلال عرضه في الندوة ، أنه عند التخطيط لبرنامج رياضي مثل "علوم الرياضة" يجب التركيز على جميع العوامل والمقومات المتاحة وليس العامل الأساسي، مشيرا إلى أن قطر إذا أرادت تكوين منتخب قوي لكأس العالم 2022 يجب عليها الاهتمام بالمواهب قبل 10 سنوات من البطولة، وكذلك الكادر الإعلامي والطبي وغيرها من العوامل المساعدة وليس فقط التركيز على الموهبة.