توّج نادي بايرن ميونيخ العام الماضي مع المدرب الألماني يوب هاينكس بالثلاثية المكونة من البطولة والكأس الألمانية ولقب دوري أبطال أوروبا UEFA. ولهذا أيضاً يعتبر فريق مدينة ميونيخ من أفضل الفرق في العالم في الوقت الحالي. غير أنه لم يتم تجديد عقد المدرب الناجح هاينكس وأصبح الأسباني جوسيب غوارديولا منذ هذا الموسم على رأس الإدارة الفنية للعملاق البافاري. لكن وحتى تحت قيادة هذا المدرب الأسباني ابن الثانية والأربعين واصل أبناء ميونيخ السير على سكة النجاح. فقد تمكن في بداية الموسم من الفوز بالكأس الأوروبية الممتازة كما نجح نهاية الأسبوع الماضي من تحطيم رقم قياسي قديم في الدوري الألماني، كان في حوزة نادي هامبورغ منذ 30 عاماً، بعدما بقي بدون خسارة بعد خوض 36 مباراة في الدوري على التوالي. ويتطلع لاعب الوسط السابق للفوز باللقب التالي مع بايرن خلال كأس العالم للأندية المغرب 2013 FIFA. وأوضح غوارديولا في هذا السياق لموقع FIFA.com قائلاً "إنها بطولة مرموقة جداً. وليس من السهل المشاركة في هذه المسابقة والعودة بعدها باللقب. كما أنها بطولة تقام بنظام خروج المغلوب ومثل هذه النهائيات هي دائماً مهمة للغاية لأن المرء يقدم كل ما في جعبته ويرغب بكل قوة في الفوز. ولهذا نحن هنا." الجميع سعيد في ميونيخ لتوقيع هذا المدرب العبقري عقداً يدوم لغاية عام 2016. وكان كارل هاينز رومينيغيه رئيس مجلس الإدارة قد وصفه مؤخراً على أنه أفضل مدرب حظي به نادي بايرن ميونيخ على الإطلاق. فالدقة والإتقان الحاضران في عمل أفضل مدرب FIFA في العالم عام 2011 يثيران الإعجاب بشكل خاص. نشاط متدفق ودائم في كل مباراة لا يظل في دكة الإحتياط سوى لبضع دقائق فقط. فمعظم الوقت يقضيه غوارديولا في منطقة وقوف المدرب حيث يتواصل باستمرار بالحركات والإشارات مع لاعبيه، وحتى خلال التدريبات لا يستطيع البقاء هادئاً. وبالإنتقال من اللغة الألمانية إلى الإنجليزية يوضح للاعبيه كل حركة ويتدخل مراراً، كما أنه في الكثير من الأحيان يشارك في التمارين ويظهر لهم الأداء الصحيح. وبالنسبة له، تعتبر التحضيرات وتحليل الخصم من أهم الواجبات. فخلال فترة المباريات الدولية الأخيرة في أكتوبر/تشرين الأول قضى الكثير من الوقت في مركز تدريبات نادي بايرن ميونيخ رغم أن الجزء الكبير من الفريق كان مسافراً وبتفان عال ودقة كبيرة يقوم بتحليل خصمه القادم. وحتى في كأس العالم للأندية FIFA التي ستقام في ديسمبر/كانون الأول لا يود غوارديولا أن يترك أي شيء للصدفة. ففي مباريات دوري أبطال أوروبا يسافر البافاريون في العادة قبل يوم من المباراة. إلا أن رحلة المغرب ستكون في 14 ديسمبر/كانون الأول مباشرة بعد استضافة هامبورج على أرضه، وسيكون بذلك أمامه ثلاثة أيام قبل اللقاء الأول في مدينة أكادير الذي سيجرى في 17 ديسمبر/كانون الأول. وأكد جوارديولا بقوله "إنها رحلة طويلة ويتعين على اللاعبين تحرير أذهانهم للتركيز جيداً على البطولة. يجب علينا التكيف مع البلد والأماكن." وفي حال أراد أبناء ميونيخ بلوغ النهائي الذي سيقام بمدينة مراكش، سيكون عليهم أن يصلوا إلى هناك في وقت مبكر جداً أيضاً. وسيمنح مخترع أسلوب تيكي–تاكا فريقه الوقت أيضاً للتنزه في المدينة، وقد خطط بنفسه لشيء مختلف إذ صرّح بقوله "إذا كنا لعدة أيام في الوقت نفسه، سيكون عليهم (اللاعبين) ألا يقضوا الوقت كله في الغرفة. من الجيد بالنسبة لهم (رؤية الملعب) وذلك لكي يتمكنوا من التركيز مجدداً على المباراة التالية. لا أعرف إن كنت سأحصل على الوقت من أجل ذلك، لأنه ينبغي علي التحضير للخصم المقبل." امتنان ليوب هاينكس توقع الكثير من الخبراء أن الفائز مرتين بلقب كأس العالم للأندية FIFA سيجعل بايرن ميونيخ يلعب مثلما نادي برشلونة عندما كان مدرباً له. إلا أن غوارديولا لا يكل من تكرار أنه لا يريد أن يصنع فريق برشلونة آخر في مدينة ميونيخ بل يرغب أن يتلاءم جيداً مع النادي واللاعبين. ويمكن ملاحظة بعض الإختلافات مع الماضي على المستوى التكتيكي والفني. وتتجلى أبرز التغييرات في تبني منظومة 4-1-4-1 مع وضع لاعب وسط رقم 6 واحد أمام الدفاع ونزوع الظهيرين نحو الوسط طالما يملك الفريق الكرة. إلى ذلك، طوّر جوارديولا الضغط الهجومي بشكل أكبر بالمقارنة مع العام الماضي. وفي كأس العالم للأندية FIFA سيضع غوارديولا خصومه تحت الضغط في وقت مبكر ويعتبر المدرب الكاتالوني سعيداً للغاية بالمشاركة في هذه البطولة. لكن الفضل في ذلك لا يعود إلى جهوده الخاصة كما يقول كعادته بكل تواضع "لا يحصل المرء دائماً في حياته على فرصة المشاركة في هذه المسابقة. وأنا ممتن جداً لكوني سأكون حاضراً هناك. والفضل هنا يعود فقط إلى يوب هاينكس وفريقه." ويجد هذا الخبير الكروي أنه من الإيجابي أن تقام هذه البطولة لأول مرة في المغرب، وليس كما في السنوات السابقة في الإمارات العربية المتحدة واليابان، وبذلك ستكون أكثر قرباً من أوروبا وألمانيا. وعلق في هذا الصدد بالقول "أجدها فكرة جيدة من FIFA أن ينظم هذه البطولة في كل سنة في بلد مختلف في العالم." وفي المغرب أيضاً سيكون مجدداً عند طرف المستطيل الأخضر محاولاً قيادة فريقه لمعانقة النصر. ويستعد غوارديولا الآن لمقابلة خصومه المحتملين بالكثير من الإحترام، ذلك لأنهم ليسوا معروفين كثيراً في أوروبا وبالتالي يكون واضحاً ما يجب القيام به إلى غاية  مباريات أكادير ومراكش، حيث قال في الختام، "يجب علينا تحليل الخصوم جيداً."