أكد يوب هاينكس المدير الفنّي لنادي بايرن ميونيخ الجمعة أنّ رحيله عن الفريق البافاري في نهاية الموسم الجاري سيمثّل له: "وداعاً لدوري البوندسليغا". وقال هاينكس: "بعد بايرن ميونيخ ليس لدي أي هدف لتدريب أي ناد آخر في البوندسليغا"، رافضاً في المقابل تقديم مزيد من التفاصيل حول ما يعتزم القيام به عندما يسلّم قياد بطل الدوري الألماني إلى الإسباني جوسيب غوارديولا. ويخوض المدرب الألماني المخضرم (68 عاماً) لقاء غد أمام أوغسبورغ بشعور من "الحنين" نظراً إلى أنها مباراته الأخيرة على استاد أليانز أرينا في ميونيخ، في الجولة قبل الأخيرة من الدوري الألماني. وأكد هاينكس أنه لن يدّخر أياً من نجومه للقاء نهائي دوري الأبطال أمام بوروسيا دورتموند وقال: "سأدفع بفريق قد يكون هو الذي أدفع به في نهائي دوري الأبطال". وفيما يتعلّق بالاحتفال ببطولة الدوري الألماني أمام جماهيره في ملعب أليانز أرينا، أكّد المدرب أنه سيتجنّب المبالغة. وأكد الألماني: "بالتأكيد سنحتفل بشيء من التعقّل، كلّ منّا يعرف حدوده، لا يزال أمامنا مواعيد كبرى"، في إشارة إلى نهائي دوري الأبطال في 25 أيار/مايو ونهائي كأس ألمانيا أمام شتوتغارت في الأول من حزيران/يونيو المقبل في برلين. ستكون مباراة الغد الأخيرة لهاينكس بين جماهير النادي البافاري قبل أن يترك مكانه للإسباني بيب غوارديولا وذلك لأن بايرن يختتم موسمه الرائع خارج قواعده أمام بوروسيا مونشنغلادباخ. لكن هاينكس الذي قاد بايرن إلى لقب الدوري للمرة الثالثة والعشرين في تاريخه، يأمل العودة إلى هذا الملعب صباح الـ 26 من الشهر الحالي من أجل الاحتفال مع الجمهور باللقب الأغلى وهو دوري أبطال أوروبا حيث يتواجه النادي البافاري مع غريمه المحلي بوروسيا دورتموند في النهائي المقرر في 25 الحالي على ملعب "ويمبلي" في لندن. "إنه المدرب الفريد الحقيقي"، هذا ما قاله المدير التنفيذي لبايرن كارل هاينتس رومينيغيه عن هاينكس، في إشارة منه إلى اللقب الذي يطلق على المدرب البرتغالي لريال مدريد الإسباني جوزيه مورينيو. من المؤكد أن هاينكس خاض مع النادي البافاري موسماً استثنائياً سيبقى عالقاً في الأذهان لعقود قادمة، إذ نجح في قيادته إلى حسم لقب الدوري للمرة الثالثة والعشرين في تاريخه، محطماً في طريقه الكثير من الأرقام القياسية، بينها أفضل انطلاقة للموسم في تاريخ الدوري، وأول فريق يتوج بلقب بطل الخريف بعد مرور 14 مرحلة فقط على الموسم، وأول فريق يتوج باللقب قبل ست مراحل من نهاية الموسم، وأول فريق يحقق 27 انتصاراً في الموسم وصاحب أكبر عدد نقاط في موسم واحد (85 حالياً والرقم السابق 81 كان باسم بوروسيا دورتموند حققه الموسم الماضي). ويأمل بايرن أن ينهي الموسم وهو متقدم بفارق 21 نقطة عن أقرب ملاحقيه بوروسيا دورتموند (الفارق 20 حالياً) من أجل تحطيم الرقم القياسي في عدد النقاط بين البطل ووصيفه، وفي حال فوزه على أوغسبورغ سيحطم رقمه القياسي من حيث عدد الانتصارات على أرضه خلال موسم واحد بعد أن حطم الرقم القياسي لعدد الانتصارات خارج قواعده، وفي حال لم يخسر في مباراتيه الأخيرتين سيعادل الرقم القياسي من حيث  عدد الهزائم الأقل في الموسم (1) والأقل خارج قواعده (لم يخسر أي مباراة). كما أصبح من شبه المؤكد أن يودع هاينكس بايرن برقم قياسي آخر هو أقل عدد أهداف دخلت شباكه (14 هدفاً في حين أن الرقم السابق كان 21 باسم بايرن أيضاً حققه موسم 2007-2008)، بعد أن حطم الرقم القياسي من حيث عدد المباريات التي أنهاها بشباك نظيفة (20). وسيضيف بايرن رقماً قياسياً آخر دون أدنى شك هو الفارق بين الأهداف المسجلة وتلك التي دخلت شباكه (76+ حالياً والرقم السابق 64+). والإنجاز الأهم الذي يسعى هاينكس إلى تحقيقه قبل أن يقول وداعاً هو أن يجعل بايرن أول فريق ألماني يتوج بثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا، إذ بلغ أيضاً نهائي مسابقة الكأس الألمانية حيث يلتقي شتوتغارت في الأول من الشهر المقبل. "الآمال المعقودة أصبحت بالطبع كبيرة جداً"، هذا ما قاله القيصر فرانز بكنباور، الرئيس الفخري لبايرن، عن المهمة التي تنتظر غوارديولا بعد الموسم الرائع الذي قدمه النادي البافاري مع هاينكيس، مضيفاً: "الجميع يعتقد بأن كل شيء سيصبح أفضل عندما يأتي غوارديولا، من المؤكد أن هناك بعض الأشياء التي بإمكاننا تحسينها، شكل الفريق على سبيل المثال، لكن سيكون من الصعب عليه التفوق على ما تحقق هذا الموسم". من المؤكد أن المهمة أصبحت أصعب على غوارديولا خصوصاً بعد أن نجح بايرن في إذلال الفريق السابق للمدرب الإسباني برشلونة 7-صفر بمجموع مباراتي الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا. ما هو مؤكد أن هاينكس سيودع بايرن على أقله بلقب واحد أي الدوري الذي توج به مع النادي البافاري للمرة الثالثة بعد عامي 1989 و1990، وهو يأمل أن يتوج شخصياً بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية بعد أن رفع الكأس مع ريال مدريد عام 1998. يذكر أن هاينكس تسلم الإشراف على بايرن في آذار/مارس 2011 وللمرة الثالثة خلال مسيره التدريبي (دربه بين 1987 و1991 ومن 27 نيسان/أبريل 2009 حتى نهاية الموسم بعد إقالة يورغن كلينسمان).