برلين - د.ب.أ
رفض أعضاء مجلس المراقبين بنادي بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم الإثنين عرضاً من أولي هونيس رئيس النادي بالاستقالة من منصبه في ظلّ التحقيقات التي تُجرى معه حاليّاً بشأن اتّهامه بالتهرّب الضريبي. وتأتي التحقيقات الجارية حاليّاً من قبل ممثّلي الإدعاء في ميونيخ مع هونيس (61 عاماً)، بعدما قدّم كشفاً طوعيّاً عن طريق مستشاره الضريبي في كانون الثاني/يناير الماضي يتعلّق بحسابه بأحد البنوك السويسرية. وعرض هونيس على مجلس المراقبين فكرة التنحّي عن منصبه لحين انتهاء التحقيقات. ولكنّ مجلس المراقبين قرّر بالإجماع أن مصلحة النادي تقتضي استمرار هونيس في منصبه. ويأتي اجتماع مجلس المراقبين اليوم قبل أقل من ثلاثة أسابيع على خوض بايرن ميونيخ المواجهة المرتقبة مع بوروسيا دورتموند في نهائي ألماني خالص لدوري أبطال أوروبا على استاد "ويمبلي" الشهير بالعاصمة البريطانية لندن. وذكر النادي، في بيان له الإثنين أنّ هونيس أعرب عن أسفه بسبب هذه القضيّة وقدّم اعتذاراً لمجلس المراقبين. وأوضح البيان: "في حديثه إلى مجلس المراقبين، عرض أولي هونيس فكرة التنحّي مؤقّتاً عن رئاسة النادي لحين اتّخاذ السلطات المعنيّة القرار بشأن إعفائه من العقاب في ظلّ الكشف عن حسابه السويسري طوعاً". وأضاف البيان: "لصالح نادي بايرن ميونيخ والحاجة للتركيز فقط على تحقيق مزيد من الأهداف الرياضية للنادي من خلال نهائي دوري أبطال أوروبا في 25 أيار/مايو الحالي ونهائي كأس ألمانيا في أوّل حزيران/يونيو المقبل، وبعد مناقشات مكثّفة، اتّفق مجلس المراقبين بالنادي بالتشاور مع أولي هونيس على ضرورة استمراره في عمله". ويواصل مجلس المراقبين متابعة التحقيقات الدائرة على أن يعود لمناقشة القضيّة مع أي تطوّرات جديدة في الوضع. واستبعد هونيس، في مقابلة أجريت معه الأسبوع الماضي، استقالته من رئاسة النادي قبل نهائي دوري الأبطال". وذكرت تقارير إعلامية أنّ التصريحات توضّح أنّ هونيس قد يفكّر في التوقّف عن العمل رئيساً للنادي بعد نهائي دوري الأبطال أو بعد نهائي كأس ألمانيا. ويضمّ المجلس الإشرافي لبايرن، المكوّن من ثمانية أعضاء، رؤساء مجالس إدارة شركات ألمانية كبيرة تقوم برعاية النادي مثل شركات "أديداس" للملابس والمستلزمات الرياضية و"أودي" و"فولكس فاغن" للسيارات إلى جانب شركة الاتّصالات الألمانية "دويتشه تيليكوم". واستبعد فرانز بيكنباور، الرئيس الفخري لبايرن، في وقت سابق أن يقوم أعضاء مجلس المراقبين بإجبار هونيس على التنحّي. وصرّح بيكنباور لشبكة "سكاي" التليفزيونية في وقت متأخّر الأحد قائلاً: "إنّ الشخص الوحيد القادر على اتّخاذ هذا القرار هو أولي نفسه.. لن يرفع أي عضو بالمجلس الإشرافي صوته ليقول أي شيء سلبي. فالاحترام الذي يكنّونه لأولي أكبر من ذلك بكثير". يُذكر أنّ أسطورة الكرة الألمانية السابق بيكنباور، الذي شغل نفس منصب هونيس الرئاسي فيما بين عامي 1994 و2009، ليس عضواً بمجلس المراقبين. كما استبعد بيكنباور عودته لشغل منصب رئيس بايرن بشكل مؤقّت في حال رحيل هونيس. وقال بيكنباور: "لم أفكّر في هذا الأمر ولو للحظة واحدة، لذا فلا أعتقد أنه يمكن الاعتماد عليّ في ذلك". وكان هونيس، اللاعب السابق بصفوف بايرن ومنتخب ألمانيا الغربية، انتخب رئيساً لبايرن في 2009، بعدما أمضى ثلاثة عقود في منصب المدير العام للنادي. وفي 2012، أعيد انتخاب هونيس لفترة رئاسية ثانية تمتدّ لثلاثة أعوام. وأكّد في مقابلة معه الشهر الماضي، قبل كشف أمر تحقيقات التهرّب الضريبي، أنه ينوي الترشّح لفترة رئاسية ثالثة في 2015. وتأتي قضيّة تهرّب هونيس الضريبي وسط احتفال بايرن بواحد من أنجح مواسمه على الإطلاق فقد أحرز النادي البافاري لقب مسابقة الدوري الألماني (بوندسليغا) في زمن قياسي في السادس من نيسان/أبريل الماضي، كما نجح في تحطيم الرقم القياسي لرصيد النقاط التي يجمعها أيّ فريق في موسم واحد بالبوندسليغا ووصل بايرن كذلك لنهائي كأس ألمانيا، حيث يلتقي مع شتوتغارت أوّل الشهر المقبل. ونجح بايرن في التأهّل لنهائي دوري أبطال أوروبا للمرّة الثالثة خلال المواسم الأربعة الأخيرة في الأسبوع الماضي متفوّقاً 7-صفر على برشلونة الإسباني في مجموع مباراتي الذهاب والإياب بقبل نهائي البطولة.