لندن - أ.ش.أ
بعد طول انتظار، يبدو أن الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" قرر أن يتجه أخيرا للشروع فى تطبيق تكنولوجيا خط المرمى. ولم يكن اتحاد الفيفا هو الجهة الوحيدة التى قررت البدء فى تطبيق هذه التكنولوجيا الحديثة حيث أعلن القائمون على دورى الدرجة الاولى فى إنجلترا أنهم يعتزمون أيضا استخدام هذا النظام الجديد فى الموسم القادم. وأشار موقع "جيف مى فوتبول" الالكترونى المتخصص فى شئون كرة القدم فى تحليل له إلى أن موضوع تكنولوجيا خط المرمى كان قد طرح لأول مرة خلال بطولة كأس الأمم الإفريقية فى عام 2000 عندما لم يحتسب حكم مباراة نيجيريا والكاميرون التى أقيمت فى إطار الدور النهائى تلك البطولة هدفا من ضربة جزاء ترجيحية رغم ان الكرة كانت قد اجتازت خط المرمى بالكامل حسبما بدا واضحا من خلال الاعادة التليفزيونية من عدة زوايا مختلفة. كما شهدت السنوات العشر الأخيرة عدة وقائع كشفت فيها اللقطات التليفزيونية المصورة عن أنه قد جرى ارتكاب أخطاء واضحة، غير أنه لم يكن بمقدور أحد للاسف أن يغير ما حدث بعد أن قام أحد الحكام باحتساب هدف بطريق الخطأ أو أشار باستمرار اللعب على الرغم من دخول الكرة بشكل صحيح فى المرمى دون احتسابها هدفا. ويرى محبو كرة القدم أنه على الرغم من المميزات الكثيرة التى تتسم بها تكنولوجيا خط المرمى، إلا أن تطبيق هذا النظام بصورة فعلية استغرق فترة طويلة من الوقت وهو الأمر الذى يأسف له الكثيرون حيث يرون أن التأخر فى تفعيل النظام الجديد تسبب فى تبديد الكثير من الجهد والاهتمام فى الخلاف والمنازعة بدلا من توجيههما لتطوير اللعبة وتحسين النواحى الفنية بها. ويؤكد مؤيدو تفعيل تكنولوجيا خط المرمى أنه على الرغم من وجود أربعة حكام فى كل مباراة، من بينهم ثلاثة داخل أرض الملعب بالإضافة الى الحكم الرابع الذى يتواجد على الخط الخارجى ، إلا أن الأخطاء التحكيمية كثيرا ما تقع لأن نسبة حدوث خطأ بشرى دائما ما تكون نسبة مرتفعة ، ولذا فإن استخدام نظام تكنولوجى سوف يساعد فى القضاء على هامش الخطأ البشرى كما انه سيسمح بقراءة اكثر دقة لمجريات اللعب خاصة فيما يتعلق بالوقائع التى يثور بشأنها الكثير من الجدل أثناء المباريات. وثمة ميزة ثانية للنظام الجديد ألا وهى مساعدة الحكام فى اتخاذ قراراتهم ، فمنطقة الجزاء عادة ما تكون مكتظة باللاعبين إلى حد أن الحكم ومساعداه لا يتمكنون عادة من رؤية ما يحدث بداخلها بشكل واضح خاصة فى الالعاب التى لا يتضح فيها بشكل قاطع ما اذا كانت الكرة قد تخطت خط المرمى بشكل كامل ام لا ، وهو الأمر الذى يفتح الباب أمام لجوء الحكم إلى التخمين والاعتماد على حدسه الشخصى. ومن المؤكد أن استخدام نظام تكنولوجى دقيق ومحايد سوف يخفف من حدة الضغوط التى يتعرض لها الحكام أنفهسم وكذا من الهاجس الدائم الذى يساورهم من احتمال أن يتخذوا قرارات خاطئة حتى ولو كانت غير مقصودة مما سيعرضهم لعواقب وخيمة. ورغم أن تكنولوجيا خط المرمى لا تعتبر من الأمور ذات التكلفة المادية المحدودة فى حد ذاتها ، إلا أن البدء فى تطبيقها سوف يسهم فى القضاء على الكثير من التكاليف المالية غير المرغوب فيها. فكرة القدم لم تعد مجرد لعبة بل أنها باتت صناعة يتم فيها ضخ استثمارات تقدر بالملايين ، ومن ثم فإنه ليس من المقبول على الإطلاق أن يتسبب حكم اتخذ قرارا خاطئا فى إحداث تأثيرات هائلة قد تغير مسار التاريخ أو تؤثر على العلاقات بين الدول لمجرد أنه لم ير الملعب بشكل جيد. غير أن ثمة مشكلة أخرى تتعلق بعامل التكلفة المالية وهى أنه لن يتسن تطبيق تكنولوجيا خط المرمى فى بطولات الهواة وسائر البطولات ذات الأهمية المحدودة وهو الأمر الذى يعنى أن فرق وأندية الصفوة فقط هى التى ستستفيد من هذه التكنولوجيا التى لن يستطيع الأخرون تحمل تكلفتها. ولعل الميزة الأخيرة والأكثر أهمية للنظام الجديد هى أنه سيضمن تحقيق العدالة بين الكافة، فبعد أن دأب المشجعون ومسئولو الأندية على مدار السنوات الماضية على اتهام الحكام باتخاذ قرارات خاطئة او بالانحياز لصالح أو ضد فرق معنية، ستساعد تكنولوجيا خط المرمى فى القضاء على أى اتهامات بالانحياز أو المحاباة سواء كانت مقصودة أو غير متعمدة. واختتم موقع "جيف مى فوتبول" تحليله مؤكدا أن البدء فى تطبيق نظام تكنولوجيا خط المرمى سوف يكون بمثابة نعمة تعود بالنفع على كرة القدم بوجه عام حيث سيتوقف عشاق اللعبة عن المجادلة والخلاف حول مدى صحة هدف أو لعبة ما والتركيز بدلا من ذلك على الاستمتاع بجماليات كرة القدم، لاسيما وأن الجماهير على اختلاف الوانها ستكون متيقنة من أن النظام الجديد بات يكفل العدالة والنزاهة التامة للجميع.