رغم أن الانتصارات المتتالية التى حققها ريال مدريد فى إطار بطولة دوري أبطال أوروبا وتأهله إلى المربع الذهبي بعد تخطي فريق جالطا سراي التركي، إلا أنه ليس ثمة شئ أسعد عشاق النادى الملكى أكثر هذا العام من انتصاره فى مباراتى كلاسيكو متتاليتين وبفاصل زمنى بلغ خمسة أيام فقط على منافسه اللدود برشلونة. وذكرت مجلة وورلد سوكر المتخصصة فى شئون كرة القدم فى تحليل لها انه بعد تحقيق هذين الفوزين الغاليين ، بات مشجعو الريال شبه متيقنين بأن زمن البارسا قد ولى وان نجم ناديهم المفضل قد بزغ بقوة مرة أخرى إلى حد أنه سوف يتمكن من الفوز بلقب هذه البطولة المرموقة للمرة العاشرة فى تاريخه. وقال الصحفى الإسبانى البارز خوانما توريبا " إذا كان الهدف من وراء التعاقد مع خوسيه مورينيو فقط هو ذبح التنين الكتالوني ، فإنه يبدو أن هذا الهدف قد تحقق بالفعل". ورغم أن البارسا يتجه الآن نحو التتويج ببطولة الدورى الإسبانى بفارق يصل حتى الآن الى 13 نقطة عن الريال ، إلا أن الكثيرين من عشاق النادى المدريدى يرون أن ميزان القوة قد مالت كفته مرة أخرى لصالحهم حيث تعد هذه هى المرة الأولى منذ عام 2008 التى يتمكن فيها ريال مدريد من انزال الهزيمة ببرشلونة فى مباراتين متتاليتين. وقال ايتور كارانكا مساعد مدرب ريال مدريد "إن الهزيمة التى الحقها بنا برشلونة بخمسة أهداف للا شئ فى نوفمبر 2010 تسببت لنا فى الكثير من الايذاء والضرر، غير أننا نشعر الأن بأننا قادرون على مواجهة خصمنا العتيد، وأن نكون ندا قويا له". وفيما يتعلق بمباريات الدربى بين الناديين ، اختلف الوضع تماما عما كان عليه قبل أعوام قلائل ، حيث أنه لم يعد بمقدور البارسا أن يتصور أنه قادر على التفوق علينا بسهولة".ولعل الشئ الأكثر أهمية من فوز الريال مرتين متتاليتين وبفارق خمسة أيام فقط على برشلونة هو أن النادى الملكى حقق هذين الانتصارين عن جدارة واستحقاق بالفعل. ففى كلتا هاتين المباراتين ، لم يتمكن الاسطورة ليونيل ميسى الا من تسديد الكرة مرة واحدة فقط على المرمى وسنح للاعبى الريال عددا من الفرص يزيد كثيرا عن تلك التى سنحت لمنافسيهم كما بدا ضعف خط دفاع البارسا واضحا وافتقد لاعبوه أهم ما كان يميزهم دائما إلا وهو الاداء بصورة مبتكرة وغير متوقعة. وقد دفعت هذه الهزائم التى منى بها برشلونة أمام ريال مدريد وكذا أمام ميلان الإيطالى الكثيرين إلى الخوض فى منطقة محرمة لم يجرؤ أحد على أن يطأها من قبل ألا وهى التساؤل حول التأثير الكبير الذى خلفه غياب المدرب تيتو فيلانوفا على الفريق. وحرص مسئولو البارسا فى السابق على الا يخوضوا كثيرا فى موضوع تلقى فيلانوفا للعلاج فى الولايات المتحدة بسبب اصابته بمرض السرطان فى محاولة لاظهار التقدير والاحترام له وحفاظا على خصوصيته كما أنهم عمدوا إلى عدم التحدث على الإطلاق عن أثر غيابه على الفريق من الناحية الفنية حيث ارتأوا أن ذلك سوف ينطوى على نوع من الغلظة لان الأمر الأكثر أهمية الأن هو حالته الصحية. غير أنه بدا واضحا فى الفترة الأخيرة أن غياب فيلانوفا كان له أبلغ الأثر على مستوى أداء برشلونة كما أنه برهن على عدم صحة الأراء التى كانت ذهبت على مدار السنوات الأربع الاخيرة إلى أن لاعبى البارسا المتميزين ربما لا يكونون فى حاجة الى مدرب على الاطلاق حيث يكفيهم الاعتماد فقط على مواهبهم الفطرية ومهاراتهم الفنية العالية. الا انه ثمة امر مؤكد تماما الان الا وهو ان الريال مدريد قد استعاد مستواه العالى على الساحة الكروية الاسبانية بعد أن تمكن أخيرا من ذبح التنين الكتالوني الذى ظل عصيا عليه لفترة طويلة. ويرفع هذا الأمر من الروح المعنوية لجماهير "الأبيض" التي ترى مع وصولها إلى المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا أنها أوشكت على الظفر باللقب المستعصي منذ سنوات ، حتى وإن واجههوا برشلونة في النهائي.