فى الوقت الذى يقر فيه الفرنسيون بأنهم دائما ما يكنون مشاعر متباينة تجمع ما بين الحب والكراهية فى آن واحد تجاه البريطانيين، أدى وصول أسطورة كرة القدم الإنكليزية ديفيد بيكهام إلى باريس لتفاقم حدة هذه المشاعر المختلطة. فمن ناحية، رحب عشاق كرة القدم الفرنسيين بتوقيع بيكهام لنادى باريس سان جيرمان حيث قالوا "إن ذلك يعنى أن مدينتهم ذات الطابع الراقى سوف تحتضن أكثر الرجال أناقة على وجه الأرض كما أن سان جيرمان سوف يصبح واحدا من أكثر الأندية أناقة فى العالم. من ناحية أخرى ، يرى البعض الأخر أن العقد الذى وقعه بيكهام مع النادى الفرنسى لمدة خمسة أشهر لا يعدو سوى أن يكون لعبة من العاب العلاقات العامة ومحاولة للمراوغة والإفلات من الضرائب دون أن يكون لها أى مردود على الإطلاق من الناحية الفنية الكروية. وأشارت مجلة "وورلد سوكر" المتخصصة فى شئون كرة القدم ، إلى أن بيكهام نفسه تعامل مع الضجة التى أثارها وصوله إلى فرنسا بنفس طريقته المعتادة، الا وهى التصرف بصورة مهذبة وهادئة للغاية إلى حد أنه يبدو غير عابئ بتلك الضجة على الإطلاق، وليس ثمة شك فى أن انضمام بيكهام إلى سان جيرمان أدى إلى تعزيز صورة هذا النادى الباريسى على المستوى الدولى. فبعد ليونيل ميسى وكريستيانو رونالدو، لا يوجد أى لاعب كرة قدم أخر فى العالم يتمتع بجاذبية خارقة لدى أجيال عدة وفى قارات مختلفة سوى هذا الأسطورة الإنكليزى. فبيكهام يتمتع بالشهرة فى كل مكان ليس فقط كلاعب كرة قدم ولكنه معروف فقط لمجرد أنه ديفيد بيكهام ولأن أى شئ يفعله عادة ما يحظى بتغطية إعلامية واسعة النطاق فى شتى أنحاء العالم. ويرى خبراء الدعاية والإعلام أن هذا هو المقصد الحقيقي الذى سعى باريس سان جيرمان من أجل الوصول إليه عندما تعاقد مع بيكهام فى محاولة من جانب مسئولى النادى للترويج له وزيادة شهرته على الصعيد العالمى. وفيما يتعلق بالناحية الكروية، أكد مسئولو سان جيرمان أن بيكهام سيكون بمثابة إضافة فنية فى الوقت الذى يسعى فيه ناديهم لرسم ملامح مستقبل مشرق جديد له فى عالم الكرة. فبعد أن أسهم النجم الإنجليزى على مدار خمسة أعوام كاملة أمضاها فى نادى لوس أنجلوس جالاكسى فى صنع المشروع الطموح الذى أسسه هذا النادى الأمريكى ، حان الوقت الأن له كى يشارك فى صنع أمجاد ناد أخر ولكنه هذه المرة فى فرنسا. غير أن البعض يرى أن بيكهام البالغ من العمر سبعة وثلاثين عاما لن يتمكن من تحقيق الشئ الكثير لباريس سان جيرمان، إلا أن مسئولى النادى يقولون إنهم لا يطلبون منه أن يشارك فى المباريات منذ بدايتها وحتى صافرة النهاية، لاسيما وأن خط وسط الفريق مكتظ بالكثير من اللاعبين المتميزين أمثال جيريمى مينيز وماركو فيراتى ولوكاس مورا والذين كانوا قد قدموا إلى فرنسا بعد أن أسهمت أموال القطريين فى إعادة سان جيرمان إلى الساحة العالمية مرة أخرى فى عام 2011. ورغم أن أراء المشككين فى قدرات بيكهام الفنية وقد شارفت مسيرته الكروية على الانتهاء ربما تكون لها وجاهتها ، إلا أنه ليس ثمة شك فى أن بيكهام يستطيع أن يحقق لناديه الباريسى الجديد أشياء لا يمكن لأى من لاعبيه الأخرين تحقيقها حيث أن أحدا لا ينكر أن أى لاعب أخر لا يحظى بنفس القدر من الجاذبية والاهتمام اللذين دائما ما يحيطان " بالفتى الانجليزى المحبوب ديفيد "اينما ذهب.