تلوح في الأفق أزمة جديدة تهدد استقرار الكرة السعودية وتعلق بأزمة الرعاية الرياضية لأندية كرة القدم السعودية المحترفة والتي باتت تمثل الحدث الأبرز في الوسط الرياضي السعودي خاصة بعد اقتراب عقود أندية كبيرة مثل الاتحاد وغريمه التقليدي الأهلي والشباب والنصر من النهاية. وجاء الاجتماع الشهير الذي عقد الجمعة الماضية في منزل رئيس هيئة أعضاء الشرف بنادي الأهلي الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز بحضور رؤساء الأندية المذكورة ليؤكد على أن هناك خطر يهدد الأندية السعودية في مستقبلها القريب. وتنتهي عقود الرعاية الخاصة بالأندية السعودية الأربعة خلال أشهر قليلة مع شركة الاتصالات السعودية التي ترعاهم منذ نحو خمسة أعوام مع العلم بأن المبالغ المالية التي تدفعها الشركة للأندية الأربعة تتراوح ما بين 38 مليون ريال إلى 45 مليون ريال. لكن أنباء متزايدة في الأسابيع الماضية أشارت إلى أن شركة الاتصالات السعودية بصدد الاكتفاء بناد واحد وصرف النظر عن التجديد للأندية الثلاث الأخرى. وخرج اجتماع الجمعة الماضي بتشكيل لجنة من الأندية الأربعة للاجتماع مع شركة الاتصالات والتباحث بشأن مصير الرعاية الرياضية والرغبة في زيادة العقود الرعائية رغم أن الشركة تفكر في تقليص نفقات العقود والاكتفاء برعاية الفريق الكروي الأول وليس النادي الرياضي بكافة ألعابه. وفضلت شركة الاتصالات السعودية في الفترة الأخيرة التكتم في أي شأن يخص مستقبلها مع الأندية السعودية ورفض مسئولوها مرارا الإدلاء بأي تصريحات لوسائل الإعلام الرياضية دون أسباب واضحة ، وهو ما يزيد من الخطر الذي تشعر به الأندية السعودية المهددة. وخلال الاجتماع الأخير ، طالب الأمير خالد بن عبد الله رؤساء الأندية الأربعة بضرورة توحيد الكلمة والمواقف والاتفاق على ألا تقل مبالغ الرعاية الرياضية للأندية الأربعة ، بل أن يتم مضاعفة الرقم الحالي الذي لا يتجاوز 45 مليون ريال سعودي في العام الواحد، وتستأثر شركتان تعملان في مجال الاتصالات برعاية خمسة أندية سعودية حيث انفردت شركة موبايلي "اتحاد اتصالات" السعودية برعاية فريق الهلال السعودي بعقد رسمي تتجاوز قيمته الـ62 مليون ريال. وتزيد قيمة العقد في حال فوز الفريق الكروي ببطولات محلية أو خارجية حيث تصل القيمة وقتها إلى نحو 85 مليون ريال  فيما يلمح المسئولون في نادي الهلال إلى أن العقد المقبل يجب ألا تقل قيمته عن مئة مليون ريال في العام الواحد وسط صمت كبير من مسئولي شركة موبايلي الذين عادة ما يشيدون بالاحترافية الادارية لنادي الهلال في تعاملها معهم. وتتباين ميزانيات الأندية السعودية الكبرى مثل الهلال والنصر والأهلي والاتحاد والشباب ما بين الـ130 مليون ريال كحد أعلى وحتى الـ100 مليون ريال كحد أدنى ، وهو ما يعني أن هذه الأندية تواجه عجزا في ميزانياتها إذ تعتمد في 45% من ميزانياتها على دفعات شركات الاتصالات فيما تغطي النسبة المتبقية من الميزانية التي تصل إلى 55% من خلال تبرعات أعضاء الشرف وحقوق النقل التلفزيوني وتذاكر المباريات ومنتجات النادي وأخيرا الدعم الحكومي الذي بدا ضعيفا في السنوات الأخيرة ولا يحقق تطلعات الأندية السعودية ولا يتناسب مع مشاركاتها الخارجية.