القاهرة - صوت الامارات
تترقب العاصمة القطرية الدوحة فعاليات بطولة العالم لألعاب القوى هذا العام، كنوع من التحديات الصعبة، على طريق الاستعداد لبطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم المقررة في قطر.
وتمثّل بطولة العالم لألعاب القوى 2019 غاية ووسيلة في آن واحد بالنسبة للمنظمين في قطر.
وعلى الرغم من استضافة قطر العديد من البطولات متفاوتة الأحجام والأهمية على مدار السنوات الماضية، والنجاح الكبير الذي حققته في استضافة هذه الأحداث والمنافسات العالمية، تمثل بطولة العالم لألعاب القوى اختبارا كبيرا وتحديا حقيقيا لكونها البطولة الأكبر على مستوى جميع المنافسات العالمية بعد دورات الألعاب الأولمبية.
وتنتظر قطر مشاركة أكثر من 3500 رياضي ورياضية في هذه النسخة من البطولة حيث يمثلون أكثر من 200 دولة.
وتمثل بطولة العالم للقوى فرصة فريدة لوضع أي بلد مضيف على خريطة العالم الرياضية نظرا لمشاركة هذا العدد الكبير من الرياضيين والرياضيات في البطولة وهو ما ينطبق أيضا على قطر حيث تعتبر البطولة اختبارا للعديد من الإمكانيات والبنية الأساسية الرياضية المتوفرة والتي تعتبر إرثا مهما لدولة قطر.
وتقام معظم فعاليات البطولة على استاد خليفة الدولي الذي أعيد افتتاحه قبل عامين ليكون أول الاستادات الجاهزة لبطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم في قطر.
وفي المقابل ، سيقدم سباق الماراثون أيضا تجربة فريدة للمشاركين فيه من كل أنحاء العالم حيث يقام السباق هذه المرة ليلا على كورنيش الدوحة وهو ما يعطي المتسابقين حافزا أكبر على تقديم جهد أفضل في المنافسة على لقب السباق الأشهر في بطولات العالم للقوى.
ومع كثرة عدد المشاركين في البطولة والمعايير العالمية المحددة للاستضافة ، ستكون هذه البطولة بمثابة شهادة نجاح جديدة للإمكانيات التي توفرها قطر في المجال الرياضي.
كما ستكون هذه البطولة فرصة مثالية للترويج السياحي لقطر حيث توفر فنادق قطر نحو 20 ألف غرفة وتوجد معظم الفنادق بالقرب من الحي التجاري بمدينة الدوحة وعلى مسافة قريبة للغاية من استاد خليفة.
وإضافة لهذا ، يتواجد استاد خليفة في منطقة أسباير وهو ما يتيح استغلال الملاعب والإمكانيات العالية لأكاديمية "أسباير" للتفوق الرياضي وكذلك مستشفى أسبيتار المتميزة التي شهدت في الأعوام الماضية علاج العديد من نجوم العالم في مختلف الرياضات.
وكانت الدوحة تقدمت في 2014 بطلب استضافة هذه البطولة ووقع الاختيار عليها لتصبح المدينة المضيفة وتصبح أول مدينة في منطقة الشرق الأوسط تحظى بشرف تنظيم هذه البطولة متفوقة على مدينتي يوجين الأمريكية وبرشلونة الإسبانية.
ولكن بطولة العالم لألعاب القوى لا تمثل غاية فقط وإنما تعتبر وسيلة لمزيد من النجاحات حيث يمنح النجاح في استضافة هذه البطولة مزيدا من الثقة بالدوحة وقدرتها على تنظيم أكبر الفعاليات إضافة لإمكانية البناء على هذا النجاح في طلب استضافة أول دورة أولمبية بمنطقة الشرق الأوسط إذا رغب المنظمون في ذلك ولاسيما أن الدوحة سبق لها استضافة دورة الألعاب الأسيوية التي شهدت مشاركة أعداد من الرياضيين والرياضيات ربما تفوق نظيرتها في الدورات الأولمبية.
كما تبرز بطولة العالم للقوى، والتي تستضيفها قطر من 27 أيلول/سبتمبر إلى السادس من تشرين أول/أكتوبر المقبلين ، كمحطة مهمة للغاية على طريق الاستعداد لمونديال 2022 سواء من خلال اختبار الاستعدادات المختلفة أو صقل الخبرات في عملية التنظيم أو معالجة أي سلبيات قد تظهر من خلال تنظيم بطولة بهذا الحجم.
ويزيد عدد الرياضيين المشاركين في مونديال القوى كثيرا عنه في مونديال 2022 وهو ما يعتبر فرصة لاختبار إمكانيات الاستضافة بشكل أكبر قبل ثلاث سنوات على موعد المونديال الكروي.
كما سيكون مونديال القوى اختبارا مميزا لإمكانيات استاد خليفة أحد الاستادات المضيفة لمونديال 2022 إضافة لاختبار عدد من منشآت التدريب.
ويعتمد منظمو مونديال القوى (الدوحة 2019) على عدد كبير من المتطوعين الذين يمكن صقل إمكانياتهم وإكسابهم المزيد من الخبرات للمشاركة فيما بعد في مونديال 2022 لاسيما وأن المتطوعين أصبحوا من أهم العناصر والأعمدة في نجاح أي بطولة أو دورة أولمبية أو منافسات قارية.
كما يمنح مونديال القوى المنظمين في قطر فرصة جيدة لاختبار قدراتهم في التعامل مع أعداد كبيرة من المشجعين الأجانب في منافسات رسمية سواء على مستوى الدخول والخروج من الاستادات وتأمين المشجعين والانتقالات أو على مستوى الإقامة.
وسبق لدحلان الحمد رئيس الاتحاد الأسيوي لألعاب القوى نائب رئيس الاتحاد الدولي للعبة، والذي يشغل أيضا منصب مدير عام اللجنة المنظمة للبطولة ، أن أكد في تصريحات لموقع الاتحاد الدولي على الانترنت : "الرياضة تتعلق بربط الناس وتقريب الجميع وتبادل حبهم للعبة".
وأضاف أن هذه البطولة ستشهد تواجد مزيد من الجنسيات والجاليات في الدوحة أكثر من أي وقت مضى وهو ما يعد علامة فارقة .
ولهذا ، تسعى اللجنة المنظمة لتسخير كافة الإمكانيات لهذه البطولة التي تعتبر خطوة مهمة أيضا على طريق الاستعداد لمزيد من البطولات في قطر من بينها كأس العالم 2022 لكرة القدم.
قد يهمك ايضاً :
مدربو البوندسليغا يتوقعون فوز بايرن باللقب مجددًا
الصحافة العالمية تكشف الصراع الأوروبي علي محمد الشناوي حارس الاهلي