الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية

 قام الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية اليوم، بافتتاح مركز قطر الرياضي في مدينة  شيراكاوا في واحدة من المناطق التي كانت الأكثر تضررا من زلزال وتسونامي اليابان عام 2011، ضمن مشاريع صندوق الصداقة القطري الذي انطلق بمبادرة وتوجيه من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى نحو الشعب الياباني لدعم جهود الإغاثة في أعقاب الزلازل والتسونامي التي ضربت شرق اليابان.

ويأتي ذلك في إطار تعزيز جسور الصداقة والتعاون بين دولة قطر ودولة اليابان وشعبيهما، و إذكاء روح الأمل لدى الضحايا وإدارة المساعدات بطريقة سريعة وفعّالة.
 
وقد مول صندوق الصداقة القطري المشروع والذي بلغت تكلفته الإجمالية حوالي 5.8 مليون دولار أمريكي، وسيستفيد منه قرابة 150 ألف شخص بين الرياضيين الناشئين وطلاب المدارس، و يتمتع المركز بمنشآت رياضية حديثة وآمنة قادرة على إحتضان المسابقات المحلية والأنشطة الرياضية المختلفة وتوفير الرعاية الصحية، حيث يحتوي على مضمار خارجي للجري، واستاد ومركز رياضي وصالة العاب رياضية في مجمع داخل مدينة شيراكاوا في ولاية مياجي.

وقال وزير الخارجية في كلمة له خلال الافتتاح، "إن الزلزال الذي ضرب شرق اليابان غير حياة الملايين من البشر من حيث المسكن، وسبل العيش وسلبهم الشعور بالأمان، وتحديداً لسكان ولاية فوكوشيما عنى ذلك انتكاسةً ليس فقط في طريقة عيش الأفراد بل أيضاً في صلب المجتمع الأهلي ونظمه."

وأضاف ، "أننا نحتفل اليوم بإطلاق منشأة شيراكاوا الرياضية التي تعتبر صرحاً مهماً في إعداد المجتمع لحياة صحية ومنتجة.
 
كما ونحتفل أيضاً بعمق الشراكة والصداقة التي تجمع الشعب القطري والياباني، وبروح الثقة المتبادلة والتعاون الوثيق والذي يتجسد بمشاريع صندوق الصداقة القطري والذي أنشئ بتوجيه من حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى".

وأكد أن، "شعبي قطر واليابان يقدران الرياضة ويسعيان إلى الحفاظ على صحة بدنية وعقلية لأفرادهما"، مؤكداً أن هذا المركز يمثل إرادة الحياة لدى سكان المنطقة  كباراً وصغاراً وشغفهم الدائم بالرياضة وبناء المجتمع.

"فهي تصقل الجسد وتزكي النفس وتسمو بالفكر، وتعزز روح المنافسة، كما أنها قادرة على التقريب بين الناس ورفع مستوى الإنتاجية لدى الفرد والجماعة" حسب تعبيره.

وأعرب سعادته عن أمله بأن يساهم هذا المشروع في نهضة المنطقة وإعادة إعمارها من خلال تأهيل الافراد وتوحيدهم. و تمنى النجاح لهؤلاء الشباب وأن يشاركوا في المستقبل القريب في فعاليات مونديال 2022 والذي ستستضيفه دولة قطر.

وجدد سعادته، "وقوف الشعب القطري دائما جنباً إلى جنب مع أصدقائنا اليابانيين وشدد على استمرار هذه المودة والصداقة بيننا والممتدة لأكثر من أربعين عاماً".

وتعتبر الرياضة في مدينة مياجي جزءاً لا يتجزأ من تركيبة المدينة، إلا أن الكارثة الطبيعية التي دمرت صالة الألعاب الرياضية أدت أيضا إلى استغلال مرافق المركز الأخرى كمركز لإيواء العائلات النازحة جراء كارثة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية.

ويحتوي المركز على منشأة رياضية داخلية تحت اسم "العنابي بلازا" وذلك نسبة إلى اللون العنابي الموجود في علم دولة قطر والإسم الذي يطلق على الفرق الرياضية القطرية. وتتميز هذه الصالة الداخلية ببيئة تفاعلية آمنة صممت خصيصا لتلبية احتياجات الأطفال الصغار وعائلاتهم.

وفي بداية العام المنصرم، تم الاحتفال بإعادة بناء الملاعب الخارجية من خلال تنظيم فصل خاص بألعاب القوى لمئتي طالب من المرحلتين الإعدادية والثانوية. كما اعتمد مضمار المركز في سبتمبر من عام 2014 كجزء من ماراثون شيراكاوا.

وكان لكرة القدم نصيبها أيضا حيث استضاف المركز في شهر ديسمبر الماضي نجمي الكرة اليابانية تتسوجي شيرتاني وماساهيرو فوكودا اللذين قاما بتدريب حوالي 200 طالب.

ومن جهته، أشار فوكوشيما السيد كازوهيسا كاواموتو المشرف على المضمار والملاعب والمدرب الأولمبي إلى أنه يطمح بأن يعرف الشباب على القيمة الحقيقية لممارسة الرياضة وما يمكنها أن تقدم لهم من سعادة ومستقبل أكثر إشراقا، مؤكداً على أهمية الإنضباط والإلتزام بالتمارين وأثرهما على مستقبلهم الرياضي.

كما تم تكريم الطلاب المتميزين الذين شاركوا في فعالية كرة القدم التي نظمت في شهر ديسمبر 2014، وذلك بحضور سعادة سفير دولة قطر لدى اليابان وسفير النوايا الحسنة لصندوق الصداقة القطري السيد تتسيوا بيشو.
 
وعبر عمدة مدينة شيراكاوا السيد كازوا سوزوكي عن امتنانه لما يقدمه صندوق الصداقة القطري من جهود في مجال إعادة إعمار المدينة، وأضاف قائلاً "بفضل دعم الصندوق، أصبح من الممكن إطلاق مثل هذه المنشأة الرياضية.
 
ومما لا شك فيه، بأن هذا المشروع هو بمثابة خطوة إلى الإمام نحو إعادة بناء المدينة."

بدوره نوّه السيد بيشو سفير النوايا الحسنة للصندوق بالعلاقات بين دولة قطر واليابان واصفاً إياها "بالتاريخية" وبأن المشاريع التي يقيمها صندوق الصداقة القطري من شأنها أن تعزز الترابط الأخوي في شتى المجالات مثل التعليم، والثقافة، والتنمية، والتبادل التجاري.

وختم الحفل بحدث جانبي تضمن جمع أكبر عدد من المشاركين في تاريخ لعبة الكينداما اليابانية التقليدية وذلك  لتسجيل رقم قياسي جديد في موسوعة غينيس العالمية.

تجدر الإشارة إلى،أنه أعلن عن إنشاء مركز قطر الرياضي منتصف عام 2013.

وسبق الإحتفال بيوم واحد افتتاح مركز قطر للعلوم في جامعة توهوكو.