عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسـر عبد ربه

أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسـر عبد ربه أن إعلان وزيـر الخارجية الأميركي جون كيري عن اتفاق مع الأردن حول المسجد الأقصى المبارك، لن يؤدي إلى إخماد الهبة الجماهيرية المتواصلة في الأراضي الفلسطينية في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح عبد ربه في مقابلة خاصة مع "صوت الإمارات"، أن الفلسطينيين مصرون على ضرورة العودة إلى ما كان عليه الوضع في المسجد الأقصى قبل عام 2000، ووقف أية إجراءات إسرائيلية لفرض تقسيم زماني ومكاني في المسجد.

وأفاد بأن أفكار كيري لم تحمل جديدًا وأعادت تسويق ذات الأفكار القديمة دون أن تساهم في فتح أفق سياسي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أن القدس والمقدسات والحفاظ على الوضع القائم التاريخي، ووقف اعتداءات المستوطنين، هي الخطوات الأولى التي يجب أن يقوم بها الجانب الإسرائيلي، قبل أي عمل.

واعتبر أنه يتعين على كيري التحلي بإرادة وشجاعة سياسية بإدانة الإجراءات والإعدامات الإسرائيلية والدعوة إلى إنهاء الاحتلال فورًا بدلًا من محاولة تسويق بضاعة بالية.

ودعا عبد ربه إلى مؤتمر وطني فلسـطيني يضم كل القوى والفعاليات، لبحث خطة وطنية للدفاع عن مدينة القدس، مؤكدًا أن الزيارات اليهودية للأقصى هي وسيلة تحايل إسرائيلية قديمة، وكما عبر عنها أحد المتطرفين اليهود بأن الزيارة تحتوي على صلاة، وهي غطاء لممارسة شعائر دينية، وهذا كله يأتي من باب الألاعيب.

وتبع عبد ربه: "نتنياهو يريـد القيام بخطوات عملية بهـدف الوصول إلــى تكريس شــرعية دور الحكومة الإسـرائيلية في التدخل بالأقصى وشـرعية وجود اليهود اليومي فــي المســجد، ولو كان تحت اسم الزيارات، وشــرعية تقاسم الأقصى فيما بعد زمانيًا ومكانيًا، وهذا هو فحوى ما سمي باتفاقيات أو تفاهمات نتنياهو وكيري".

وأردف: "لا أعتقد أن تفاهمات من هذا القبيل يمكن أن تؤدي إلى إضعاف الهبة الشـعبية، أو القضاء عليها بل على العكس، الوعي السائد الآن لدى كل القطاعات الشعبية والجمهور الفلسطيني على نطاق شامل هــو أن ما تم مجــرد خديعة إسـرائيلية جديدة، وأن ذلك يسـتدعي مواصلة الكفاح الوطني والشعبي بجميع أشكاله المتاحة والتصدي إلى هـذه السياسة التي تم فيها العمل لتهويد القدس والأقصى".

وأضاف عبد ربه: "على الصعيد السياسي نحـن بحاجة إلى تنسـيق أفضل بيننا وبين الأشقاء العــرب وخصوصًا الأردن، وبحاجة إلى أن لا نعتمد على هذا الشـيء المسمى وساطة أميركية، بل أن نتجه مباشـرة إلى مجلس الأمن الدولي وكل الهيئات والمؤسسـات الدولية وأن نتقدم بشكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية".

وأكد على ضرورة عقد مؤتمر وطني يضـم كل الفعاليات والقــوى الوطنية الفلســطينية بما يشــمل جميــع أرجاء الوطن، في القدس والضفة وغزة وفي الشــتات لبحث خطة وطنية فلسـطينية للدفاع عن القدس بكل الوسـائل والإمكانات".

وأشار عبد ربه إلى أن الهبة الشعبية المستمرة للفلسطينيين منذ مطلع الشهر الجاري تعتبر ردًا طبيعيًا ونتاجًا لمجمل الإجراءات الإسرائيلية وفقدان الأمل بانتهاء الاحتلال وانسداد أفق العملية السياسية.