صالح زيدان

أكد عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديمقراطية" صالح زيدان، أنَّ حكومة الاحتلال الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تعمل على تعميق الانفصال بين قطاع غزة والضفة الغربية من خلال تشجيع إقامة دولة غزة عبر محاولة تقديم إغراءات لحركة "حماس" في محاولة لجرها إلى مقايضة بين تهدئة خمسة أعوام أو أكثر مقابل تخفيف إجراءات الحصار بأشكاله المتعددة.

وأوضح زيدان في مقابلة مع "صوت الامارات" أنَّ ملف المصالحة الفلسطينية مجمد بحكم الآليات الثنائية بين حركتي "فتح" و"حماس" وتغليب المصالح الفئوية للطرفين على المصلحة الوطنية العامة والرهانات على بعض السياسات الإقليمية والدولية.

وأضاف أنَّ "غزة تعيش منذ 8 أعوام آلام وعذابات كبيرة نتيجة الانقسام المتواصل والعدوان والحصار الجائر مما يتطلب الإسراع في تحقيق المصالحة باعتبارها طريق الخلاص، والمدخل الحقيقي لتشكيل جبهة فلسطينية عربية لرفع الحصار الإسرائيلي الجائر".

وشدد على أنَّ وضع غزة لا يحتمل الانتظار، لافتًا إلى أنَّ الوضع ينذر بالانفجار الشديد، داعيًا الشقيقة مصر إلى فتح معبر رفح بشكل يومي واعتيادي يسهل حركة المسافرين ويمكِّن من معالجة الجوانب الإنسانية والتخفيف من التردي المريع للأوضاع المعيشية والاقتصادية لحوالي مليونين من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة.

وكشف زيدان عن اتصالات تجريها "الجبهة الديمقراطية" مع أطراف فلسطينية متعددة لإجراء حوار وطني في غزة بمشاركة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركتي "حماس" و"الجهاد" بهدف تفعيل حكومة التوافق الوطني وإزالة العقبات من أمامها وبخاصةً حل مشكلة الموظفين واستلام الحكومة للمعابر وأيضصا الشروع بحل المشكلة الأمنية والقضايا العالقة.

ودعا زيدان إلى عقد اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير لتطبيق كل بنود اتفاقات المصالحة وصولا إلى انتخابات تشريعية ورئاسية والمجلس وطني على أساس التمثيل النسبي الكامل، ووضع استراتيجية وطنية ونضالية ترتكز على مقررات المجلس المركزي في دورته الأخيرة في مطلع آذار/ مارس الماضي.

وأبرز أنَّ الموقف الأساسي للجبهة يتمثل في أنها ضد السياسات الانقسامية أو التي تعمق الانقسام لدى حركتي "فتح" و"حماس" بما فيها ضرورات وقف التراشق الإعلامي وأيضًا أسلوب المعالجة الثنائية العقيم في إنهاء الانقسام والعمل من أجل مشاركة وطنية في التعاطي مع ملف المصالحة باعتباره الضمانة لإعلاء المصالح الوطنية والتقدم على طريق إنهاء الانقسام.

ونوَّه بضرورة الضغط الوطني والشعبي باعتباره الوسيلة التي تمكن من تطبيق اتفاقات المصالحة، مشيرًا إلى أنَّ قطاع غزة يعيش بالدرك الأسفل من الجحيم بسبب الأوضاع القاسية والظروف المعيشية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة، بجانب انعدام الأفق السياسي واستمرار الانقسام الفلسطيني.

وحول موضوع توحيد اليسار الفلسطيني، أكد زيدان أن "هذا الأمر ما زال حاضرًا ومدار تداول بين أطراف اليسار؛ لكنه بحاجة إلى تكثيف الجهود والتعاطي الجدي من كل أطراف اليسار مع تطوير ووحدة العمل المشترك وعدم اليأس من فشل المحاولات السابقة".

وأضاف: "لا يوجد ما يمنع تكوين جبهة موحدة من قوى اليسار الفلسطيني للتصدي لحالة التراجع في المشهد الفلسطيني بسبب الانقسام، وقيادة الشارع الفلسطيني للضغط على طرفي الانقسام من أجل إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة الوطنية"، موضحًا أنه يمكن التغلب على الاختلاف البسيط في برامج قوى اليسار الفلسطيني، وتكوين جبهة موحدة لحاجة الواقع الفلسطيني لهذا الأمر والى التوحد بين كل الأطر الفلسطينية".