رئيس وزراء مصر الأسبق عصام شرف

عبَّر رئيس وزراء مصر الأسبق، عصام شرف، عن دهشته من الاتهامات التي يوجهها البعض لثورة 25 يناير، مؤكّدًا أنها كانت شعبية بامتياز، لافتًا إلى أن بعض أصحاب المصالح الضيقة من رموز نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك يدعون أنها مؤامرة.

وأكَّد شرف لـ"صوت الإمارات"، أن المجتمع المصري عانى من تدهور حاد في الأوضاع المعيشية خلال فترة حكم مبارك، وتفشى الفقر والبطالة وتدهورت الخدمات الصحية والتعليمية، فضلا عن سوء تعامل الأجهزة الأمنية مع المواطنين، وانخراطها في حماية النظام.

وبيّن رئيس وزراء مصر الأسبق، أن انتخابات البرلمان عام 2010 شهدت عمليات تزوير فجة لصالح أعضاء الحزب الوطني المنحل، إلى جانب تراجع حرية الرأي والتعبير، ما أدى إلى خروج الملايين في الشوارع للمطالبة بإصلاحات جذرية احتجاجًا على الأوضاع المعيشية الصعبة.

وأوضح أنه تولى رئاسة الحكومة بعد ثورة شعبية بناء على مطالب الجماهير، وحاول السعي جاهدًا إلى تحقيق تطلعات الشعب المصري، موضحًا أن مصر كانت تعاني من تدهور حاد في الاقتصاد والاستثمار والموارد، فضلا عن الانفلات الأمني غير المسبوق، مضيفًا أن إمكانات الدولة كانت كفيلة إلى حد ما للحفاظ على التوازن، وهو ما سعى إلى تحقيق، وسط اعتراض شباب الثورة الذين لم يعرفوا الوضع الحقيقي للأمور، ما دفعهم إلى المطالبة بإقالته. بحسب قوله.

وأشار إلى أنه عندما رأى تزايد الاحتجاجات، وفشل الحكومة في تحقيق تطلعات الشعب بسبب ضعف الموارد، تقدم باستقالته إلى المجلس العسكري، لكنها لم تلق القبول من المشير محمد حسين طنطاوي.

وقال إن أحداث "ماسبيرو" كانت تهدف إلى الوقيعة بين أقباط مصر وأعضاء المجلس العسكري الحاكم، خصوصًا بعد سقوط عدد من القتلى، وذلك لتحقيق مصالح وأطماع سياسية تصب في صالحه طرف عرف بعد الثورة بـ"الطرف الثالث".

وأشاد شرف بالانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2012، موضحًا أنها شهدت حالة من التعددية ووجود تيارات سياسية مختلفة، لافتًا إلى أن الثورة خرجت ضد حكم الفرد الواحد وانفراده بمقاليد حكم البلاد.

واستطرد حديثه "كنت أفضل ترشح عمرو موسى أو أحد أعضاء المجلس العسكري، بسبب الخبرة والإدارة السياسية، والمعرفة بطبيعة البلاد، لكن المجلس رفض الدفع بأي مرشح، على الرغم من أن وجود مرشح عسكري في هذا الوقت كان سيجنب البلاد الكثير من المخاطر والأحداث التي نشهدها في الوقت الراهن.

ورأى أن جماعة "الإخوان" منذ نشأتها تسعى للوصول إلى الحكم، بالوسائل المشروعة وغيرها، وعندما كانت على يقين من نجاح ثورة يناير سارعت بالمشاركة فيها، افتًا إلى أن الجماعة لم تشارك بشكل حقيقي فيها.

واسترسل شرف حديثه قائلا "الجماعة كانت أكثر دراية بالمشهد السياسي وأكثر خبرة ولديها الأموال والتتظيم، وكل ذلك ساعدها في الوصول إلى الحكم، لاسيما مع الشائعات التي روجها البعض متهما أعضاء المجلس العسكري بعقد صفقات مع الجماعة لإنجاح مرشحها محمد مرسي في الانتخابات".

وشدد شرف على أن المجلس العسكري لم يتعرض لضغوط ولم يعقد اتفاقات لإنجاح مرشح الجماعة، وترك الأمور تسير حسب إرادة المصريين، وهو ما أعلنه طنطاوي صراحة بعد ثورة 30 يونيو.

وتابع قوله "من جعل الجماعة في الحكم هم من خرجوا في مليونيات حاشدة للمطالبة بإسقاطها وعزل محمد مرسي بعد ذلك لتحقيق أهداف وتطلعات المصريين".

وندد شرف بالأحداث الإجرامية التي تشهدها مصر في الوقت الراهن، معربًا عن تعازيه لشهداء القوات المسلحة والشرطة، الذين يتساقطون يومياً إثر الاعمال الاجرامية التي يرتكبها الجماعات المتطرفة في سيناء، موضحًا أن ما يحدث يعد ضريبة إسقاط جماعة "الإخوان" التي تتخذ من العنف منهجًا منذ نشأتها.

واتهم رئيس الوزراء الأسبق، جماعة "الإخوان" بمحاولة تركيع الدولة للتفاوض وتحقيق المصلحة الخاصة لها، على حساب الوطن، ما يؤكد أنها لم تفهم الدرس جيدًا بعد ثورتين شعبيتين.

وأشاد شرف بالإنجازات التي تحققت في الأيام الأولى من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، لافتًا إلى وجود إنجازات على أصعدة مختلفة، رغم أنها ملفات معقدة، فضلا عن الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. وثمن مشروع حفر قناة السويس الجديدة، مؤكدًا أنه سيساهم في دفع مصر نحو التنمية والتقدم والاستقرار.

ودعا شرف الأحزاب إلى المشاركة بقوة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، الذي اعتبرها من أهم الانتخابات في تاريخ مصر الحديث، لاسيما وأن البرلمان المقبل منحه الدستور سلطات واسعة،

كفيلة بتحقيق دوره الغائب منذ عقود، وفي إمكانه سحب السلطة من الرئيس واستجوابه، وتشكيل الحكومة المقبلة، ويجب أن لا يترك الأمر أمام قوى النظام الأسبق أو جماعة "الإخوان".

واستطرد قائلا "لست مع تأجيل الانتخابات وأطالب بالانتهاء منها في أقرب وقت لإنجاز المرحلة الأخيرة من خارطة الطريق".

وأبرز شرف أن المنطقة العربية أصبحت على صفيح ساخن، نظرًا لما تشهده من وجود قوي لجماعات التطرف والعنف، مدعومة من قوى إقليمية ودولة تود تقسيم المنطقة وتفتيتها، وهو ما يحدث في العراق واليمن وسورية،

وبيّن "الوضع في ليبيا يؤثر بشكل مباشر على أمن مصر القومي بعد سيطرة الجماعات المتطرفة على مفاصل البلاد"، مشيدًا بحرص مصر على دعم الحكومة الليبية بالأسلحة والمعدات في حربها مع الجماعات المتطرفة.