القاهرة – أكرم علي
أوضح السفير الفرنسي في القاهرة أندريه باران، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيشارك في مؤتمر قمة المناخ الأسبوع المقبل، مؤكدًا أن مؤتمر المناخ مهم للغاية، والأمر يتعلق بالتفاوض للوصول إلى اتفاقية جديدة للتعامل مع التغيرات المناخية الأخيرة.
وأضاف السفير باران في مقابلة مع "صوت الإمارات"، أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، أراد دعوة رؤساء دول العالم لقمة سياسية تسبق مؤتمر المناخ لإعطاء دفعة سياسية للمبادرات والنقاشات التي سيتم طرحها خلال المؤتمر.
وأردف: "الرئيس السيسي سوف يشارك في الجلسة الافتتاحية التي سيتم انعقادها في 2 ديسمبر المقبل، وفي اليوم التالي سيكون هناك قمة سياسية سيشارك فيها الرئيس أولاند وحوالي 150 رئيس دولة لبحث عدد من المبادرات الأفريقية المتعلقة بالتغيير المناخي وضرورة حماية البيئة ومكافحة التغيرات المناخية".
وأشار السفير الفرنسي إلى أن بلاده تعول كثيرًا على مشاركة مصر في مؤتمر التغيرات المناخية، نظرًا للدور الكبير الذي تلعبه مصر في هذا الشأن وبالنظر إلى أن مصر تترأس اللجنة الوزارية لوزراء البيئة الأفارقة والرئيس السيسي يترأس لجنة رؤساء الدول الأفريقية المعنية بالتغيرات المناخية وهو ما دفع السلطات الفرنسية للتنسيق منذ وقت مبكر مع السلطات المصرية للتحضير لمؤتمر المناخ.
وتابع: "باريس تطمح بالتوصل إلى اتفاق يكون ملزم لكل الدول فيما يتعلق بمكافحة التغيرات المناخية، ونعني بذلك اتخاذ آليات ملزمة للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض 2 درجة مئوية بحلول نهاية القرن واحد والعشرين واتخاذ اتفاق متوازن يأخذ بعين الاعتبار والفروق بين الدول المتقدمة والدول النامية، ونأمل في التوصل إلى حل نستطيع من خلاله تقليل درجة حرارة الأرض".
وردًا على إمكانية عقد أية اتفاقيات عسكرية جديدة بين القاهرة وباريس الفترة المقبلة، قال السفير الفرنسي: "لا يوجد نية لإبرام عقود عسكرية جديدة والأولوية لتنفيذ واستكمال ما تم وسبق ما تعاقدت فرنسا بشأنه بعقود جديدة".
وحول ترتيب لقاء قمة بين السيسي وأولاند على هامش قمة المناخ، أفاد باران: "جدول أعمال الرئيس الفرنسي سيكون منشغلًا للغاية وهناك 150 رئيس دولة لا يمكنني أن أؤكد أنه سيكون هناك لقاء قمة بين الرئيس الفرنسي والمصري، ونعمل على أن يكون هناك لقاء بين الرئيسين وما نؤكده أن الرئيس السيسي سيكون له مباحثات مع السلطات الفرنسية حيث يلتقي رئيس الوزراء ويبحث كل الجوانب الثنائية بين مصر ويتم استقباله بواسطة رئيس مجلس الشيوخ وسوف يلتقي وزير الدفاع ويتناول كل العلاقات الثنائية المشتركة".
وتحدث عن الإجراءات الاستثنائية التي قد يتم اتخاذها عقب أحداث باريس الأخيرة، معبرًا: "لم تتخذ السلطات الفرنسية أية إجراءات استثنائية تجاه الجالية المسلمة والعربية والسلطات العامة الفرنسية لا تفرق بين جميع المواطنين بناء على معطيات أو معايير دينية أو أخرى، والفرنسيون في مجموعهم بما فيهم المسلمين وغير المسلمين صدموا من جراء الهجمات المتطرفة الأخيرة في باريس، والفرنسيون في مجملهم شعروا بالقلق جراء ما حدث وهم ينتظرون من السلطات الفرنسية اتخاذ من التدابير الأمنية لعدم تكرار ما حدث في فرنسا وما يتعلق بالجاليات المسلمة والعربية".
وحول تعليق الرحلات الفرنسية إلى شرم الشيخ حسب ما نشر في وسائل الإعلام، قال السفير أندريه باران: "لم يتم إلغاء الرحلات الفرنسية إلى شرم الشيخ، لأنه لا يوجد في الأصل رحلات مباشرة لشرم الشيخ، ولم تكن هناك طائرات وطنية أو شركات خاصة تعلق رحلتها ولم تتخذ السلطات الفرنسية رحلاتها المباشرة لشرم لأنها لم تكن موجودة في الأصل".
وأجاب على ما أثير حول مقتل 28 طفلًا في الموصل نتيجة ضربات فرنسية ضد تنظيم "داعش"، موضحًا أن هذه معلومات غير مؤكدة وضرورة توخي الحذر في هذا الأمر.
وأعلن السفير الفرنسي، أن هناك زيارة متوقعة للرئيس أولاند إلى مصر في النصف الأول من العام المقبل بناء على دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي ولا يزال جدول الزيارة قيد المناقشات والدراسة بين الجانبين.
وواصل حديثه حول ما يتعلق بالمساعدات المقدمة من فرنسا إلى مصر الفترة المقبلة، خصوصًا في مشروع مترو الأنفاق، قائلًا: "السلطات العامة الفرنسية استثمرت ما يقرب من 2 ونصف مليار يورو منذ إطلاق مشروع مترو الأنفاق، ومؤخرًا قامت فرنسا من خلال الوكالة الفرنسية والخزانة العامة بتمويل جزء من الخط الثالث للمترو وفرنسا تولي هذا المشروع أهمية كبيرة وتؤكد على مواصلة الوقوف بجانب مصر".