غزة ـ محمد حبيب
أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" في غزة الدكتور نبيل شعث، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة ببنيامين نتنياهو، ترفض السلام العادل وتضرب بعرض الحائط أي جهود تبذل لإعادة إحياء العملية السلمية وتحريك ملف المفاوضات من جديد، ورأى أن أي مفاوضات دون إلزام (إسرائيل) بالشروط القوانين الدولية "ستكون لا فائدة منها ومضيعة للوقت". وشدد شعث في مقابلة خاصة مع "مصر اليوم" أن قيادة السلطة لا تنوي تمديد المهلة التي منحتها في السابق لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري لاستئناف جهوده بعملية المفاوضات مع الجانب (الإسرائيلي)، والتي تنتهي في السابع من الشهر الجاري. ولكنه أستدرك قائلاً: "المشكلة لا تكمن بمنح كيري مهلة أخرى، ولكن العقبة الأساسية التي أفشلت جهود وتحركات وزير الخارجية الأمريكي في المنطقة هي سياسة الجانب الإسرائيلي في التعامل مع تلك الجهود". وأوضح شعث أن سياسة الاحتلال في مواصلته لعمليات الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة وسرقتها، ورفضه للقوانين الدولية التي تتعلق بالحقوق الفلسطينية والمفاوضات، وضع عقبات كبيرة أمام نجاح جهود كيري في المنطقة . وبشأن التوجهات المقبلة لقيادة السلطة بعد فشل جهود كيري، قال شعث: "سنواصل النضال الشعبي ضد إسرائيل، ونكمل ما بدأناه بإنجاز المصالحة الفلسطينية، وعلى المستوى الدولي سنستمر في التوجه للمؤسسات الدولية والحقوقية بهدف نيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو فيها". وطالب شعث "إسرائيل" بالالتزام بحدود 4 من حزيران/ يونيو لعام 1967 كأساس للدولة الفلسطينية، والالتزام بوقف الاستيطان ،مشيراً إلى أنه في حال التزمت "إسرائيل" بذلك يعود الطرف الفلسطيني لطاولة المفاوضات ،مضيفاً: "لا يمكن العودة بدون التزام الاحتلال بقرارات الشرعية الدولية". وفيما يتعلق بفحوى رسالة وزير الخارجية الأردني ناصر جودة التي نقلها للرئيس الفلسطيني محمود عباس من الملك الأردني، رفض شعث الخوض في تفاصيل ذلك، وقال: "أنا لم أكن في الاجتماع ولا أعرف ما الذي جري به". وأضاف " موقفنا هو موقف مرن من منطلق أنه لا عودة للمفاوضات مع "إسرائيل" دون وقف الاستيطان والتزامها بالاتفاقات السابقة"، لافتاً إلى أنه في الوقت الذي تستجيب فيه "إسرائيل" لتلك الالتزامات يعود الطرف الفلسطيني للمفاوضات في اليوم التالي. وفي الشان الداخلي أكد شعث أنه في اليوم الذي تتفق فيه حركة (حماس) والفصائل الفلسطينية لتشكيل حكومة انتقالية وحدوية جديدة "ستحل حكومة رامي الحمد الله فوراً، وستشكل حكومة جديدة". وقال شعث أن حكومة رامي الحمد الله، ليست عائقاً ولن تكون كذلك أمام ملف المصالحة، مشيراً الى أن القيادة كانت تأمل ان تُكوّن هذه الحكومة الانتقالية كما تم الاتفاق عليه، ولكن هناك فراغ كبير في الضفة الغربية لا يمكن ان يترك هكذا واضطررنا لشغله لحين تستعد حركة المقاومة "حماس والفصائل الفلسطينية للاتفاق على تشكيل حكومة جديدة ". وحول الأسباب التي تعيق تشكيل الحكومة الانتقالية الوحدوية، لم يرد شعث توجيه التهمة لأي طرف وأكتفى بالقول :"إذا حماس جاهزة خلال لتشكيل حكومة خلال 3 شهور، يتم تشكل حكومة جديدة، وفتح جاهزة للحكومة الانتقالية التي تم الاتفاق عليها في القاهرة" وحول اعتبار حركة (حماس) الحكومة الجديدة غير قانوني، لعدم عرضها على المجلس التشريعي، قال شعث: "أين هو المجلس التشريعي الفلسطيني الآن، يجب أن لا نضحك على أنفسنا ليس هناك فرصة لعقد اجتماع للمجلس التشريعي، ونواب حماس في السجون الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن النظام القانوني الفلسطيني لا يسمح باستبدالهم أوتوماتيكياً بأعضاء آخرين. وشدد الدكتور شعث على أن اللقاء الايجابي الذي أجراه مع قيادة حماس في غزة بحث الجوانب المتعددة الهادفة إلى تذليل العقبات في طريق تحقيق واستعادة الوحدة.