القاهرة - محمود حساني
أوضح وزير الدولة الإماراتي ، ورئيس المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية في جمهورية مصر العربية ،سلطان بن جابر، أن ما تشهده دول العالم الآن من حوادث متطرفة واعمال إجرامية سواء كانت كبرى أو تنتمي للعالم الثالث ، يؤكد لنا صحة رؤية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، فهو أول من حّذر منذ ثلاثة سنوات ، بعد أحداث العنف التي شهدتها مصر إثر إسقاط جماعة الإخوان المحظورة ، من خطورة انتشار الجماعات المتطرفة في المنطقة العربية ، ومخاطره حال عدم الاتحاد لمواجهتهه ، فما رأيناه في فرنسا وألمانيا ، ولا يستبعد أن يُطال دولاً أوربية أخرى ، نتيجة طبيعية لعدم وقوف دول العالم في مواجهة التطرف.
وأضاف بن جابر في حديث خاص مع "صوت الإمارات" ، عبر الهاتف ، أن ظاهرة التطرف التي طفت على سطح المنطقة العربية ، تهدف إلى تعويق مسيرة الحكومات العربية وشعوبها نحو النهوض والتقدم والتطوير وعرقلة خطط التنمية ، وهو أمر يُشكل تحديًا كبيرًا يفرض علينا أن نحشد كل ما لدينا من إمكانات وقوى لمواجهة هذه الظاهرة ، علاوةً على ذالك لابد من تبني مقاربة شاملة لمكافحة التطرف ، لا تقتصر فقط على الجانب الأمني ، وإنما تمتد لتشمل تجفيف منابع التطرف على الصعيدين الفكري والاقتصادي ، كما أن المؤسسات الدينية في دولنا العربية وعلى رأسها الأزهر الشريف في مصر ، يقع على عاتقها دوراً كبيراً في مواجهة هذه الظاهرة ، ونشر رسالة الإسلام السمحة وتصحيح الأفكار المغلوطة ، مبيناً أهمية الاهتمام بالجانب الاقتصادي لمواجهة التطرف ، وتعزيز برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وخلق فرص عمل للشباب ، حتى لا نترك مجالاً أمام الجماعات المتطرفة لاستقطابهم .
وأوضح الدكتور سلطان بن جابر ، أن "الإعلام يقع على عاتقه دوراً كبيراً لا يقل عن دور المؤسسات الدينية في مواجهة الفكر المتطرف ، وبمقدورنا إذا ما أحسنا استخدامه أن ننجح في التصدي لهذه الظاهرة والقضاء عليها تماماً، وذلك بقيام وسائل الإعلام العربية بعرض ومناقشة المفاهيم المغلوطة والمتطرفة والدعاوي المضللة التي تتبناها جماعات التطرف في تنفيذ مخططاتهم الدموية، ونشر الأفكار الصحيحة والسمحة والوسطية للدين الإسلامي الحنيف ، من خلال استضافة الخبراء المتخصصين وأعلام الثقافة ذوي التأثير وعلماء الدين المستنير وتوظيف الأشكال والقوالب الإعلامية كافة بما في ذلك إنتاج الأعمال الدرامية ذات التأثير الواسع على جماهير المتلقين".
وأشار " بن جابر" ، الى أن دولة الإمارات اقترحت مؤخراً خلال مشاركتها في منتصف أيار/ مايو الماضي ، في اجتماع وزراء الإعلام العرب ، وضع استراتيجية عربية لدحر التطرف والتصدي للأفكار المتشددة ، ووضع آليات تشريعية للإرتقاء بالمسؤولية الإعلامية ، إيماناً منا بأهمية الإعلام خلال الظرف الراهن ، وملاحقة القنوات التي تُحرض على التطرف والفتن الطائفية ، وإنشاء قنوات عربية موجهة للغرب لتصحيح صورة الإسلام .
وأعلن بن جابر ، أن القيادة الحكيمة لدولة الإمارات بقيادة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، تعي تماماً ما يُحاك للمنطقة وما تشهده من متغيرات ، ومخاطر ذالك عليها ، ومن هنا كان قرارنا بالمشاركة بقوة في عاصفة الحزم مع المملكة العربية السعودية الشقيقة ، إيماناً منا أن أمن واستقرار أي دولة عربية هو جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة ، ومن هنا كان دعمنا لمصر والوقوف بجوارها بعد 30 حزيران/يونيه ، والوقوف بجانب الشعب اليمني إثر إنقلاب الحوثيين على إرادته، وحول ما يُثار عن توقف الدعم الإماراتي لمصر ، شدد وزير الدولة الإماراتي ، سلطان بن جابر ، لا صحة إطلاقاً لما يتم تداوله ، قائلاً : أكرر لك مُجدداً إن الإعلام له دور كبير خلال الوقت الراهن ، فكما يساهم في بناء الأمم ، يُساهم أيضاً في هدمها ، من خلال ترويج الشائعات والأخبار المغلوطة التي تهدف إلى الإثارة والوقيعة بين الدول ، مبيناً أن الإمارات أخذت عهداً على نفسها على الوقوف مع مصر وشعبها في ظل ما تواجهه المنطقة من تحديات ، وعلى تواصل دائم مع أشقائنا في مصر ، للإطمئنان على أخر تطورات مشروعاتنا التنموية .