القاهرة – علي السيد
كشف مستشار منظمة التعاون الإسلامي السفير سيد قاسم المصري أن دعوة الرئيس التونسي القائد باجي السبسي فيما يخص المساواة بين الرجل والمرأة في المواريث، ليست لها صلة بدعوات تنقيح التراث الإسلامي ومناقشته حسب ما تم طرحه خلال الفترة الماضية، وإنما ذلك يعد أمرًا غير صحيح أن يتم مناقشة شيء من وحي السماء وليس من وحي البشر وهو ما يتحمل المناقشة.
وقال مستشار التعاون الإسلامي في حديث إلى "صوت الإمارات" إن دعوة الرئيس التونسي للمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث وجميع الحقوق والواجبات فضلا عن إمكان الزواج من غير المسلم، هاتين القضيتين لا يمكن بحال من الأحوال تحريفهما أو التلاعب بهما، نظرا لما جاء بالقرآن الكريم صراحة ولا يتحملان المناقشة بشأنهما مثل الأحاديث النبوية التي تعد من صنع البشر وحفظها عن طريق الصحابة.
وأشار السفير سيد قاسم المصري إلى الدعوة التي أطلقتها منظمة التعاون الإسلامي في دكار عام 1995 بأن يتم تنقيح التراث الإسلامي على أساس التراث الخاص بالبشر، بعيدا عن التراث الذي جاء من وحي السماء دون الاقتراب منه إطلاقا والنصوص الخاصة بالمواريث والزواج واضحة للغاية في القرآن الكريم والذي جاء من السماء وليس من صنع البشر.
وبشأن مساواة الرجل والمرأة في الميراث أكد مستشار منظمة التعاون الإسلامي أن آيات الميراث مفصلة تفصيلا واضحا غير قابل للجدل وتعد آيات المواريث حد من حدود الله لا تقبل النقاش أو الجدل حولها، ويجب تطبيقها بحذافيرها ولا يوجد آية واحدة بالمواريث تحمل تفسيرا آخر، وهو النص الذي يتم الاعتماد عليه في مناقشات منظمة التعاون الإسلامي باستمرار.
وفيما يخص تطورات الأزمة مع قطر وإمكان التدخل من قبل منظمة التعاون الإسلامي، أكد السفير سيد قاسم المصري أن الأزمة مع قطر قد تستمر لفترة، وأن المنظمة لا تريد التصعيد في ظل انتظار الدول المقاطعة للدوحة أن تتجه قطر إلى إمكان تغيير سياستها والتخلي عن دعم التطرف والإرهاب، وأن تعود إلى الصف العربي مجددا دون أن تغرد خارج السرب العربي مثلما كانت تسير طوال السنوات الماضية.
وبشأن التحركات الخاصة بالشيخ عبد الله آل ثاني في قطر وإمكان إحداث تغيرات داخل النظام الحاكم، أكد مستشار منظمة التعاون الإسلامي أن الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني من فرع العائلة الحاكمة في قطر قبل انقلاب الشيخ حمد بن آل خليفة ونجله الشيخ تميم بن حمد، وهو الفرع الذي كان على علاقات جيدة للغاية مع الدول العربية الأخرى حتى جاء الأمير حمد بن خليفة واتخذ سياسة مختلفة تماما عن دول مجلس التعاون الخليجي وأصبح يسير على نهج لا يغرد في إطار السرب العربي منذ عام 1995. وتوقع السفير سيد قاسم المصري أن تقبل المملكة العربية السعودية بأي تحركات سياسية من قبل الشيخ عبد الله آل ثاني، حيث هناك قبول كبير من قبل المملكة والدول الأخرى المقاطعة للدوحة للتعامل مع شخصيته لما يتمتع به من حكمة في التعامل.