القاهرة – أكرم علي
كشف القائم بأعمال السفير الأميركي في القاهرة توماس جولدبرغر، أنه يتم الإعداد والتخطيط حاليا للمناورات العسكرية المشتركة الأضخم مع مصر "النجم الساطع"، والمقرر تنفيذها نهاية الصيف من العام الجاري، مشددا على أن مصر تتولى مسؤولية مهمة جدا في مواجهة الإرهاب والقضاء عليها. وقال إن بلاده تدعم مصر في حربها ضد الإرهاب، مشيدا بالجهود الكبيرة التي تبذلها القوات المسلحة المصرية لمكافحة التطرف، معتبرًا أن ذلك يصب ليس في صالح أمن واستقرار مصر وحسب، بل أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وأشار جولدبرغر في تصريحات خاصة إلى "صوت الامارات" إلى أن مؤشرات الدعم الأميركي، ظهرت في أغلب الأسلحة والمعدات العسكرية التي تستخدمها القوات المسلحة المصرية في حربها في سيناء هي أميركية الصنع، والتي تساعد في تأمين جهود القوات المسلحة في محاربة الإرهاب كطائرات الأباتشي، والأف 16، وكذلك مركبات تأمين الجيش ومواجهة، لافتًا إلى أن تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين يأتي في إطار الاستراتيجية العالمية والدولية لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط.
وبشأن ملفات الاختلاف بين البلدين، ذكر القائم بالأعمال الأميركي أن هناك بعض الموضوعات التي عبرت الولايات المتحدة عن قلقها بشأنها، والتي تتعلق بقضايا حقوق الإنسان والحريات، وكذلك ملف المجتمع المدني، والذي يؤثر بدوره على المساعدات التنموية الأميركية لمصر، فضلا عن الجهد الدولي لعزل كوريا الشمالية بسبب برنامجها الباستي والنووي، معتبرا أن تخفيض القاهرة لمستوى علاقاتها السياسية مع بيونغ يانغ يسهم في هذا الجهد الدولي.
وبشأن ما يعرف إعلامياً، صفقة القرن، وخطة الإدارة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط، أكد جولدبرغر، أن هناك مساعي حقيقية لإدارة الرئيس ترامب لإنهاء هذا الصراع الذي استمر لوقت طويل، مشيرًا إلى أن ما يؤكد عزم الإدارة الحالية على حل المشكلة أن هناك مستشارين قريبين جدا من الرئيس الأميركي يجتهدون للغاية لحل هذه القضية، منوهًا إلى اجتماع عقد في القاهرة الأسبوع الماضي بين أطراف الصراع وبحضور أميركي وأطراف أخرى مهتمة بحل المشكلة مثل النرويغ، لبحث حل سريع لهذه القضية، وأن هناك اجتماع مماثل في واشنطن الأسبوع المقبل.
واعتبر جولدبرغر، أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل لا يعني خروجها من قضايا الحل النهائي، وأن هذا القرار لن يؤثر على الالتزام الأميركي بالسلام في المنطقة، قائلا: "إن فكرة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لا يمنع أنها من الممكن أن تكون أيضا عاصمة لفلسطين إذا ما كان هذا ما سيتفق عليه الأطراف المعنية بالسلام فيما بينهم"، مؤكدا أن وضع الاماكن المقدسة وحدود المدينة المقدسة لن يتغير حتي اتفاق الأطراف.
وعن الدعم الأميركي للاقتصاد المصري، ذكر جولدبرغر، أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، وذلك بسبب البرنامج الإصلاحي الذى بدأته الحكومة المصرية، موضحاً أن الشركات الأميركية العاملة في مصر بدأت تتلمس على الأرض تسهيلات كبيرة، وأعرب عن تفاؤله بمستقبل الاقتصاد المصري، وأن هناك انطباع كبير لديه والشركات الأميركية بجدوي العمل في مصر وتحقيق أرباح في الفترات المقبلة. موضحاً أن هناك بالفعل شركات أمريكية بدأت فى توسيع أعمالها في مصر خلال الفترة الأخيرة، فضلا عن شركات أخري تنوي القدوم للاستثمار في السوق المصرية.
وعن الأزمة القطرية، واستمرار مقاطعة الدول الأربعة الداعمة لمكافحة الإرهاب (مصر والسعودية والبحرين والإمارات) للدوحة، بسبب دعمها للإرهاب، قال جولدبرغر، إن من وجهة النظر الأميركية فإن هذا الشقاق ليس مفيدا لمصالح أيا من أطراف الأزمة ولا الولايات المتحدة، وأن زيارة المبعوث الأميركي الأخيرة بخصوص الأزمة إلى مصر، جاء لبحث حل سريع. إذ تأمل واشنطن في سرعة انتهاء هذا الخلاف في أقرب وقت ممكن.