صنعاء ـ خالد عبدالواحد
أكّد الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عبد الخالق الحود، أن الحزام الأمني، وقوات مكافحة التطرف، مسنودة بقوات التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية حققوا انجازات كبيرة في مدينة عدن جنوب اليمن.
وأضاف في لقاء مع "صوت الإمارات"، أن تنظيم "داعش" كان يسيطر على معظم أحياء مدينة عدن، وقد أعلن إمارة الشعب وإمارة المنصورة والبريقة، في المحافظة مشيرا إلى أن "تنظيم القاعدة" كان يعتبر مدينة عدن، مسرحا لجرائمه عقب اغتيال محافظ عدن السابق، جعفر محمد سعد وكان تتحرك بأريحية كبيرة، لافتا إلى أن الاغتيالات كانت تتم بشكل شبه يومي وبمعدل ثلاث إلى أربع عمليات اغتيالات يوميا، في مدينة عدن.
وتابع : "أن القاعدة كانت تستهدف بشكل مباشر مواقع نقاط الأمن والجيش ومواقع المقاومة الشعبية والعسكريين والمسؤولين السياسيين والضباط القدامى"، وأن عملية المنصورة التي استهدفت تنظيم القاعدة، وخرج الكثير على إثرها من عناصر التنظيم إلى محافظات ابين وشبوة وتعز، تمكنت قوات الأمن ومكافحة التطرف من إلقاء القبض على من تبقوا من عناصر التنظيم المتشدد، مشيرا إلى أن الاغتيالات استمرت في مدينة عدن ولكن بوتيرة اقل خاصة بعد دخول قوات الأمن إلى مديرية المنصورة وسيطرة قوات الأمن على المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيمات المتشددة .
وأكد الحود أن مدينة عدن شهدت هدوء نسبيا لشهور عديدة في العمليات المتطرفة والاغتيالات سواء كانت تستهدف الشخصيات العسكرية والسياسة في المقاومة او مراكز الأمن والمواقع العسكرية كما حدث قبل ايام من استهداف لمقر البحث الجنائي، في مديرية المنصورة، وعن العمليات التي تبناها تنظيم داعش قال إن التنظيم لم يغب عن الساحة في محافظات عدن وابين وشبوة ولكن ليس بنفس الحدة التي كانت عقب الحرب مباشرة بعد سيطرتها على مدينة عدن، موضحًا أنه استهدف بست إلى سبع عمليات اغتيالات محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي، وكذلك مدير امن مدينة عدن، اللواء شلال شايع، بست سيارات مفخخة وعمليات نوعية تبناها تنظيم القاعدة لكنها لم تحقق أهدافها بقتل الرجلين حتى اليوم واللذان يقاتلان التنظيمين بألويتهما واذرعهما، وكذلك، قوات الحزام الأمني الذي بدأ يتمدد ويسيطر على كثير من المفاصل في محافظة شبوة وبالذات مدينة الحوطة، بمحافظة شبوه، ومحافظة ابين، مشيرا إلى أن قوات الحزام تمكنت من السيطرة الكاملة على مواقع في منطقة يافع بمحافظة لحج، كانت تحت سيطرة تنظيم القاعدة المتشدد.
(الحزام الامني يتعرض للاستهداف)
وقال الحود ان الحزام الامني يتعرض للاستهداف منذ فترة طويلة كما استهدف تنظيم داعش مقر قوات التحالف العربي في معسكرها الرئيسي في مدينة عدن في منتصف سبتمبر 2015 واستهدف مقر الحكومة الرئيسة في فندق القصر كما استهدفت منزل الشيخ اليمني صالح العولقي في مدينة عدن، مضيفا : ظل الحزام الامني عرضة للعمليات المتطرفة في محافظة ابين ولحج كما استهدف العديد من الثكنات العسكرية لقوات الحزام الامني، في منطقة يافع بمحافظة لحج كم استهدفت القاعدة ادارة امن المحافظة بعملية كبيرة والتي راح ضحيتها عدد كبير من القتلى والجرحى، من الطرفين.
وعن هدف التنظيمات المتشددة في مدينة عدن بيّن أن تنظيم القاعدة، يريد أن يسجل حضورا في مدينة عدن لموقعها الاستراتيجي في والتي تعتبر العاصمة المؤقتة في الوقت الحالي لليمن، والمقر الرئيسي لقوات التحالف العربي؛ من خلال العمليات المتطرفة، مشيرا إلى أن العمليات التي تنفذها القاعدة تعتبر نوعية لهم وتأخذ زخما إعلاميا وهذا هدفا يريده التنظيمان، لافتا إلى أن العمليات التي نفذها داعش في مدينة عدن باستهداف مقر البحث الجنائي تحمل طبعات وبصمات لتنظيم القاعدة على أن القاعدة تنفذ عمليات ازدواجية وتتمثل بدخول انغماسيين عقب تفجير سيارة مفخخة وهذه العمليات التي دأب ينفذها في العراق وسورية وفي اليمن، وقد حدث في مستشفي العرضي بالعاصمة اليمنية صنعاء والمنطقة العسكري الأولى في محافظة حضرموت والمنطقة العسكرية الرابعة في مدينة عدن وتتكرر في مقر البحث الجنائي في المدينة ذاتها بعد أن كان يكتفي التنظيم بتفجير سيارة مفخخة دون وجود انغماسيين يسيطرون على المواقع كما هو دأب تنظيم القاعدة.
وفي الشأن السياسي، قال إن محافظ عدن عاد إلى مدينة الرياض السعودية، للتباحث مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي حول الاستقالة التي أكد أنها لازالت قائمة حتى اليوم، ولم يتراجع عنها، مضيفا أن الرئيس يريد إبقاء المفلحي محافظا لعدن لانه لن يجد بديل عنه يملك شخصيته المميزة وكذلك الحضور الكبير في مدينة عدن، جنوب البلاد.
وتحدثت الحود عن الاتهامات التي وجهها محافظ عدن لرئيس الحكومة اليمنية الدكتور احمد عبيد بن دغر بالفساد، حيث أوضح أن المحافظ يملك أدلة موثقة كما حسب استقالته التي قدمها للرئيس هادي، مضيفا: أن المبعوث الاممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ تحدث خلال إفادته بمجلس الأمن، عن فساد مماثل للحكومة الشرعية، متابعا ان الحكومة اليمنية تمارس الفساد على أكثر من جهة؛ كما هناك منظمات شفافية دولية تحدثت عن فساد كبير في الحكومة الشرعية، ومضيفا أن مصادر محلية تتحدث عن مشاريع وهمية بمئات الملايين لمشاريع وضعت لها حجر الأساس، كذلك هناك صفقات نفط وأيضا الكثير من صفقات الفساد التي يتحدث منها مسؤولون في مدينة عدن، مشيرا إلى أن كل التهم، تشير إلى أن هناك تورط حكومي في هذه العمليات.
ولفت المحلل إلى أن التحالف العربي لا زال يحقق في مصير 140مليار ريال يمني، من 400 مليار التي تم طباعتها مؤخرا في روسيا مضيفا : "هذه الأموال كما يقول التحالف أنها لم تصرف قي مصارفها الحقيقية ولازال التحالف يحقق في 140مليار قال أنها اختفت من البنك المركزي اليمني "، ومتابعا أن التحالف العربي، رفض دخول أموال تطبع في روسيا عبر الطائرات الروسية إلى اليمن، منها أموال أعادها من مطار عدن الدولي، وأن الحكومة اليمنية اضطرت إلى إدخال الطبعة الأخيرة على شكل تهريب عبر السفينة الصينية والتي تم تفتيشها والقبض عليها، وأنها اضطرت إلى تهريب الأموال عبر سفينة صينية، ربما هروبا من تحقيقات التحالف العربي.
وبين المحلل السياسي أن التحالف العربي، يخشى تصرف الحكومة في طبع كمية كبيرة من الأموال دون غطاء نقدي ما يؤدي إلى انهيار العملة، حيث بلغ سعر الدولار 435 ريالًا يمنيًا، هذا الانهيار أسبابه أن الحكومة اتخذت قرارات خاطئة، منها تعويم العملة وطبع الكثير من الأموال دون سقف مالي وبالتالي ارتفاع أسعار المواد الغذائية، طرديا وكذلك انعكس ذلك على حال المواطن العادي البسيط، مؤكدا أن التحالف يعرف أن الحكومة الشرعية تراهن على أنه سوف يتدخل في يوم من الأيام لإنقاذ الريال، لذلك التحالف دائما يوجه اللوم بأن هناك مسؤولين في الحكومة الشرعية انخفض عندهم مستوى الوطنية و باتوا لا يبالون بالاقتصاد المحلي على أن التحالف سيسد هذه الثغرات خوفا من انهيار الريال وسيتدخل، سواء كان على مستوى الريال أو الاقتصاد اليمني ودخول التحالف العربي في متاهات أخرى هي إنقاذ اليمن من الانهيار الاقتصادي .
وأوضح أن الاستقالة التي قدمها المفلحي وضعت الرئيس هادي والتحالف في مأزق كبير على أنه ألقى بالكرة على ملعبهما، وأصبح يجب على الرئيس القيام بإجراءات حقيقية، إما إقالة رئيس الحكومة احمد عبيد بن دغر على اعتبار أن الاتهامات التي قدمها المفلحي قوية ومباشرة، وقال إن لديه أدلة على فساد الحكومة والاستيلاء على أمول هائلة من ميزانية مدينة عدن والموازنة التشغيلية لمكاتب المحافظة، مؤكدا أن المفلحي لا يمكنه العودة للعمل مع بن دغر إلا إذا احدث الرئيس هادي قرارًا جديدًا او شكّل لجنة للتحقيق في الاتهامات التي وجهها المفلحي لرئيس الحكومة، مشيرا إلى أن عودته الآن، والواقع في مدينة عدن كما هو ستزيد من المشكلة في المدينة ولن يكون هناك سوى تفاقم المشكلة بين الطرفين.
وعن الاضطرابات والإشكاليات داخل الحكومة الشرعية، قال أن الحكومة الشرعية خليطة من التكتلات السياسية المتناقضة وكذلك المتصارعة في الكثير من الأحيان، مضيفا أن للحزب الاشتراكي اليمني وجود في الحكومة، وحزب الإصلاح بأجندته المختلفة، كذلك هناك شخصيات محسوبة على التحالف العربي، لكنها ليست بذلك التأثير وذات الاهمية الذي يملكه حزب التجمع اليمني للإصلاح "جناح الإخوان المسلمين في اليمن"، مؤكدا أن الرئيس هادي أصبح رهينة عند الحزب حسب قول التحالف العربي من خلال الشخصيات التي تسيطر على مكتبه وباتت تتصرف نيابة عن الرئيس وأصدرت العديد من الأوامر عن الرئيس اليمني، مشيرا إلى أنه حذر القيادات العسكرية والسياسية من قبول أي أوامر إلا إذا كانت منه شخصيا، وأضاف أن هذا الخليط الذي توحد في الحكومة الشرعية توحد للضرورة، لأنه يخوض حربا ضد جماعة الحوثيين، وهذا الخليط عبارة عن شخصيات مختلفة التوجهات ومختلفة الأهداف، وأحزاب مختلفة الانتماءات وهي تجمعت كلها على شكل الحكومة الشرعية، موضحا أن إطالة الحرب، وكذلك الإشكاليات التي حصلت، مع تحرر الكثير من المناطق ومحاولة الكثير من الجهات الحزبية السيطرة على آبار النفط في محافظتي شبوة وحضرموت كل تلك الإشكاليات ألقت بظلالها على أداء الحكومة الشرعية التي اهترأت.
وعن المعارك التي يخوضها الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، ضد جماعة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، أوضح أن الانتصارات التي حققتها الحكومة الشرعية لم تحققها بجيشها "ألوية الحماية الرئاسية" تحديدا وإنما قوات التحالف العربي والمقاومة الشعبية في جبهات القتال تحديدا جبهة المخاء التي حررتها قوات التحالف العربي وكذلك المناطق على البحر الأحمر، والجزر الواقعة في على تلك المساحات، متابعا أن المعارك التي تخوضها قوات الرئيس هادي منذ 3اعوام لم يذكر لها أي تقدم كبير يمكن أن يغير مسار المعركة، وكذلك مسار المفاوضات السياسية إذا ما حدثت.
وفي الإجابة عن دور الإمارات في اليمن، شدد على أن الإمارات العربية المتحدة، تعتبر إدارة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مختطفة من قبل حزب الإصلاح أو شخصيات في حزب الإصلاح وهي من باتت تسيطر على قرارات الرئيس، مضيفا "يبدو جليا من خلال الإجراءات الأخيرة التي اتخذ فيها الرئيس هادي قرارات قوية باتجاه إقصاء شخصيات محسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي، ومنها إقالة محافظ عدن الحليف الرئيسي، للإمارات اللواء عيدروس الزبيدي، وكذلك إقصاء محافظين آخرين منهم محافظ حضرموت وشبوة وسقطرى.
وأشار إلى أن هذه الإجراءات اعتبرتها الإمارات العربية المتحدة، موجهة إليها تحديدا وهي تقود حربا وقدمت أكثر من 100قتيل في اليمن وتقدم الدعم المالي، واللوجستي، وأيضا تقود الحملة الرئيسية في مكافحة التطرف من خلال حلفائها، وهم المجلس الانتقالي قوات الحزام الأمني وقوات امن عدن، والنخبة الشبوانية والحضرمية، موضحا أن قوات الحزام المعومة إماراتيا استطاعت السيطرة على أجزاء واسعة في محافظة ابين، وسيطرت على محافظة لحج بشكل كامل وصولا إلى حدود محافظة البيضاء في مديرية الزاهر بمحافظة شرقي اليمن.
وصرح الحود أن هذه السيطرة انعكست على الأمر السياسي، الإمارات العربية المتحدة من خلال حلفائها الذين يتواجدون في الكثير من المناطق خاصة في مدينة عدن وباتوا يسيطرن على الموانئ وكذلك المطار، ومداخل ومخارج عدن البرية،والبحرية، والرئاسة من خلال التجمع اليمني للإصلاح، لافتا إلى أن الكثير من القادة العسكريين يرون بأن هذه السيطرة إذا ما تم الحوار بالشأن السياسي، وتم الجلوس على طاولة المفاوضات قادمة، فبالتالي فإن إقالة الرئيس هادي ثمنا لأي تسوية سياسية جديدة سوف يخسر حزب الإصلاح كثيرا باعتماده على الرئيس هادي في سيطرتهم على الأرض او في تواجدهم سواء في الحكومة او محافظة عدن او حضرموت وبعض المناطق النائية في محافظة شبوة وبعض المنافذ البرية اليمنية السعودية.
وأكد المحلل السياسي أن حرب السيطرة بين المحسوبين على الإمارات من جهة، والحكومة الشرعية وقوات الإخوان المسلمين الموالية لها من جهة اخرى، انعكست بشكل كبير على الأرض، مشيرا إلى أن الكثير من الصحافيين والناشطين يوجزون تردي الخدمات وعدم استقرار الوضع الأمني في المناطق المحررة وفي الاخص مدينة عدن، إذ أن الخلاف الكبير الذي بات جليا وواضحا بين هذين الفصيلين في مدينة عدن، موضحا : أن هذا الأمر انعكس سلبا على قوات التحالف في جبهات القتال وكذلك سياسيا وعلى المستوى الدولي ومسار المفاوضات، وسيطرة الحكومة الشرعية وشفافيتها التي أشار إليها المبعوث الاممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في إحاطته خلال جلسة مجلس الأمن واتهمها بالفساد وصرح بأنها حكومة غير جديرة بإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها أو إدارة اليمن مستقبلا.
وبشأن عودة الرئيس هادي إلى مدينة عدن، أكد الحود أن عودة الرئيس هادي في السابق هي لأسباب أمنية بحتة، وكذلك سياسية أدت إلى أن الرئيس هادي لن يعود إلى العاصمة المؤقتة عدن، موضحا عن مصادر سرية أن هناك اتفاق ابرم بين المجلس الانتقالي ومن وراءه دولة الإمارات العربية، وبين الرئاسة اليمنية والمحسوبين على حزب الإصلاح في الحكومة الشرعية برعاية سعودية، وأضاف أن الجانبين اتفقا على إدارة المناطق المحررة، على أن تقوم الحكومة اليمنية ممثلة برئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر، بأعمالها و تسير الأعمال في المناطق المحررة وحل الأزمات منها المشقات النفطية وحل مشكلة الكهرباء .
وتابع أن المجلس الانتقالي عليه الالتزام بالتهدئة وكذلك التهدئة الإعلامية بالذات، وهذا الاتفاق لم يكشف عنه عبر وسائل الإعلام، لكنه تم في الرياض وشمل الاتفاق منزل المحافظ وإدارة مدينة عدن المتواجدة في مديرية المعلا، التي تدخل ضمن الاتفاق الذي يبدو أنه يتعرض دائما للنقض من قبل الحكومة الشرعية،التي ما دأبت تهاجم الإمارات العربية المتحدة إعلاميا وتشن عليها الحملات الكثيرة في هذا الجانب، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق يأتي بالتزامن مع سيطرة قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات، على مناطق واسعة في مدينة عدن وشبوة وابين ولحج وحضرموت والسيطرة سيطرة كاملة على المنافذ البرية والبحرية .
وختم الحود كلامه قائلا إن " الحكومكة باتت ترى نفسها خارج اللعبة ولم تعد لها أي نفوذ عسكري أو تواجد عسكري على الأرض، غير تواجد ضئيل غير محصور عبر الألوية الرئاسية التي يتهمها الكثير أنها تحتوي خليط من تنظيم القاعدة وداعش وعناصر متشددة يتواجدون ضمن ألوية الحماية الرئاسية"، مؤكدا أن هذه المعلومات غير مؤكدة ولكن تحدثت عنها الكثير من المصادر الصحفية والمصادر الاستخبارتية التابعة للتحالف العربي.