أسطورة سباقات السرعة أوسين بولت

بعد فوزه بذهبية سباق 100 متر في بطولة العالم لألعاب القوى المقامة حاليًا في بكين، أكد أسطورة سباقات السرعة أوسين بولت سيطرته المطلقة على هذه السباقات، فقد وصل رصيده إلى 15 ميدالية ذهبية لم تغب عنها الأرقام القياسية، سواء في الدورات الأولمبية أو بطولات العالم، حيث سبق له التتويج بـ 6 ذهبيات أولمبية في سباقات 100 و200 و4 X 100 م، وتمكن من الوقوف فوق منصات التتويج لبطولات العالم معانقًا الذهب 9 مرات في نفس السباقات «100 و200 و4 X100 م». وبمضي الوقت تتأكد أسطورة بولت، ليس لأنه يحصد الذهبية تلو الأخرى ويصنع أرقامًا قياسية ثم يحطمها، ولكن لأنه أصبح يجسد صورة الرياضي الشريف الذي ينتصر لأم الألعاب بعيدًا عن حمى المنشطات التي تجتاح عروس الدورات الأولمبية، كما أنه يتمتع بالتواضع وروح الدعابة والهدوء، ويسعى دائمًا أن يكون قدوة للصغار.

7 أسرار تقف خلف أسطورة بولت المتوج بـ9 ميداليات ذهبية في بطولات العالم من برلين 2009 إلى كوريا الجنوبية 2011 وصولًا إلى موسكو 2013 وبكين 2015، يبدو أنه بالإضافة إلى الحماسة والموهبة، أن هناك بعض الأسرار التي مكنت بولت من تحقيق تلك الانتصارات الإعجازية التي دعت البعض إلى منح العدَّاء الذي يحصل على المركز الثاني لقب البطل، بعد أن أصبحت منافسة بولت على المرتبة الأولى دربًا من الخيال.

1ـ طول القامة

يأتي طول القامة على رأس أسرار تفوق بولت، فهو يتميز بالطول الفارع «1.96 سم»، وهو الذي نجح في تحطيم الاعتقاد الخاطئ الذي يسيطر على البعض، وهو أنه يجب على عدّاء سباقات السرعة أن يكون متوسط القامة كي يحقق نتائج جيدة، ولكن أوساين بولت أثبت خطأ ذلك، فهو يملك السرعة الخارقة مستفيدًا من طول القامة

2ـ الهدوء والتوازن

الهدوء هو ثاني أسرار أسطورة بولت، فهو لا يعرف التوتر ويؤمن أن سباق السرعة ليس مسألة حياة أو موت، بل مجرد مسابقة رياضية يشارك فيها، ولا يجب عليه أن يكون متوترًا، بل إنه يتعمد الاحتفال وإظهار مشاعر البهجة قبل وعقب السباقات التي يخوضها، ولم يتعرض بولت لموقف ظهر خلاله التوتر سوى في مناسبة واحدة، حينما تعجل في الانطلاقة في سباق 100 ببطولة العالم في كوريا الجنوبية عام 2011 فخسر السباق، وهي المرة الوحيدة التي لم يفز خلالها بالذهبية.
3ـ احترام الذات والآخر

ثالث أسرار الأسطورة بولت هو احترام الذات أولًا، واحترام المنافسين على عكس ما يروِّج له البعض، حيث يظهر أمام الكاميرات وهو يرقص ويعانق الناس، كما ينحني للجمهور، مما يجعله أقرب إلى التوازن النفسي، فهو يتمتع بعلاقات جيدة مع الجميع، سواء المنافسين أو الجمهور، وكذلك يجيد التعامل مع وسائل الإعلام، مما يجعل أقرب إلى الأسطورة الكاملة.

4ـ الطاقة الروحانية

الطاقة الروحانية والإيمان بالله هما أحد أهم أسرار تفوق بولت كما يقول المقربون منه، فقد أكد طبيب الفريق هيرب إليوت، بأن ما يميّز بولت هو تدينه، فالإيمان بالله يدفع الفرد إلى تحقيق الكثير، ومن دون قدرة الله لا يمكن لأحد أن يحقق شيئًا، كما أن الطاقة الروحانية تلهم الرياضي لتحقيق أفضل الإنجازات، فالأمر لا يقتصر على الإعداد البدني والتدريب والقدرات الخاصة فحسب، بل يجب أن يتمتع البطل بطاقة روحانية ملهمة.

5ـ الغذاء الطبيعي

أما خامس أسرار العداء الجامايكي أوساين بولت هو الاعتماد على الغذاء الطبيعي الخالي من أية مواد مخصبة، والتي تضاف عادة إلى النباتات لزيادة نضجها عند النمو، ويبدو أنه اكتسب هذا الأمر بصورة طبيعية نابعة من البيئة التي تربي وعاش فيها، حيث لا تعاني جامايكا من سلبيات التقدم «على الطريقة الغربية»، مما ساعد بولت على أن يكون أقرب إلى الغذاء الطبيعي.

6ـ القدوة

سادس دوافع بولت للتفوق وتحقيق النصر تلو الآخر دون كلل أو ملل، هو رغبته في أن يصبح قدوة، فلم يسبق له تعاطي المنشطات، كما أنه يكره استخدام العنف والجريمة، وهي من الأمور الشائعة في عالم اليوم، ولكن بولت يتمتع بمقومات الشخصية التي تصنع منه قدوة للصغار والشباب، وهو يسعى دائمًا للحفاظ على هذه الصورة.

7 ـ المحنة الملهمة

أما سابع الأسرار والمفاتيح في شخصية بولت فهي قدرته على تحويل المحنة إلى ميزة تنافسية، حيث يقول طبيب فريق جامايكا لألعاب القوى بأن الأفارقة الذين انتهى بهم المطاف إلى جامايكا كانوا الأقوى في خصائصهم الجسدية، وهذا ما ساعد بولت وزملاءه في الفريق، ويضيف بأن جامايكا شهدت أكبر تمرد ضد العبودية في العالم، حيث كانت السفن تحمل العبيد الأفارقة إلى جزر الكاريبي، وهذا أدى إلى خلق ثقافة التصميم والإرادة والتي أدت إلى النجاح في رياضات ومنافسات ألعاب القوى.