لندن - أ.ف.ب
قد تكون العلاقة بين سائقي ريد بول- رينو الألماني سيباستيان فيتل، بطل المواسم الثلاثة الأخيرة، والأسترالي مارك ويبر في أدنى مستوياتها بعد الذي شهده سباق ماليزيا، المرحلة الثانية من بطولة العالم لسباقات "فورمولا وان"، في 24 من الشهر الماضي لكن مدير الفريق كريستيان هورنر واثق من أن السائقين سيعملان معاً من أجل مصلحة الفريق. ويدخل ريد بول- رينو إلى سباق نهاية الأسبوع المقبل على حلبة شنغهاي الصينية وسط أجواء مشحونة بين سائقي الفريق بعد الذي حصل في ماليزيا حين أثار فيتل حفيظة فريقه وزميله الأسترالي بعدما تجاوز الأخير على حلبة سيبانغ خلافاً لأوامر الفريق الذي طلب منه المحافظة على المركز الثاني ومن زميله عدم الضغط على سيارته والإطارات من أجل ضمان إنهاء السباق في المركز الأول. وكان ويبر يعتزم عدم الصعود إلى منصة التتويج بعد السباق لتسلم كأس المركز الثاني قبل أن يرضخ في النهاية لرغبة إداريي الفريق، وهو قد واجه زميله الألماني في مرأب الفريق متهماً إياه بمخالفة أمر "مالتي 21"، العبارة التي يستخدمها ريد بول للطلب من سائقيه المحافظة على مركزهما. لكن هورنر أكد أن المشكلة بين السائقين أصبحت من الماضي وبأن التوتر بينهما لن يؤثر على مسير ريد بول في بطولة هذا الموسم، مضيفاً في تصريح لشبكة "سكاي سبورتس أف 1": "السائقان يعلمان وجهة نظر الفريق حيال ما حصل في ماليزيا، لقد ناقشنا هذا الأمر وقمنا بتسوية المسألة". وتابع: "يعلمان بأن الخصوم الحقيقيين هم من خارج الفريق وليس داخله، كل النجاح الذي حققناه جاء نتيجة عملنا في مجموعة واحدة، وهذا الأمر سيتواصل، نعم ستكون هناك منافسة (بين الزميلين). لا أتوقع بأنهما سيمضيان عطلة الميلاد معاً أو أي شيء من هذا النوع". وواصل هورنر: "لكنهما شخصان محترفان وسيعملان من أجل مواصلة تقدمنا، المنافسة بينهما ستغذيهما وستمنحهما الاندفاع، وهذا الأمر يدفع كل منهما في نهاية المطاف إلى تقديم أفضل ما لديه، سيباستيان يستخرج أفضل ما في مارك، ومارك يستخرج أفضل ما في سيباستيان لأنهما يدفع بعضهما بعضاً إلى أقصى الحدود". وكان فيتل تقدم باعتذار شخصي من جميع الأفراد العاملين في ريد بول لما بدر عنه خلال سباق "سيبانغ" بعد أن قام بزيارة مقر الفريق في ميلتن كينز (قرابة 72 كلم شمال غرب لندن) بهدف التحضير للسباق المقبل. وسبق لفيتل أن اعتذر أيضاً من زميله ويبر الذي تحدثت التقارير عن احتمال رحيله عن ريد بول في الأيام القليلة المقبلة لأنه يرى بأن الفريق يدعم زميله الألماني على حسابه، لكن هورنر يأمل أن يدرك السائق الأسترالي بأن الفريق لم يفعل في السباق الماضي أي شيء يؤثر على حظوظه في تحقيق الفوز بل إنه أمر بوضوح زميله الألماني بالبقاء ثانياً لكن الأخير خالف الأوامر. وتحدثت بعض وسائل الإعلام عن عدم مشاركة ويبر في السباق المقبل في "شنغهاي" احتجاجاً على ما حصل معه في "سيبانغ"، لكن والد السائق الأسترالي أكد مشاركة نجله رغم العلاقة المتوترة مع زميله فيتل. وسافر ويبر إلى أستراليا للتفكير بعض الوقت، وتردد أنه يفكر بالغياب عن السباق المقبل لكن والده آلن ويبر أكد قائلاً: "سنكون في الصين للسباق المقبل". من جهته، أكد مالك الفريق النمسوي ديتريخ ماتيشيتس بأن ويبر سيكون مرشحاً بقوة ليكون السائق الثاني في الفريق لموسم 2014، مضيفاً في تصريح لمجلة "سبيدويك" الألمانية: "في ما يخص مسألة اعتزاله، فإنه الشخص الوحيد الذي يقرر في هذه المسألة، لكنه ودون أدنى شك من المرشحين الأقوياء لموسم 2014 ليكون سائق الفريق مجدداً". لكن "بيلد" الألمانية ذكرت بأن السائق الأسترالي يتوجه لاعتزال سباقات الفئة الأولى الموسم المقبل من أجل قيادة سيارة بورش الألمانية في عودتها إلى سباق لومان في 2014، علماً بأنه خاض هذا السباق سابقاً عامي 1998 و1999 مع مرسيدس. هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيتل فيها ويبر على الحلبة وخارجها، إذ يبقى سباق تركيا عام 2010 عالقاً في الأذهان أيضاً بعدما أهدى الأول البريطاني لويس هاميلتون فوزه الأول خلال الموسم وأشعل الحرب مع زميله الأسترالي بعدما اصطدم بالأخير عندما كان سائقاً الفريق النمسوي يتوجهان لحصد ثنائية الجائزة التركية. ورغم توتر العلاقة بين زميلي الفريق الواحد، استبعد هورنر في حديث سابق وصول سائقيه تماماً إلى مرحلة عدم ثقة بعضهما ببعض، مضيفاً: "لنكن صريحين، لم تكن هناك بينهما ثقة تامة منذ حادثة إسطنبول عام 2010 لكن هناك بينهما احتراماً كبيراً، إذا عدتم إلى السباق الأخير (الموسم الماضي) في البرازيل، فقد طلب من مارك المحافظة على مركزه لكنه قرر مزاحمة زميله، هذه الأمور تحصل، إنهما متسابقان وسيذهبان إلى أقصى الحدود، هذا هو تكوينهما الجيني؛ ولهذا السبب وقعنا معهما للقيام بما يقومان به ولتقديم ما قدماه بوصفهما زميلين في الأعوام الخمسة الأخيرة. ومن المؤكد أن ويبر يسعى جاهداً إلى الخروج من ظل فيتل، خصوصاً أنه لم يخف يوماً امتعاضه من اكتفائه بلقب دور السائق الثاني في الفريق ووصل به الأمر إلى مخالفة الأوامر ومحاولة تجاوز زميله الألماني على حلبة "سيلفرستون" في سابق حاسم من موسم 2011. ويبدو أن مسألة الارتباط بويبر لموسم واحد فقط ثم تمديد العقد من موسم إلى آخر بسبب تقدمه في العمر (36 عاماً حالياً)، يعطي السائق الأسترالي الدفع لكي يقول لمسؤولي الفريق: إنه بإمكاني الفوز. وقد أظهر ذلك خلال موسمي 2010 و2011 حين خرج فائزاً من خمسة سباقات وصعد إلى منصة التتويج في 15 مناسبة أخرى، منهياً البطولة في المركز الثالث لموسمين على التوالي.