إنشيون - واس
يواجه عنابي اليد اليوم في الساعة الرابعة بتوقيت كوريا الجنوبية، الساعة العاشرة صباحا بتوقيت الدوحة، نظيره الإيراني في الدور نصف النهائي من المسابقة التي تقام ضمن منافسات الألعاب الآسيوية السابعة عشرة الجارية حاليا بمدينة إنشيون.
وتعد المباراة بمثابة الحاجز ما قبل الأخير في طريق منتخبنا للمباراة النهائية، فيما يواجه كوريا الجنوبية منتخب البحرين.
وكان عنابي اليد قد حقق العلامة الكاملة بامتياز وتفوقا كبيرا في كل مبارياته التي خاضها منذ بداية الدورة، حيث فاز بها كلها، عكس متحديه الإيراني الذي تعثر في منافسات الدور الرئيسي (الدور الثاني) وخسر اثنتين من مبارياته وحالفه الحظ للتأهل إلى المربع الذهبي.
ولكن هذا لا يعني أن مباراتنا اليوم ستكون سهلة، بل الفوز يحتاج إلى جهد مضاعف وعدم الاستهانة بالخصم وإلى المثابرة من أجل تحقيق الهدف المنشود.
وكان منتخبنا قد استعد لمواجهة نظيره البحريني بحصة تدريبية خاضها يوم أمس، بينما خلد إلى الراحة يوم السبت الماضي بقرار من الجهاز الإداري الذي آثر أن يتمتع لاعبونا بيوم فراغ يستريحون فيه من عناء ضغط البرنامج المزدحم لمسابقة كرة اليد في دورة الألعاب الآسيوية.
ومن المعلوم أن العنابي بلغ محطة دور الأربعة في منافسات اليد بآسياد إنشيون 2014 بعد أن لعب ست مباريات مقسمة على دورين، بواقع ثلاث مباريات في الدور التمهيدي وثلاث مباريات أيضا في الدور الرئيسي، قدم فيها عروضا قوية جدا وأداء مقنعا وحسم نتائجها بفارق مهم من النقاط.
وكان العنابي قد استهل مشواره بالآسياد الكوري الجنوبي، بالتنافس خلال الدور التمهيدي في المجموعة الثالثة، حيث أوقعته القرعة الخاصة بالمسابقة إلى جانب اثنين من أشقائه الخليجيين، منتخبي عمان والإمارات، إضافة إلى المنتخب الصيني.
وكما كان متوقعا فقد اكتسح منتخبنا القوي المجموعة، طولا وعرضا، واستعرض عضلاته على منافسيه فأتخم وفادة الأحمر العماني بنتيجة 3—19 وتفوق على الأبيض الإماراتي 27-15 ثم حول مباراته أمام نظيره الصيني إلى أشبه بوحدة تدريبية جرب فيها كل طرق التهديف من مختلف الوضعيات والزوايا.
وقد اختلف المنافسون في المجموعة الأولى التي صعد إليها ضمن منافسات الدور الرئيسي، إلا أن أداء منتخبنا لم يختلف، بل بقي مستقرا على العموم وتابع سيره في خط تصاعدي انفجرت خلاله قوته وتواصلت إبداعاته التي لم تقل أو تتأثر رغم الجهد البدني المبذول وضغط المباريات.
وكان الأزرق الكويتي أول منتخب منذ بداية مسابقة اليد في آسياد إنشيون ينجح في الخروج من أمام العنابي بأقل الأضرار والخسائر، حيث إن الفارق النهائي الذي تأخر به في النتيجة توقف عند رصيد أربعة أهداف بعد أن انهزم أمامه بنتيجة 21-25.
ولكن سرعان ما عادت يدنا القوية إلى الضرب وهز شباك المنافسين والإجهاز عليهم بلا شفقة ولا رحمة، حيث تغلب منتخبنا على نظيره البحريني 28-19، فكان هذا الفوز بمثابة جسر العبور المبكر إلى الدور نصف النهائي.
لاشك أن الأجواء المحيطة بمنتخبنا لليد تبدو إيجابية جدا ومشجعة، خصوصا أنه يحظى باهتمام ورعاية كبيرين من قبل المسؤولين الحريصين على أن يوفروا له أقصى شروط ومتطلبات النجاح.
ومن البديهي أن منتخبنا يتمتع بروح عالية جدا وثقة مهمة في النفس، لكنها لاتصل إلى حد الإفراط بالتقليل من إمكانات خصمه الإيراني حتى وإن كان قد تأهل بلا إقناع وإنما بفضل التوفيق والحظ.
وقد أجمع لاعبونا بعد التأهل لدور الأربعة على أنهم يحترمون المنتخب الإيراني حتى وإن كان قد وصل بصعوبة إليه، لأن منطق القوي والأقل منه قوة غير ثابت دائما في كرة اليد، كما هو الشأن في عدة رياضات، التي يبقى عنصر المفاجأة فيها واردا.
وأنهم سيلعبون كالعادة بأقصى درجات التركيز ولن يتركوا أي جهد دون أن يبذلوه كما فعلوا دائما، حيث كانوا يخوضون كل مبارياتهم وكأنها نهائي.
ومن المنتظر أن يلعب منتخبنا بنفس النهج التكتيكي الذي نافس به منذ بداية الدورة والذي يتأسس على طريقة 6-0 في الدفاع وقد أكدت مبارياته السابقة أنه يتوفر على واحد من أقوى الدفاعات.
ورغم أن كل العناصر مهمة جدا إلا أن اعتماده على الأداء الجماعي يحد من احتمال تأثره واهتزاز مستواه وأدائه عندما يغيب أحدهم، بدليل أنه يلعب في الدورة دون صانعي ألعابه الأول والثاني، وهما وجدي بوسنان الذي أصيب قبل انطلاق الآسياد، ثم كمال الدين ملاش في أول مباراة أمام عمان، فتعذر عليه أن يلتحق بزملائه في باقي المباريات، إلا أن البركة في الباقين دائما.
ومن أبرز اللاعبين الذين تميزوا في العنابي بالمباريات السابقة نجد اللاعب القوي رافاييل الذي أحرز 21 هدفا كأفضل هداف بالعنابي، يليه الأيمن يوسف بن علي وحمد ممدي وكل واحد منهما أحرز 18 هدفا.
وتميز محمود زكي على مستوى التمرير الحاسم، حيث يحتل المركز الأول برصيد 33 تمريرة حاسمة، كما أنه يحتل المركز الثاني من حيث التمرير الحاسم والتهديف، حيث أحرز 16 هدفا.
ويقف بين الخشبات حراس جيدون يبلون البلاء الحسن في التصدي لتسديدات المنافسين والخصوم، خصوصا حمدي الميساوي وجوران.
وكان رئيس اتحاد كرة اليد أحمد الشعبي قد اعتبر في تصريحات سابقة أن العنابي يتقدم من مباراة إلى أخرى ويقطع خطوة وراء أخرى في درب تحقيق الأهداف دون أن يود الكشف عن أن منتخبنا مؤهل للذهب.
ويسعى رئيس اتحاد اليد دائما إلى رفع الضغط عن اللاعبين، لأنه يعتبر الخطر الأول بالنسبة لهم والذي بإمكانه أن يقف حجر عثرة في طريقهم إلى النجاح.
وقد أكد هلال العنزي مدير العنابي لليد في آخر تصريح له أن منتخبنا استعد بالكيفية التي تتناسب وتليق بأهمية مباراة اليوم التي لا تنبغي الاستهانة بالخصم الإيراني فيها، بغض النظر عن تعثره في مباراتين.
إلا أنه أكد أن منتخبنا يسعى للفوز للتأهل إلى المباراة النهائية، ولذلك فإن اللاعبين لن يدخروا جهدا في نيله.
بعد الخسارة من الإيراني طائرتنا في مهمة البقاء أمام الهند
سيكون عنابي الطائرة على موعد بعد ظهر اليوم مع نظيره الهندي في دور البلاي أوف ضمن منافسات المجموعة الخامسة.
وكان منتخبنا قد مني أمس بهزيمته الثانية على التوالي في دورة الألعاب الآسيوية السابعة عشرة، حيث سقط أمام نظيره الإيراني بثلاثة أشواط دون مقابل 25-19 و25-18 و25-19 في زمن ساعة وتسع دقائق.
وكان عنابي اليد الذي حقق فوزين متتاليين في الجولتين الأولى والثانية بمنافسات المجموعة الأولى على حساب كل من الصين تايبيه وكازاخستان بثلاثة أشواط لصفر، قد خسر أول أمس أمام منتخب كوريا الجنوبية في الجولة الثالثة ضمن منافسات المجموعة الأولى بثلاثة أشواط لصفر.
ويبدو أن طائرتنا بعد أن أقلعت وحلقت عاليا في أول مباراتين قد تعرضت إلى عطب فني تسبب في نزولها اضطراريا مرة أخرى.