الرباط ـ قنا
حسم التعادل السلبي نتيجة المواجهة الودية التي جمعت مساء اليوم، بين المنتخب القطري الأول لكرة القدم ونظيره المغربي على ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء بالمغرب في إطار استعدادات العنابي لخوض منافسات خليجي 22 بالرياض نوفمبر القادم فيما يستعد المنتخب المغربي لكأس إفريقيا التي يستضيفها مطلع العام المقبل.
وقدم المنتخب القطري مباراة كبيرة أمام منافس قوي وكان قريبا من تحقيق نتيجة إيجابية، لو استغل الفرص الكثيرة الضائعة التي أتيحت له، في نفس الوقت كان المنتخب المغربي كعادته خطيرا وسعى لتحقيق فوز معنوي لإرضاء جماهيره وحصل بدوره على فرص كثيرة نجح حارس المنتخب القطري قاسم برهان في التصدي لها ببراعة.
ولم يقدم منتخب المغرب المردود الفني المبهر والذي يطمئن المغاربة بإمكانية المنافسة على لقب أمم إفريقيا التي سيحتضنها المغرب بعد 4 أشهر من الآن. وجاءت التجربة قوية وجيدة للغاية وحققت فوائد عديدة على المستوى الفني، خاصة في الشوط الأول الذي اتسم بالقوة وبالأداء الهجومي من الجانبين، وتراجع الآداء المغربي في الشوط الثاني وظهر أقل هجوما، وهو ما لم يستغله العنابي بالشكل الجيد. وقدم العنابي في الشوط الأول آداء جيدا، وظهر لاعبوه متماسكين خاصة في الدفاع، واستطاع تهديد أسود الأطلسي بأربع فرص محققة، لكن اللمسة الأخيرة كانت تنقصها الدقة والتركيز.
وبدأ المنتخب المغربي ضاغطا بواسطة لاعبيه يوسف العربي (مهاجم) وعمر القادوري الذي حاول التعامل مع تمريرة عرضية برادة لكن تدخل دفاع المنتخب القطري أحبط المحاولة. كما حاول اللاعب برادة وقادوري التسديد في أكثر من مناسبة من بعيد دون أن يهدّد مرمى الحارس القطري برهان. أشبال المدرب الجزائري جمال بلماضي راهنوا على المرتدات الخاطفة والخطيرة والتي كان بإمكانها أن تثمر هدفا أول، بعد انفراد صريح للمهاجم سيبستيان سوريا بالحارس الزنيتي بعد تمهيد جيد من اللاعب خلفان قبل أن ينقذ الزنيتي مرماه عبر فترتين. وانتهى شوط المباراة الأول بالتعادل السلبي حيث تحكم منتخب المغرب بالكرة من دون تهديد صريح لمرمى المنتخب القطري الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج متقدما لولا إضاعة سيبستيان سوريا لهدف محقق. وحاول مدرب المغرب بادو الزاكي تعزيز قوة هجوم منتخبه بالدفع بلاعب سيفا سبور التركي عاطف شحشوح والظهير الأيسر زكريا بركديش، مقابل هذا أخرج المدرب بلماضي اللاعب إسماعيل أحمد وأدخل لاعب الوسط عبد المقصود، دون أن يتغير شكل المباراة بل نزل الإيقاع أكثر، بعدما نجح اللاعب خوخي بوعلام من إحباط تحركات قادوري محور تحركات منتخب المغرب. وعلى امتداد ربع ساعة من الشوط الثاني لم يختبر الحارس القطري قاسم برهان، الذي ظل في راحة كبيرة وهو ما خلف حالة من صافرات الإستهجان وسط أنصار المنتخب المغربي.
وهدد المنتخب القطري في الدقيقتين 65 و 66 مرمى منتخب المغرب بعد كرة قوية سددها مرة أخرى سيبستيان سوريا وأعاد الكرة اللاعب خوخي بوعلام من خارج منطقة العمليات وصلت كرته سهلة للحارس الزنيتي. ولعب الزاكي كل أوراقه الهجومية بإخراج المدافع داكوستا وإدخال مهاجم ملقا الإسباني نور الدين مرابط في محاولة لمباغتة المنتخب القطري وذلك قبل 20 دقيقة من نهاية المباراة، بينما سحب المدرب بلماضي نجم منتخب قطر خلفان وأدخل مكانه علي أسد لاعب السد بآخر 10 دقائق في محاولة لامتصاص ضغط المنتخب المغربي. وسدد عاطف شحشوح كرة رائعة من مسافة بعيدة بالزاوية البعيدة على مرمى الحارس قاسم برهان والذي بذل مجهودا كبيرا لصدها بالدقيقة 82، ليصاب ويترك مكانه للحارس سعد عبد الله. ولم يستطع منتخب المغرب فك شفرة دفاع العنابي فيما تبقى من دقائق ليتعادل المنتخبان وسط مخاوف كبيرة ومشروعة لجماهير المنتخب المغربي، بسبب المردود الفني المتوسط قبل أربعة أشهر فقط من ضربة بداية المونديال الإفريقي، حيث يحمل منتخب الأسود على أكتافهم آمالا عريضة لتحقيق اللقب القاري الثاني بتاريخهم، بينما نجح المنتخب القطري في إثبات ذاته بإحراج أسود الأطلس على ملعبهم والظهور بالشكل المشرف قبل الدخول في غمار الجديات المتمثلة في خليجي 22 بالرياض.