الدوحة - قنا
تتجه انظار العالم الأحد نحو صالة لوسيل لمتابعة "الحدث التاريخي الحلم" في نهائي بطولة العالم الرابعة والعشرين لكرة اليد الذي يجمع لأول مرة المنتخب القطري مع منتخب فرنسا. ويعد العنابي أول منتخب غير أوروبي يتأهل إلى نهائي البطولة منذ العام 1938.
فبعد الفوز على بولندا في نصف النهائي يوم الجمعة 31/ 29، ستواجه الدولة المستضيفة فرنسا في النهائي ويلي النهائي مباراة الميدالية البرونزية بين بولندا وإسبانيا. وتأهل العنابي إلى نصف النهائي بعد تفوقه على ألمانيا 26 - 24 في ربع النهائي الذي تأهل له بعد فوزه على النمسا في دور الـ 16 بنتيجة 29 -27، وكان قد وصل إلى دور الـ 16 بعد أن حل ثانيا في المجموعة الأولى التي ضمت بجانبه منتخبات إسبانيا بطلة العالم وبيلاروسيا والبرازيل وتشيلي وسلوفينيا. وحقق منتخب قطر الفوز في أربع بدور المجموعات مباريات ليحتل وصافة مجموعته بثماني نقاط خلف إسبانيا المتصدرة بعشر نقاط. وفي كافة بطولات العالم الخارجية، فهي المرة الثامنة التي يتأهل فيها المنتخب المستضيف إلى النهائي وتضم الدول التي فازت بالميدالية الذهبية على أرضها كلاً من ألمانيا (1938، 2007)، السويد (1954)، فرنسا (2001)، وإسبانيا (2013). وقد يصبح ريفيرا فاليو مدرب العنابي المدرب الأول الذي يقود منتخبين إلى لقب بطولة العالم بعد تدريب المنتخب الإسباني منذ عامين. المدرب الوحيد الذي حقق إنجازاً على هذا المستوى هو الكرواتي فلادو شتنزيل الذي حقق الميدالية الذهبية في الأولمبياد مع يوغسلافيا عام 1972، ولقب بطولة العالم مع ألمانيا الغربية عام 1978. وسيترقب ريفيرا أيضاً مباراة الميدالية البرونزية، فإذا فازت بها إسبانيا، ستكون المرة الأولى التي يحقق فيها الوالد وابنه (فاليرو ريفيرا الابن) ميداليتين مع منتخبين مختلفين في البطولة نفسها. ويعتبر ريفيرا من المدربين الأكثر نجاحاً في تاريخ كرة اليد حيث حقق أكثر من 70 لقباً وكأساً مع أف سي برشلونة من ضمنها خمسة ألقاب متتالية في دوري الأبطال. ويستمر عقد ريفيرا مع الاتحاد القطري لكرة اليد للعام 2016 وقد اقترب من حلم المشاركة في الألعاب الأولمبية 2016. إذا فازت قطر على فرنسا، تحجز مكاناً لها في ألعاب ريو. وإذا خسرت، تكون أحد المرشحين الكبار في تصفيات القارة الآسيوية للأولمبياد في أكتوبر التي تجري في الدوحة. وبعد التأهل الى المباراة النهائية قال لاعب المنتخب القطري بوريا فيدال: "دخلنا التاريخ بالفعل، إنه أشبه بالحلم ولا نريد أن نصحو قبل يوم الاثنين، سنعمل بقوة غدا من اجل الفوز الذي اصبح قريبا بعد صولنا الى المباراة الختامية في هذه البطولة الرائعة". وقال الظهير الأيسر برتران روان، الذي قد يدخل التاريخ إذا نالت قطر الميدالية الذهبية،"نستحق أن نكون في النهائي حتى لو لم يتوقع أحد وصولنا إلى هذه المرحلة." وبدوره قال يوسف بن علي "الجميع ساهم في تحقيق هذا الانجاز بوصولنا الى النهائي والجميع بذلوا مجهودات كبيرة من اجل الفوز وسنكون يوم الأحد على قلب رجل واحد من أجل تحقيق حلم طال انتظاره". وأكد أن العنابي استعد جيدا للمواجهة، وأن الملعب سيكون الفيصل أمام فرنسا في تحديد هوية الفريق الفائز. و تأهل المنتخب القطري إلى البطولة الحالية لكونه البلد المستضيف وكانت مشاركته معقولة في البطولة الماضية التي أقيمت في إسبانيا حيث حل في المركز العشرين. وتعد قطر ثالث الدول العربية التي تحتضن المونديال بعد مصر في 1999 وتونس في 2005، والأولى في الدول العربية المنتمية لقارة آسيا. مشاركة المنتخب القطري لكرة اليد في البطولة الحالية هي الخامسة في تاريخ كرة اليد القطرية، حيث كانت المشاركة الأولى في مونديال البرتغال عام 2003 بعد أن حل العنابي وصيفا في البطولة الآسيوية العاشرة التي أقيمت في مدينة أصفهان الإيرانية عام 2002، ثم جاءت المشاركة الثانية في مونديال تونس عام 2005 بعد حصول المنتخب على المركز الثالث في البطولة الآسيوية الحادية عشرة التي استضافتها الدوحة عام 2004. وكانت المشاركة الثالثة في مونديال ألمانيا عام 2007 التي تأهل إليها المنتخب عقب إحرازه المركز الثالث في البطولة الآسيوية الثانية عشرة التي أقيمت في العاصمة التايلندية بانكوك عام 2006. وفى هذا الاطار قال أحمد الشعبي رئيس اتحاد كرة اليد أن المنتخب القطرى سيقاتل يوم الأحد فى المباراة النهائية أمام المنتخب الفرنسى وسيسعى بكل قوة إلى تحقيق الفوز مؤكدا أن طموحات العنابي أصبحت كبيرة لتحقيق إنجاز فريد من نوعه بالتتويج بلقب المونديال ليكون المنتخب القطري هو المنتخب الوحيد في العالم من خارج أوروبا الذي ينجح في إحراز لقب كأس العالم. وأضاف الشعبى أن الثقة كبيرة في اللاعبين لتحقيق الطموحات علي الرغم من صعوبة المهمة في النهائي، وهدفنا حاليا هو إحراز كأس العالم ونحتاج لمساندة ودعم جمهورنا لأن حضور الجماهير سيكون دافعا وحافزا قويا للاعبين لتقديم أفضل المستويات خلال مباراة الغد كما حدث في المباريات السابقة حيث لاننسى دور الجماهير القطرية التي ملأت المدرجات وقدمت كافة انواع الدعم وكانت سببا رئيسيا في التواجد بالنهائي. واكد رئيس اتحاد كرة اليد ان التحضيرات للنهائي بدات عقب الفوز علي بولندا في نصف النهائي حيث جهزنا اللاعبين من جميع النواحي خاصة من الناحية النفسية والمعنوية ونحن نتوقع منهم اداء قويا امام المنتخب الفرنسي. ومن جانبه أكد محمد جابر الملا أمين السر العام للاتحاد القطري أن المنتخب سيسعى بكل قوته إلى تحقيق الحلم امام فرنسا وقال إن رجال المنتخب قادرون علي مواصلة رحلة التألق بالفوز علي فرنسا والتتويج بلقب البطولة ولا يوجد مستحيل في كرة اليد إذا كانت العزيمة والروح القتالية حاضرة كما أن الجمهور القطري سيكون اللاعب الاضافي في لقاء غد كما كان في المباريات السابقة. وأوضح أن كل المؤشرات تؤكد أن المنتخب القطرى قادر علي الرغم من صعوبة المهمة وهذا الشعور نابع من ثقتنا الكبيرة في الفريق ولكن يجب أن لا ننسى أن المنافسة صعبة لأن المنتخب الفرنسي يبحث عن الفوز باللقب هو الآخر وبالتالي هذه المباراة تمثل صراعا وتحديا كبيرا بين المنتخبين وسيدخل العنابي اللقاء بعزيمة قوية وبشعار الفوز من أجل حسم الميدالية الذهبية والصعود لمنصة التتويج العالمية. وأعرب الملا عن أمنيته في أن يكون المنتخب القطري في الموعد متسلحا بجماهيره وبالروح القتالية من أجل إنجاز المهمة وتحقيق الفوز.