استجاب المدرب الأسطوري فيل جاكسون أخيراً لما أراده الملايين من عشاق دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين ورجال الاعلام الرياضي على حد سواء، وقارن بين لاعبيه السابقين مايكل غوردان وكوبي براينت. "غوردان كان أفضل في قيادة رفاقه إلى المعركة، وبراينت رجل الفوز مهما كان الثمن وسيسجل 81 نقطة بمفرده إذا ما دعت الحاجة"، هذا ما قاله جاكسون في كتابه الجديد "11 خاتماً: روحية النجاح" الذي يتحدث فيه عن مشواره التدريبي والالقاب الـ11 التي احرزها مع غوردان وبراينت في شيكاغو بولز (1991 و1992 و1993 و1996 و1997 و1998) ولوس انجليس ليكرز (2000 و2001 و2002 و2009 و2010) على التوالي. ورأى جاكسون الذي يتصدر لائحة المدربين الاكثر فوزا بلقب الدوري الاميركي بفارق لقبين امام ريد اورباخ، بأن غوردان كان يمثل القوة والصلابة فيما يتميز براينت بالسلاسة والسرعة، مشيراً إلى أن رغبة اللاعبين بإحراز الألقاب كانت على نفس القدر من الحماس والاندفاع وبأن براينت مستعد للتضحية بقدر غوردان من أجل تحقيق هذه الغاية. يذكر أن براينت لم يتمكن من المشاركة مع ليكرز هذا الموسم في البلاي أوف بسبب تمزق في وتر اخيل تعرض له أمام غولدن ستايت ووريرز ما ساهم بشكل اساسي في خروج فريقه من الدور الأول على يد سان انتونيو سبيرز الذي حسم المواجهة بأربع مباريات. "أحد أكبر الفوارق بين النجمين من وجهة نظري هو أن مايكل كان أكثر تفوقاً كقائد"، هذا ما كتبه جاكسون في كتابه المكون من 339 صفحة والذي نشر قسماً منه في صحيفة "لوس انجليس تايمز" الخميس. وأضاف "رغم أنه كان في بعض الأحيان قاسياً على زملائه، كان مايكل متمرساً في السيطرة على الجو العاطفي للفريق بفضل قوة حضوره"، واصفاً غوردان بأنه كان قائداً بالفطرة، فيما كان براينت بحاجة إلى التعلم كيفية السماح للآخرين القيام بعملهم لكي يقترب منهم أكثر عوضاً عن توجيه الأوامر. وتابع "كانت الطريق طويلة أمام براينت قبل أن يصل إلى هذا الأمر (أن يصبح قائداً). كان قادراً على اللعب بشكل جيد لكن كان عليه اختبار الحقيقة المرة للقيادة، خلافاً لمايكل الذي ولدت معه". ولطالما طلب من جاكسون الذي اعتزل التدريب في 2011 بعد أن بدأ مسيرته عام 1989 مع شيكاغو بولز (بقي في منصبه حتى 1998) ثم انتقل إلى ليكرز عام 1999 وبقي معه حتى اعتزاله (تخلى عن تدريب الفريق خلال موسم 2004-2005 قبل ان يعود في الموسم التالي)، أن يقوم بالمقارنة بين غوردان وبراينت لكنه رفض ذلك قبل أن يرضخ ويدخل في مقارنة تفصيلية من خلال كتابه الذي طرح في الأسواق الخميس. ورأى جاكسون أن براينت الذي سجل في إحدى المرات 81 نقطة في سلة تورونتو رابتورز، يتمتع بذهنية الفوز مهما كان الثمن ولا يعرف معنى لكلمة الاستسلام وسيواصل التسديد على السلة حتى لو لم يكن موفقاً حتى ينجح في التسجيل. أما غوردان فكان أفضل في مجاراة الوضع القائم وأفضل في التأقلم والاستماع إلى جسده وما يحاول أن يقول له في يوم معين، أي إذا كان يشعر بالإرهاق أو الأوجاع... واذا كانت تسديداته لا تجد طريقها إلى السلة فينتقل للتركيز على الناحية الدفاعية أو تمرير الكرات الحاسمة لزملائه، وإذا شعر أنه موفقاً في التسديد من خارج القوس فسيدك سلة الخصم بالثلاثيات حتى الثانية الأخيرة إذا كان فريقه بحاجة إلى تلك السلة التي تمنحه الفوز في الوقت القاتل. وتابع جاكسون "ميول مايكل كانت الاختراق بين المدافعين بقوة وصلابة فيما يحاول كوبي في أغلب الأحيان الاحتكام إلى السلاسة من اجل التوغل بين تكتل لاعبي الفريق الخصم". وأردف قائلاً "مايكل كان أقوى بكتفيه العريضين وبنيته الصلبة. كما تميز بيديه الكبيرتين اللتين سمحتا له التحكم بالكرة بشكل افضل والقيام بالتمويه الخادع. ميول غوردان كانت اقرب لجعل المباراة تأتي اليه عوضا عن المغالاة في استخدام يديه (اي المراوغات)، في حين يميل كوبي إلى فرض الحركة بالقوة خصوصا اذا كانت المباراة لا تجري كما يريد". وتحدث جاكسون عن الاختلاف في الشخصية بين غوردان وبراينت لأن الأول ولد وترعرع في الولايات المتحدة في حين أن الثاني أمضى معظم فترات طفولته في إيطاليا حيث كان والده جو "جيليبين" براينت لاعبا ثم مدرباً. "إنه مختلف"، هذا ما قاله جاكسون عن براينت الذي يتحدث الإيطالية والإسبانية إلى جانب لغته الأم، مضيفاً "كان متحفظاً كمراهق. جزء من ذلك يعود إلى أنه كان أصغر من اللاعبين الاخرين ولم يطور مهارات التواصل الاجتماعي في الجامعة. عندما انضم كوبي إلى ليكرز، تجنب في بادئ الأمر التآخي مع زملائه". وأشار جاكسون إلى أن براينت احتاج إلى بعض الوقت لكنه تعلم في نهاية المطاف أن يصبح زميلاً أفضل. وتطرق جاكسون في كتابه إلى تهمة التحرش الجنسي التي وجهت إلى براينت عام 2003 وكادت ان تهدد مسيرته الاحترافية قبل ان تسقط بعد عام، مشيراً إلى أن ما حصل غير الطريقة التي كان ينظر بها إلى براينت وجزء من ذلك يعود إلى ما اختبره شخصيا بعد تعرض ابنته لاعتداء ايام الجامعة. وتابع "حادثة كوبي اطلقت مجددا الغضب الذي كنت اشعر به في داخلي. لقد شوهت صورته عندي وجعلت علاقتي به متوترة طيلة موسم 2003-2004... الغضب كان يخنقني من الداخل". لكن جاكسون اشار إلى أن العلاقة بينه وبين براينت تجددت بعد الفوز بلقب 2009 على حساب أورلاندو ماجيك، مضيفا "النظرة والفخر في عيني كوبي جعلاً كل الألم الذي اختبرناه في رحلتنا معا يستحق العناء. كانت تلك لحظة انتصارنا. كانت لحظة مصالحة تامة ودفن لما حملناه معنا طيلة سبعة أعوام".