منذ تولى أنطونيو كونتي تدريب يوفنتوس في صيف عام 2011 شهدت سيدة تورينو العجوز ولادة جديدة مثيرة للاعجاب ففاز الفريق بدوري الدرجة الاولى الإيطالي لكرة القدم مرتين في موسمين بعد سنوات في الظل وإعادة النادي إلى وضعه السابق كقوة مسيطرة في الكرة الإيطالية. وحسم يوفنتوس لقبه 29 الاحد بعد موسم نادرا ما بدا أنه شيء آخر باستثناء كونه إعادة لما سبقه وتبادل نابولي وانترناسيونالي مطاردة البطل. والان يرغب كونتي في إضافة النجاح الأوروبي إلى سيطرة يوفنتوس المحلية وأكد بوضوح أنه يريد رؤية استثمار من جانب النادي. وقال كونتي عقب الخروج من دوري أبطال أوروبا على يد بايرن ميونيخ الشهر الماضي "إذا كنت تمتلك المال فستشتري لاعبين وتفوز". واضاف "هناك قوى ضخمة مثل ريال مدريد وبايرن ميونيخ وبرشلونة وباريس سان جيرمان حيث تبلغ دورة رأس المال هناك 400 مليون يورو أعتقد أننا بحاجة لتغيير كرة القدم الإيطالية وعندما أقول أنا فهذا يعني نحن.. الأندية الأخرى.. الإعلام.. الجماهير.. المؤسسات". وتابع "في الخارج يستثمرون الأموال في مشاريع.. هنا نتكلم عن الحكام وأنواع السيارات التي يمتلكها اللاعبون". وذكرت صحيفة غازيتا ديلو سبورت ان كونتي يرغب في تمديد عقده الذي ينتهي عام 2015 وزيادة في راتبه الذي يبلغ ثلاثة ملايين يورو وفقا لتقارير صحافية إلى خمسة ملايين. كما يرغب كونتي في ان يكون قادرا على شراء أفضل اللاعبين في العالم وحتى قبل حسم اللقب هذا الموسم المح المدرب إلى أنه سيدرس ترك النادي إذا لم يساعده على تحقيق طموحه. وقال كونتي الأسبوع الماضي "كونتي الانسان يرغب بالطبع في الاستمرار مع يوفنتوس". واضاف "ومع ذلك فهناك ايضا انطونيو كونتي المحترف الذي يحتاج إلى الجلوس مع النادي... تركت وظائف كبيرة من قبل عندما لم أثق في خطط النادي". ويمتلك كونتي الذي لعب ليوفنتوس لمدة 13 عاما وارتدى شارة القيادة في ثماني سنوات منها وفاز بلقب الدوري الإيطالي خمس مرات وكأس الاتحاد الأوروبي ودوري أبطال أوروبا عقلية خاصة بيوفنتوس تثير الألهام نحو الحب الشديد للنادي بين مشجعيه حول العالم وكراهية اي شخص آخر. وساعدت روحه القتالية وفي بعض الآحيان سلوكه القاسي على تقوية عقلية الحصار التي نشأت بعد تجريد النادي من لقبين في الدوري نتيجة لفضيحة التلاعب في النتائج عام 2006. وادى هذا إلى وضع اللاعبين والمشجعين تحت جناحيه ورغم أن يوفنتوس بعيد للغاية عن مستواه السابق كأكثر فرق الدوري نجاحا إلا أن مستويات التنظيم والعمل الجماعي تعكس بطريقة مثالية الأيام الخوالي. لكن هذا ادخله في متاعب مع سلطات كرة القدم وعوقب بالإيقاف في مباراتين في يناير/كانون الثاني الماضي بسبب الاحتجاج على الحكم ماركو جيدا لعدم احتسابه ركلة جزاء نتيجة لمسة يد في الوقت المحتسب بدل الضائع خلال التعادل (1-1) مع جنوى. وجاءت هذه العقوبة بعد فترة قليلة للغاية من انتهاء إيقافه لأربعة أشهر لعدم إبلاغه عن محاولة للتلاعب في النتائج عندما كان مدربا لسيينا وهي قضية سيطرت على عناوين الصحف اثناء النصف الاول من الموسم. وبعد رفض التظلم الاول ضد عقوبة إيقافه لعشرة أشهر في أغسطس/آب الماضي عقد كونتي مؤتمرا صحفيا هاجم فيه الاتحاد الإيطالي لكرة القدم قائلا إن ما حدث "وصمة عار". ويجعله أسلوبه الذي يتسم بالصراحة ونهمه إلى النجاح الشخص المثالي ليوفنتوس والجماهير ويستطيع المنافسون ان يتأكدوا انه لن يهدأ حتى يقود الفريق وإيطاليا إلى مجد أوروبي مطلوب بشدة.